مواضيع روحية

الذئب والدمّ – كيف تجرح الخطيئة الروح

الذئب والدمّ – كيف تجرح الخطيئة الروح

لا تكفّ العذراء عن دعوتنا لأن نكون شهوداً ورسلا لأنّ الحصاد كثير، أكثر من أي وقت مضى. وهي ترى بوضوح، فيما يتعلّق بأولادها الذين لم يختبروا محبّة الله بعد، فالمعاناة التي يتكبّدونها جرّاء الآثام العظيمة – المصانة بالقانون في بعض الأحيان – عميقة جدّاً! فالحكّام ورجال القانون يحملون مسؤولية كبيرة أمام الله. كلام القدّيس بولس : “أجرة الخطيئة هي الموت” لا يحمل تاريخ انتهاء، فهو يُطبّق في كل حين. تدفع ثقافة الموت، ثقافتنا، بآلاف الأولاد والشبيبة الى نزاع مرير. فتأتي إذاً العذراء الى مديوغوريه لتقول لنا إنّ سلامنا الوحيد هو يسوع المسيح. وإذ قلائل هم الذين يصغون إليها، تدبّرت الأمر لكي يُعبّر هو بنفسه خلال ظهور الميلاد في 25 كانون الأول 2012: قال: “أنا سلامكم، عيشوا وصاياي!”

الذئب والدم

يصف هذا المثل كيف تجرح الخطيئة الروح
في ألاسكا وسيلة خاصّة جدّاً بالإسكيمو من أجل حماية حياتهم. عندما يُحدق بهم خطر هجوم الذئاب، يفتّشون المنطقة التي ظهر فيها الذئب بأسرها. ثمّ يأخذون شفرة حادّة، يتراوح طولها بين 25-30 سم، يغمسونها بالدمّ ويجمّدونها. ثم يغمسونها مجدّداً بالدم ويجمّدونها مرّة ثانية. ويعيدون الكرّة عدّة مرّات. عندما تنتهي هذه العمليّة، يذهبون الى الموقع حيث آثار الذئب، فيغرسون الشفرة في الأرض بطريقة تصعب إزالتها. ثم يرشّون الدمّ على الأرض المحيطة بالشفرة ليجذبوا الذئب، وينتظرون حينئذٍ مجيئه. ويحبّ الذئب ما يرى وما يشمّ، فيلعق أوّلاً الدمّ الذي يراه على الثلج. ثم ينجذب بما يشمّ فيقترب من الشفرة. ويبدأ باللعق. يلعق أوّل طبقة من الدمّ، ثمّ الثانية. عندما يصل الى الطبقة الثالثة يكون لسانه قد تخدّر جرّاء الجليد، ويفقد الإحساس. آه لو يعلم ما الذي ينتظره تحت هذه الطبقة من الدم! يلعق ويلعق ومن دون أن يدرك, يبدأ بشقّ لسانه الى قطع صغيرة. عندما ينتهي ويلعق آخر جرعة، يبتلع لسانه فيختنق حُكماً. في اليوم التالي، يأتي الإسكيمو ليأخذوا جثّة الذئب ويجدون الأمان من جديد.

على غرار الذئب، ننجذب بالخطيئة ونتأثّر بها وأخيراً تدمّرنا! أمسى العالم عديم الإحساس بالخطيئة، تماماً كلسان الذئب الذي يصبح مخدّراً بالدم المتجمّد. لم يعد الإنسان يعرف ماهي الخطيئة: لم يعد يعرف أين يقع الشرّ. لا يؤمن بوجود الخطيئة. إنّما الخطيئة جذّابة، نحبّ ما نرى، نحبّ ما نشمّ، ونتبع حواسنا بشكل أعمى. ولكن عمّا قريب، ينتهي بنا المطاف على غرار هذا الذئب.

مريم العذراء

قالت لنا العذراء في أيّار 2012: “أنا كأمّ، أريد أن أنجّيكم من فقدان السلام، ومن اليأس ومن المنفى الأبدي. برهنَ لكم ابني عبر موته على الصليب، عن مدى حبّه لكم. ضحّى بنفسه من أجلكم، بسبب خطاياكم. لا تضربوا تضحيته عرض الحائط ولا تُجدّدوا آلامه بخطاياكم! لا تُغلقوا باب الفردوس بوجهكم!”.
وفي حزيران قالت: “أولادي، تحملون مسؤولية كبرى أرغب أن تساعدوا بمَثَلكم الخطأة لأن يروا بوضوح وأن تُغنوا نفوسهم الفقيرة وتُعيدوهم الى حضني. من أجل ذلك صلّوا، صلّوا واعترفوا بانتظام. إن كان تناول ابني في الإفخارستيا وسط حياتكم، لا تخشوا البتّة، إنّكم تستطيعون كل شيء!”

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق