أخبارمواضيع روحية

من مخالب الشيطان الى ذراعَي مريم !

الحركة المؤيدة للحياة مليئة بقصص وشهادات أشخاص كانوا يوماً مؤيدين للإجهاض او عانوا من نتائجها.
الإجهاضات التي تُجرى سنوياً في العالم عددها مروع وتبلغ ما يزيد عن 55.000.000 عملية. هناك الكثير ممن خاضوا تجربة الإجهاض الذين يتكلّمون اليوم ضده، ومنهم ما زال يعاني من الندوب العاطفية والنفسية التي خلّفها الإجهاض في نفوسهم.
هناك جانب مظلم للإجهاض نادراً ما يُذكر حتى الآونة الأخيرة. شهادة زاكري كينغ هي واحدة من تلك القصص التي لا ترغب الفئات المؤيدة للإجهاض بأن تُعرف.
كانت حياة زاكري كينغ طبيعية بالنسبة له. ترعرع في بيت بروتستانتي ، لكن في سن العاشرة بدأت الأمور تتغيّر. بدأ زاكري بممارسة السحر. ولا نتحدّث على الحيل البصرية وخفّة اليد :

زاكري كينغ
“عندما كنت في العاشرة، بدأت أمارس لعبة “انا أكرهكِ ماري الحقيرة”، على الرغم من انها ليست لعبة، هي بالحقيقة لعنة وتعويذة. وللتحديد أكثر : لجعل التعويذة فعّالة، يجب التكرار، وجود النيّة وحضور شيطاني: في هذه اللعبة عليك تكرار عبارة ما مرات محدّدة. كل المشاركين باللعبة يكون لديهم نيّة بأن يحدث شيئ مخيف. مثلاً أن يظهر وجه مرعب في المرآة. وإن استطعت مشاهدة وجه مخيف في المرآة فهذا هو الحضور الشيطاني. كنت ألعب هذه اللعبة عدة مرات في اليوم. مكرّراً عبارة بسيطة ومستحضراً الشيطان.”
“كما كنت ألعب لعبة التنانين والزنزانات. في الكتب التي نُشرت بين الأعوام 1974-1976 عن السحر، كنت أجد تعويذات سحرية حقيقية. مثل مؤسسي هذه اللُعب، تحوّلت الى الشعوذة والسحر وعبادة الشيطان لجعل اللعبة أكثر واقعية.
الإصدارات الحديثة لهذه الكتب، أخرج منها التعويذات. لكن الكتب التي تمكنت من الوصول اليها بواسطة المكتبات وبعض الأصدقاء أرتني كيفية القيام بالسحر.”
“في الواقع لم أكن أدرك ان ذلك حقيقياً . لم أفعل الى أن قمت بإلقاء تعويذة من أجل المال ونجحت حتى اصبحت مقتنعاً.
لكن في اللعبة انت تلقي السحر من أجل السلطة، الحظ، المال، ضوء في كهف مظلم، نار، وغيرها من الأشياء.
انها لعبة خيالية تلعب فيها مع الجنّ، الغيلان، السحرة والزنزانات والتنانين. فكنت أمارس هاتين اللعبتين باستمرا مستمعاً الى البالغين الذين أقنعوني انها وهمية وغير مؤذية. لذا استغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أدركت انني أستطيع استعاملها على أرض الواقع. ومن هنا، لم يكن عودة الى الوراء.”
“عندما بلغت الثالثة عشر التحقت بأول جماعة سحرة شيطانية تعرف باسم توتو او شيطان الجنس.  كيف أصبحت من أتباع الشيطان؟ قبولي الرسمي للطائفة الشيطانية حصل عندما بعت روحي له في عمر ال13. حصل ذلك في مكان كنت ألهو به . فيه الكثير من ألعاب الفيديو والأفلام، وبركة للسباحة . كان هناك كل ما يحبه صبي في عمري. بينما كنت أحصل على رفض من والديّ عندما أطلب منهما شيئاً، في هذا المكان كان العكس : هل تريد المزيد من الطعام؟ خذ كُل. هل ترغب في التدخين؟ ها هي أمامك. هل تريد ممارسة الجنس؟ مرحبا بك. كل شيء كان مسموحاً . الشيء الوحيد الذي كان ممنوعاً هو ان تخبر أهلك. لقد كان مكاناً رائعاً بالنسبة لي.”
“بدأت بحضور اجتماعاتهم التي كانت بالنسبة لي مجرد متعة التواجد مع الصغار والكبار للتمتّع بالبقاء ليلاً للنوم عند أحدهم، والمشاركة في يوم سباحة او تناول الشواء او مشاهدة الأفلام وغيرها. غير مدركاً اني كنت أشارك في عبادة شيطانية. لم يكن لدي اي فكرة انه قد تم تجنيدي الى عالم الشر. بدا لي الأمر مثل الاشتراك في نادي تسلية للأولاد.”

“عندما اصبحت في الرابعة عشرة نظّمت الجماعة طقس عربدة وجنس جماعي لكل الذكور من عمر 12-14 سنة مع امرأة في العشرين . هدفها الوحيدة هي أن تصبح حاملا.كي تقدّم جنينها بعد بضعة اشهر ضحية للشيطان.زاكري كينغ

لم يكن لدي فكرة عن ماهية الإجهاض . شرحوا لي ان عليّ المشاركة في قتل الطفل . لم يقولوا تدمير خلايا او كتلة من الأنسجة بل قالوا بكل وضوح “عليك ان تقتل الطفل”.
“عملية الإجهاض الأولى التي قمت بها كانت في بيت خاص . خارج الغرفة كان هناك رجال يصلّون للشيطان ويتمتمون التعويذات المناسبة، ومجموعة نساء مستلقيات على الأرض يدورْنَ ويتحركنَ ذهاباً وإياباً مكرّرات “جسدنا مُلك لنا”.
وبالغرفة كنا 15 شخصاً بيننا طبيب واحد ليراقب وينهي العملية.
كانت تلك المرة الأولى التي أقتل فيها جنين. وتبعتها 146 عملية اخرى، 5 منهم قبل بلوغي الثامنة عشر..”

“عندما كان عمري 18 وبدأت تعليمي الجامعي، بحثت عن جماعة سحرة للإنضمام اليهم. لم ترضيني الجماعة الأولى التي انضممت اليها، لكني وُفّقت في محاولتي الثانية. كانت ملائمة لي لحاجاتي ولما عرضوه عليّ. كنت قد سمعت ان هناك مذهب شيطاني الذي سوف يحكم العالم، ومعظم حياتي كنت أشعر بالعجز والضعف الى حد ما، ما عدا في الوقت الذي كنت فيه منتسباً لمذهب من مذاهب عبادة الشيطان.”
“أصبحت أشارك في اجتماعاتهم باستمرار، ويبدو ان أحدهم ، وكان رفيع المستوى ،اعتبرني صاحب امكانيات وقدرات، فادخلني الى دائرتهم الداخلية. من هناك وخلال سنتين أصبح لدي مرتبة عالية، وعُينتُ كأحد رؤساء الجماعة.
في دوري الحديث استمريت بالتعمّق في الظلمات. كانت عمليات الإجهاض هي القاعدة والشعائر الرئيسية للذبائح الشيطانية.
كانت تُجرى في البيوت التي يتم تحضيرها وتعقيمها، او في عيادات الإجهاض التي يملكها او يعمل فيها عبّاد الشيطان. الهدف الأساسي في هذا الجزء من الطقوس الشيطانية هو ان تصبح يديّ ملطّخة بالدماء. يحضر كل عملية اجهاض طبيب الذي يُرشدني . كنت أُدخل يدي داخل المرأة بينما يكون الجنين في قناة الولادة وأبدأ بطعنه بمشرط. ثم يستلم الطبيب العمل ويُكمل عملية الإجهاض. بعض المذاهب الشيطانية لديها طقوس أكثر بشاعة. منها من يقوم أعضاؤها بتقطيع الجنين وأكله.

لم تكن عمليات الإجهاض محدودة للأسابيع والأشهر الأولى للحمل بل قمنا بإجهاضات متأخرة اي قتل الجنين وقد اكتمل نموّه، في الشهر السابع والثامن وحتى في الاسابيع القليلة قبل موعد الولادة. في احدى المرات كنت سأقوم بطعن جنين بالمشرط وقتله لكنني لم أشعر به في قناة الولادة. أصرّت المرأة انها ستلد في كل لحظة لكني لم أجد جسد الجنين. فقام الطبيب بفحصها وقال أن ليس هناك طفل. فجأة سمعنا بكاء الطفل. لقد ولدته ونحن قربها ولم نرى الأمر يحدث. لم نقتله لأننا لا نقتل أطفالاُ مولودين خوفاً من السجن. ليس لدي اي فكرة عن كيف يمكن لهذا ان يحدث. وقعت 4 حوادث مماثلة، والشيء المشترك بينهم هو أنه كان هناك دائماً أشخاص خارج العيادة  يصلّون الى الله.”
 بعد عشرين عاما من انضمامي لعبدة الشيطان، أصبحت أشعر بألم داخلي كبير ورأيت أن حياتي لا معنى لها وأدركت كم هي خاوية ودون فائدة. كنت قد تزوجت قبل بضعة أشهر، وكانت زوجتي في ذلك الوقت تنتمي لجماعة شيطانية. ذهبت في صباح احد الأيام كعادتي الى العمل، حيث كنت أدير محل للمجوهرات في مركز تجاري. دخلت إمرأة لتبتاع زوجاً من الأقراط، بعد ان انتهينا من المعاملات، قالت لي أنها تريد إعطائي هدية.
هدية سوف تقلب حياتي رأساً على عقب
أمسكَت بقرص ذهبي صغير وقالت لي :”الأمّ المباركة تدعوك لجيشها”. اول فكرة خطرت بذهني هو أن هذه المرأة تنتمي الى طائفة تعبد آلهة مثل غايا او ايزيس او ما شابه ذلك. لم أسمع من قبل ابداً عن الأمّ المباركة او العذراء القديسة. بدأت المرأة واسمها ماري آن تحدّثني عن قوّة وعظمة مفعول هذه الميدالية، التي قالت ان اسمها الأيقونة العجائبية. ذلك جعل غروري ينتفض بعنف. إن كان هناك من يعرف عن القوّة الخفيّة فهو انا! انا كرّست كل حياتي لها، وهذه المرأة تتبجّج امامي عن قدرة وقوّة هذا الشيء؟ الايقونة العجائبية
أخذت الميدالية بيدي ، كي ألقيها في القمامة وأردت قول شيء عن تفاهتها وعجزها. لكن قبل أن أفعل ذلك أغلقت يدي عليها لأرى إن كان هناك اي نوع من الطاقة يصدر منها.
ما حدث فوراً بعد ذلك أرعب كياني. اختفى المركز التجاري ووجدت نفسي محاطاً بالظلام الدامس. لم أختبر من قبل شيئاً مشابه ، ولم يكن لديّ اي فكرة عمّا يحدث معي. لم أخف بحياتي كلّها مثلما خفت في تلك اللحظات. مريم كانت أمامي، بدأت تحدّثني عن حياتي. كان كشفاً مهولاً عن الشر العظيم الذي صنعتُه في حياتي.  كلّمتني عن ممارستي السحر، وعن تحالفي مع الشيطان، عن عمليات الإجهاض التي ترأستها وعن الكنائس التي دنستها” قالت لي “اترك كل شيء وراءك الآن، ثم قالت ” أمّك تدعوك الى جيشها”.
في تلك اللحظة عرفت : الأمّ المباركة هي أمّ الله. لم يكن ذلك أمراً سمعته من قبل. بل الروح القدس هو الذي سكب هذه المعرفة في قلبي.
في اللحظة عينها التي أدركت أنها أمّ الله، أمسكت بيدي بلطف وأدارتني الى الخلف، ، حيث كان ابنها يسوع يقف ورائي.
لا أعتقد انه بإمكاني وصف حقيقة مشاعري في تلك اللحظات، في حضور الروح القدس والرب يسوع والسيدة العذراء. استطعت أن أدرك ان التوق والحنين والتحرّق الذي كان بداخلي، والذي حاولت ملأه بالجنس والمخدرات والكحول والأعمال الشيطانية، يمكن بالحقيقة أن يملأه المسيح.
“تكلّمت مريم عندئذٍ وقالت لي انني مدعو للمساعدة في القضاء على الإجهاض. منذ تلك اللحظة ابتدأت حياتي الحقيقية. فساعدتني ماري آن في الإنتساب الى الكنيسة الكاثوليكية، وبدأت في قراءة الكتاب المقدس والتعليم المسيحي وتابعت النشرات الكنسية وغيرها. أصلي الوردية كل يوم وأحاول ان اشارك في القداس الإلهي بشكل يومي.”
“لقد كنت في الجانب الآخر حيث ساعدت على إجراء ابشع عمليات القتل بالإجهاض. والآن السيدة العذراء تدعوني لأشهد للحياة ولأكون فعالاً في إيقاف الإجهاضات التي يفوق عددها كل خيال. وأن أكون صوتاً للأجنّة المعرّضة للقتل.”
زاكري كينغ هو شاهد لقوة الرحمة الإلهية وعطف السيدة العذراء، التي لم يرضى قلبها الوالدي بتركه غائصاً في أوحال الخطايا الأكثر بشاعة، بل اختارت أن تقوده في مسيرة ضد كل ما كان يؤمن به. يقوم زاكري بإلقاء المحاضرات والإدلاء بشهادة حياته في كل انحاء العالم. وقد نشرت خبر ارتداده الكثير من الصحف وقامت العديد من محطات التلفاز والراديو بإجراء حديث معه من بينهم راديو ماريا.
 يقول زاكري :”إن الله اختار ان يستخدمني ويستخدم ضعفي وجراحاتي لمساعدة الناس المجروحين وخصوصاً من الشرور التي قمت بها، والتي ما زلت أعاني بسببها من الندم والكوابيس والذكريات المؤلمة.
لكن محبة الله لنا لا يُسبر غورها. ذبيحة المسيح مليئة بالحبّ، كما لو أنه احتمل كل شيء من اجل كل فرد منا بشكل شخصي. عندما أفكر في الصلب، أعلم لو أنني أنظر في عينيه ، لكنت رأيته ينظر إليّ كأني الشخص الوحيد الذي يُضحّي عنه. لا أحد يستحيل خلاصه، إن كان عنده الإستعداد للتوبة، حتى لو باع روحه للشيطان مثلي، فرحمة الرب أعظم بكثير من أفظع الخطايا.
زاكري كينغ

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق