أخبارمختارات عالمية

شهادة كاهن عن حادثة أظهرت معجزة وقوّة الشفاء الجسدي من خلال الاعتراف

معجزة وقوّة الشفاء الجسدي من خلال الاعتراف

الأب روفوس بيريرا

هذه شهادة مؤثّرة للكاهن الأب روفوس بيريرا عن معجزة شفاء جسدي بعد أن منح الشفاء الروحي لشاب مريض اعترف بخطاياه تائبًا عنها.

“في وقت مبكر من صباح أحد الأيام، فوجئت برؤية زوجين يطرقان باب المنزل الذي أقيم فيه في باندرا، إحدى ضواحي بومباي، حيث أرافق مئتي شخص في رياضة روحية. طلب الزوجان أن أرافقهما إلى المستشفى لرؤية ابنهما المريض. كنت مضطرًّا أن أرفض لأنني لا أستطيع ترك المؤمنين الذين يعتمدون عليّ خلال الرايضة الروحية.

لكن الزوجان أبيا التراجع وبدءا في إخباري عن حالة ابنهما.
أصيب ابنهما جوزيف بمرض غريب وكان يخضع للعلاج الطبي في المنزل. لكن بعد أسبوعين من العلاج لم تتحسن حالته. أقرّ طبيب الأسرة أخيرًا أنه لا يمكنه فعل أي شيء أخر. لم يكن قادرًا حتى على تشخيص الطبيعة الدقيقة لمرضه، الأمر الذي حيّره. وأوصى بإدخاله إلى مستشفى بومباي الشهير، حيث سيكون تحت رعاية كبار الأطبّاء المتخصصين في المدينة.

ولكن هنا أيضًا، بعد أن خضع لكل اختبار تشخيصي ممكن وأُعطي جميع أنواع الأدوية لمدة أسبوعين آخرين، أدرك هؤلاء الأطباء البارزون أنهم أيضًا لا يستطيعون فعل أي شيء آخر. هم أيضا لم يتمكنوا من تشخيص مرض جوزيف وبالتالي لم يعرفوا كيف يعالجونه.

شعر جوزيف بالإحباط والاكتئاب لدرجة أنه قال لوالديه “يجب أن أرى الأب روفوس اليوم”. لكنّي اسمرّيت في الرفض موضحًا لهم، أنني لا أستطيع أن أتغيّب عن الرياضة ولو لفترة قصيرة. لكنهم استمروا في الإلحاح، قائلين إن ابنهم لن يقبل الرفض، وطلبوا مني القدوم إلى المستشفى، مهما تأخرت الساعة.

وافقت أخيرًا على الذهاب في نهاية برنامج اليوم، حوالي الساعة 10:30 ليلًا. عندما رأيته في وحدة العناية المركّزة محاطًا بكل تلك الأجهزة الطبية المتطورة، استنتجت أنه لا بد أن يكون مريضًا جدًا، ولهذا السبب طلبني. لكن عندما سألته: “ماذا تريد؟ لماذا أردت أن أحضر؟” أجاب لدهشتي الكبيرة: “أريد أن أعترف، أبتِ!”

لقد فوجئت في البداية بهذا الطلب غير العادي ، لأنني افترضت أنه يريدني أن آتي وأصلي من أجل شفائه. كما شعرت بالغضب بعض الشيء لأنه جعلني أسافر مسافة طويلة وأقلق خدمتي في الرياضة الروحية في باندرا، بدلاً من أن يطلب كاهن الرعية حيث يقع المستشفى ليأتي ويسمع اعترافه المعتاد. لكن راجعت نفسي وهدأت وقلت في ذاتي “ربما هذا ما يريده، والأهم من ذلك، ما يحتاجه”. وعندما أدلى باعترافه – كان اعترافًا صادقًا وشاملًا عن كل خطايا حياته – عرفت حينها أن هذا هو ما يحتاج إليه وبالتالي يريده.

يا بُنيّ، لقد غُفرت لك خطاياك

كنت على وشك مغادرة غرفته في وحدة العناية المركّزة، عندما تذكّرتُ فجأة رواية الإنجيل عن شفاء الرجل المُقعد. كنت قد تحدّثت عن حادثة الإنجيل هذه أثناء الرياضة الروحية، وسألت المشاركين: “ماذا قال يسوع أولاً للرجل المُقعد؟” كانت الإجابة بالإجماع: «مغفورة لك خطاياك!” لخيبة أملهم واستياءهم، قلت لهم أن هذه الإجابة خاطئة! كرّرت السؤال، وهم ينتظرون بفارغ الصبر إجابتي: “أول شيء قاله يسوع لهذا الشخص المريض العاجز هو “يا بُنيّ”. انتظرت برهة ثم استأنفت: “حينها فقط أكمل يسوع: «مغفورة لك خطاياك” (مرقس 2: 5)

لأنه على الرغم من أن يسوع كان يعلم أن هذا الرجل مُثقل بالخطايا ويحتاج إلى مغفرة الله، إلا أنه كان يعلم أيضًا أنه يعاني بسبب شعوره بالذنب وأنه بحاجة أيضًا إلى التأكيد له عن محبة الله الغافرة. «لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ (يوحنا 17:3). لقد جاء يسوع ليس فقط ليغفر خطايانا، بل ليحررنا من عواقب الخطيئة، وعبء الذنب.

لذلك بدون تردد وبثقة، عدت إلى سرير المريض. نظرت إلى السماء، وصليت: “يا رب، بعد أن قلت للرجل المُقعد “يا بُنيّ، مغفورة لك خطاياك”، لم تتوقف عند هذا الحد؛ لكنك واصلت وقلت: «لَكَ أَقُولُ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!».
يا رب، أنت هو هو: أمس واليوم وإلى الأبد. لذلك، على مثالك، لن أتوقف أنا أيضًا عند القول لهذا المُقعد، باسمك وباسم كنيستك، “مغفورة لك خطاياك”. سأستمر وأفعل ما فعلتَه قبل 2000 عام، مدركًا تمامًا أن ما حدث حينها سيحدث أيضًا الآن”.

ثم نظرت إلى الشاب المريض وقلت، “الآن بعد أن غفر الله لك خطاياك، أود أن أصلي من أجل شفائك الجسدي أيضًا.”

كان دوره الآن أن يحدّق بي في دهشة. لم يطلب مني من قبل أن أصلي من أجل شفائه. كما أنه لم يطلب مني القيام بذلك حتى الآن. كنت أنا من بادر وقدّم الاقتراح. وبعد الصلاة لبعض الوقت، كنت متأكدًا جدًا من أن ما حدث في رواية الإنجيل آنذاك سيحدث كذلك الآن، وبجرأة قلت له، “الآن تحرّك”. قبل ذلك لم يكن قادراً على تحريك جسده بسبب الألم الشديد. فحرّك يديه ورجليه. أمرته “إجلس”. فجلس في سريره. “اخرج من سريرك.” خرج. “إمشِ!”. فمشى. أنا لم أقل له، كما قال يسوع «احْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!» لأن ذلك لم يكن سريره. ولكنه في اليوم التالي خرج من المستشفى معافى.

في نظر الله أبينا، نحن أوّلًا أبناءه وبناته المحبوبين وفقط بعد ذلك خطاة. لقد جاء يسوع ليس فقط ليغفر خطايانا، بل ليحررنا من عواقب الخطيئة، وعبء الذنب، الذي يمكن أن يتجلّى في المرض.

لذلك من خلال توبتنا نفتح أنفسنا لمغفرة الله، التي تجلب معها احتضان الآب الدافئ الذي يصرخ بفرح: «إنّ ابني هذا كان ميتًا وهو الآن حيّ!»

الأب روفوس بيريرا

المصدر: catholicshare.com

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق