قصص القديسين

هل تعلم من هو القديس الذي كان مدمناً على المخدّرات لمدة 30 سنة وكيف انتهى إدمانه؟

"القديسون هم مجرد خطأة الذين يستمرّون بالمحاولة".

موضوع إدمان المخدّرات هو حديث شائع في جميع أنحاء العالم، على وسائل الإعلام الإجتماعية، التلفزيون والأخبار. ربما يعرف كل واحد منا، شخصاً أو أكثر يكافح من أجل التخلّص من هذه الآفة المأساوية. كمسيحيين نطلب شفاعة القدّيسين وأن يصلّوا من أجل نوايانا للتخلّص من أمراض، عادات، مشاكل وغيرها من الأمور التي نعجز عن محاربتها لوحدنا. كثيراً ما يتوجّه الناس الى القديس مكسيميليان كولبي كي يتدخّل ويتشفّع بالمدمنين. قبل أن يصبح قديساً صلّى البعض الى الطوباوي مات تالبوت. لمن يمكننا أن نصلّي أيضاً ونطلب شفاعتهم من أجل أولئك الذين يعانون من إدمان المخدرات؟

ولد القديس مارك جي تيانكسيانغ عام 1834في الصين. نشأ في عائلة كاثوليكية وتربّى على الأخلاق المسيحية.
دخل كلية الطب وأصبح طبيباً، يعالج المرضى في مجتمعه بالمجان. في أحد الأيام أصابته حالة عنيفة من مرض وآلام في المعدة تركته عاجزاً. وكان العلاج التقليدي في الصين في تلك الأيام هو الأفيون، الذي ساعده على تخفيف آلام معدته ولكن جعله مدمناً يعتمد على المخدرات.
وعلى الرغم من إدمانه، واصل الصلاة طالبا من الله أن يخلّصه من الإدمان. كما ذهب بتواتر الى كرسي الإعتراف لمحاولة تحرير نفسه من قبضته. الى أن قال له معرّفه أن يتوقّف عن المجيء بهذه الكثرة الى كرسي الإعتراف.
لم يكن يُنظر الى الإدمان على أنه مرضاً في القرن ال19 في الصين، واعتقد الكاهن بأن ليس لدي مارك الرغبة بالتوبة والتوقّف عن الخطيئة. ومنعه عن تقبل الأسرار وقال له أن يعود حينما يكون لديه الرغبة بالتحسن أكثر.

 

بقي مارك يكافح إدمانه وقرّر أن يستمر بالطلب من الرب الخلاص من المخدرات. لمدة 30 عاماً بقي يذهب يومياً الى الكنيسة بالرغم من عدم تمكّنه من تلقي الأسرار. خلال الثلاثين عام، ظل مدمنا على الأفيون. وصلى أن يموت شهيداً لأنه لا يرى أي وسيلة أخرى للخروج من إدمانه.

في عام 1900، تحوّل الرأي العام في الصين ضد الكاثوليك. في أحد الأيام، تم خطفه وأسرته، من قبل الثوّار لإعدامهم، بما في ذلك ابنه، وزوجات إبنيه، وستة أحفاد. وقد ترجّى خاطفيه أنه يعدموه الأخير، حتى لا يموت أحدهم وحيداً. واحد تلو الآحر، شاهد قطع رؤوس أفراد أسرته، وكان هو الأخير. عند إعدامه، استشهد وهو يرتّل طلبة مريم العذراء.

أعلنت قداسة مارك جي تيانكسيانغ في 1 تشرين الأول / أكتوبر 2000 على يد القديس البابا يوحنا بولس الثاني. تحتفل الكنيسة بعيده في 7 تموز\يوليو بينما عيد جميع الشهداء الصينيين يقع في 28 ايلول\سبتمبر.
قالت القديسة المادري تريزا: “القديسون هم مجرد خطأة الذين يستمرّون بالمحاولة”.

 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق