أخبار

من هو الشيطان الأقوى تأثيراً والأكثر شعبيّة في عالم اليوم؟ الجميع يعرفه ويعلم ما اسمه

هناك شيطان قوي للغاية، مغرٍ لدرجة أنه كان ليوقع في شباكه، اليوم بالذات، اكثر الناس صلاحاً، لو كان ذلك ممكناً. هو الشيطان الأقوى تأثيراً والأكثر شعبيّة دون منازع.

وهو ليس بحاجة لأن يتصرف حتى ينجح، لأنه مجرد لفظ اسمه كافٍ لمنحه الانتصار. انه اسم طويل، أطول من تلك الأسماء التي نعرفها، ولكن هذا الاسم موجود لدرجة كبيرة في اللغة العامة حتى انه يلفظ بكل طبيعية. ويبدو كأنه بسيط وبريء.

هو على كل لسان تقريباً. مهموس به في الآذان كما أنه منادى به على السطوح. ويتباهى بتشريع جميع الأبواب ويمنح لنفسه الحقوق كلها. ويساهم في اسقاط الآلاف ويبدو أن شعبيته تزداد يومياً. ويقتضي أن تؤدى له العبادة وأن يقدم له كل الإكرام كما لو كان ملكاً. وهو يظهر بمظهر “الولد الصالح”، لدرجة أنه نال بطاقة دخول الى أفضل الأماكن، حتى في بعض كراسي الاعتراف. اسمه وحده خدعة، لأنه يحوي بذاته تبرير الشر. انه أفعى سامة ومميتة، وهو متنكر بزي الحمامة اللطيفة الشفوقة… واسمه؟

“الجميع يفعلون ذلك” أو كما نقول بالعامية “عادي”.

“السيِّد الجميع يفعلون ذلك” يدعك تظن أن الشر هو أمر جيد ويغرق ضحيته في اللعنة، من دون أن يبدو عليه ذلك. لأنه مكتوب: “الويل للذين يدعون الشر خيراً والخير شراً” (أشعياء 3/20)

هل تتردد امرأة حامل بالخضوع الى عملية الاجهاض؟ “لا تغتمي” يقول لها أصدقاؤها. “الجميع يفعلون ذلك!”
يخرج شاب مع أصدقائه، يتنبه الى أنهم سيشربون حتى الثمالة فيتردد… “هيا! لا تكن غبياً! الجميع يفعلون ذلك!
تتباهى فتاة بلباس غير محتشم ومثير فتتلقى ملاحظة… فتجيب “وان يكُن؟؟ الجميع يفعلون ذلك!”
يعرضون على مراهق تعاطي المخدرات وهو لم يدخّن يوماً، فيرفض. ولكن ينجحون بإقناعه لأنه في النهاية… “الجميع يفعلون ذلك!”

شاب مدعوّ من قبل صديق: “رافقنا غداً. سوف نصرخ بقوّة في مهرجان الشيطان. فيتردّد. لكن ينجح بإقناعه: “سيكون هناك الآلاف… الكثير يشاركون… الجميع يفعلون ذلك!”

كم من الفتيات يبعن عذريتهن بأرخص الأثمان من أجل تكريم ذلك الشيطان. فيسمحن لأنفسهن بأن تدمّرن وينجرحن في عمق أعماقهن لسنين مديدة! أستطيع ان أضاعف الامثلة ولكنها محزنة للغاية.
القلق، والحياة المدمرة، والكآبة، والاضطرابات الداخلية من كل نوع، والانشقاقات العائلية، والعجز عن العيش والعمل بشكل طبيعي، والفقدان التام لطعم الحياة البسيط. ومحاولات الانتحار والجرائم… فاسم السيِّد “الجميع يفعلون ذلك” يحتوي بحد ذاته على كذبة كبيرة، لأنه في الحقيقة، كلا! لا يفعل الجميع ذلك!

إنها مجزرة! وبالطبع ضحياها هم الأكثر شباباً والأكثر طواعية. انهم غير مدركين للفاكهة المريرة التي ستسمّمهم ان تبعوا أسوأ الطغاة المعاصرين: السيد “الجميع يفعل ذلك”. ولكن من يحذّرهم بكثير من الحب والصبر ليحفظهم ويحميهم؟ من يكون لهم مثالاً؟ من يمضي وقتاً معهم ليصغي الى رغبة قلوبهم الحقيقية ويساعدهم على ادارة نموّهم في عالم يقصفهم من كل جهة؟

يسوع هو الجواب. لهم وللجميع! يأتي ليعزينا من الرتابة ومن الضجر بلطفه اللامتناهي.
هو الذي يعرف وحدانية كل فرد من مخلوقاته. ويظهر لكل فرد كيف يصبح ما هو: فريداً ومهماً. يكمن الجمال في الاختلاف! يحمل يسوع في ذاته صورتنا السرية ويعزّزها. وبقدر ما ننظر اليه، بقدر ما نصبح “نحن” أمامه وأمام البشر.

” تأملوا فيه تشرق جباهكم ولا تخزَ وجوهكم” (مز 34/6). لم يقل يسوع مطلقا: “افعلوا مثل الجميع وستسعدون!”
كلا، بل يعطي جواباً ليس مفخّخاً ولا مخادعاً.
يدلّنا على طريق لا يحوي ردْباً ويقول: “تتلمذوا لي فاني وديع ومتواضع القلب، تجدوا الراحة لنفوسكم” (متى 30:11-28 ) .
ويقول أيضا:
“من يتبعني لا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة” (يوحنا 8\12). لماذا نبحث اذاً عن السعادة حيث نضيّعها؟ أليس يسوع هو الطريق والحق والحياة ؟

قالت السيدة العذراء في إحدى رسائلها، تُحذّرنا من إبليس:
“أولادي الأحبّة، أنتم متهيئون لارتكاب الخطيئة وللإرتماء بين يدي إبليس بدون تفكير أو انتباه. فأدعوكم إلى أن يقرّر كلِ واحد منكم بكامل وعيٍ اختيار اللّـه، ونبذ الشّيطان. أنا أمّكم! لذلك أريد أن أقودكم إلى تمام القداسة. وأريد أن يكون كلّ واحدٍ منكم سعيداً هنا، على الأرض، وأن يكون معي، بعد ذلك، في السّماء. هذا هو أولادي الأحبّة، هدف مجيئي إلى هنا، وهذه هي رغبتي (رسالة 25 ايار 1987 )

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق