مواضيع روحية

هل تساءلت يومًا من هم الفريسيون الصدوقيون، اللاويون، الكتبة والعشّارون الذين عايشهم المسيح؟

تعرّف على الطوائف اليهودية في زمن الرب يسوع

تجسّد الرب يسوع وسط مجتمع يهودي وعايش كل التيارات الفكرية والدينية والسياسية والمجتمعية لتلك الحقبة. والأناجيل تحدّثنا كثيرًا عن الفريسيين والصدوقيين وغيرهم من الطوائف اليهودية. التالي هو مختصر عن مفهوم كل من تلك الفئات تساعدنا أن نرسم صورة أكثر وضوحًا للمجتمع الذي كان المسيح يحيا وسطه.

الفريسيون

يدل أصل الكلمة الأرامي على الإعتزال والإبتعاد عن الخاطئين. كانوا متصلبين متشددين في الحفاظ على الشريعة وسنّة الأقدمين فيما يتعلق بالطهارة ومراعاة السبت. كانوا يؤمنون بالقيامة والملائكة والأرواح. كثير من علماء الناموس كانوا ينتمون اليهم.
كره فيهم المسيح رياءهم وكبريائهم وقسوتهم على الشعب وتعلّقهم بالألفاظ أكثر من المعاني وروح الألفاظ. تعامل مع بعضهم من الذين توسّم فيهم الصدق مثل:

1- سمعان الفريسي:
كان يسوع في بيته على العشاء فأتت امرأة تحمل قارورة طيب وجاءت عند رجلي يسوع تبكي وتبلل قدميه بالدموع وتمسحهما بشعر رأسها قال يسوع لسمعان الفريسي عندما عرف أفكاره: «يا سمعان. أتنظر هذه المرأة؟ إني دخلت بيتك، وماء لأجل رجلي لم تعط. وأما هي فقد غسلت رجلي بالدموع ومسحتهما بشعر رأسها. قبلة لم تقبلني، وأما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلي. بزيت لم تدهن رأسي، وأما هي فقد دهنت بالطيب رجلي. من أجل ذلك أقول لك: قد غفرت خطاياها الكثيرة، لأنها أحبت كثيرا. والذي يغفر له قليل يحب قليلا». ثم قال لها: «مغفورة لك خطاياك».

2- نقوديموس
هو الذي جاء الى يسوع ليلًا وتحدّث معه عن الولادة الجديدة فسأل يسوع: «كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد؟»
أجاب يسوع: «الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله».
ونقوديموس اشترك مع يوسف الرامي في تكفين ودفن يسوع.

3- القديس بولس الرسول كان من الفريسيين

الصدوقيون

الصدوقيون حزب ديني سياسي أكثر أعضائه من الأحبار والكهنة. ويعتقد ان لقبهم يرجع الى صادق الذي جعله الملك سليمان عظيم الأحبار. وهم الطبقة الأرستقراطية بين اليهود، فمعظم رؤساء الكهنة منهم. برز من بينهم حنان وقيافا في زمن محاكمة يسوع.
ينكر الصدوقيون قيامة الموتى والملائكة والأرواح. وكانوا يوالون السلطة الرومانية المحتلة، وكانوا على خلاف مع الفريسيين في تفسير الشريعة.

لهم قصة طريفة مع السيد المسيح حول قيامة الموتى:
يقول الإنجيل: في ذلك اليوم جاء إليه صدوقيون، الذين يقولون ليس قيامة، فسألوه
قائلين: «يا معلم، قال موسى: إن مات أحد وليس له أولاد، يتزوج أخوه بامرأته ويقم نسلا لأخيه. فكان عندنا سبعة إخوة، وتزوج الأول ومات. وإذ لم يكن له نسل ترك امرأته لأخيه. وكذلك الثاني والثالث إلى السبعة. وآخر الكل ماتت المرأة أيضا. ففي القيامة لمن من السبعة تكون زوجة؟ فإنها كانت للجميع!»
فأجاب يسوع وقال لهم: «تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله.
لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون، بل يكونون كملائكة الله في السماء.
وأما من جهة قيامة الأموات، أفما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل:
أنا إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب؟ ليس الله إله أموات بل إله أحياء».

الكتبة

هم معلّمو الشريعة وخبراء الناموس المتعمّقون في معرفتها، نسخها وشرحها ، ويشار لهم أحيانًا بالناموسيين ولهم صلات وثيقة مع الفريسيين.
كانوا مشيري الشعب في الأمور الدينية، ومنهم أعضاء في السنهدريم، أصحاب نفوذ قوي، وعليهم تقع مع الفريسيين مسئولية صلب المسيح واضطهاد الكنيسة الأولى.
وبخهم السيد المسيح مرات كثيرة بسبب ريائهم (إقرأ متى 23 ).
عنهم قال:
«كل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه، ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا، لأنهم يقولون ولا يفعلون. فإنهم يحزمون أحمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس، وهم لا يريدون أن يحركوها بإصبعهم، وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس: فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم، ويحبون المتكأ الأول في الولائم، والمجالس الأولى في المجامع، والتحيات في الأسواق، وأن يدعوهم الناس: سيدي سيدي!».

العشارون

العشّار هو الذي يجني الضرائب والأعشار المفروضة. وكان الشعب يبغضهم ويعتبرهم خطأة سارقين. تعاملوا مع الرومان المسيطرين على البلاد في جمع الضرائب مما زاد كراهية الناس لهم، فأصبحوا يتجنّبون التعامل معهم.
ضرب يسوع مثل الفريسي والعشار (لوقا 18) حيث قدّم المسيح العشار تائبًا عائدًا الى الله متواضعًا بعكس الفريسي.
عطف السيد المسيح عليهم واستقبلهو وأكل معهم رحمة منه لكل خاطئ، وعنهم قال: «أي إنسان منكم له مئة خروف، وأضاع واحدا منها، ألا يترك التسعة والتسعين في البرية، ويذهب لأجل الضال حتى يجده؟ وإذا وجده يضعه على منكبيه فرحا، ويأتي إلى بيته ويدعو الأصدقاء والجيران قائلا لهم: افرحوا معي، لأني وجدت خروفي الضال!».
الرسول متى كان عشارًا ودعاه يسوع عن مائدة الجباية. ومن ينسى اسم زكا العشار القصير القامة الذي صعد على الجميزة ليرى يسوع في أريحا. وقصة العشاء في بيته وتوبته وخلاص بيته؟

الكهنة واللاويون

هم أبناء لاوي، أحد أبناء يعقوب، الذين نسيمهم أسباط إسرائيل الإثني عشر. سبط لاوي اختاره الله ليكون خادمًا لله وللهيكل. منهم موسى وهارون. وهارون هو الكاهن الأكبر.
والذين من نسل هارون كانوا هم المسؤولون المباشرون عن خدمة الهيكل وصار اسمهم: الكهنة.
وأما الذين ليسوا من نسل هارون بل فقط من سبط لاوي كانوا يساعدون الكهنة في الخدمة والهيكل، وبقي اسمهم: اللاويون. هذا هو الفرق بين الكهنة واللاويين. ولم يكن يُسمح لأحد من الأسباط الأخرى أن يخدم في الهيكل.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق