أخبارأخبار ومعجزات مديوغوريه

معجزة شفاء على تلّة الظهورات في مديوغورييه … والعلم يقف عاجزاً !!

شفاء فتاة مقعدة خلال ظهور العذراء في مديوغوريه

كانت جميع نتائج الفحوصات الطبية سلبية عندما مرضت سيلفيا بوسي Silvia Busi فجأة وهي في السادسة عشر من العمر.خلال ايام قليلة وجدت نفسها مقعدة في كرسي متحرك، غير قادرة على تحريك ساقيها. قال لها الأطباء أن لا أمل في الشفاء،  وأنها لن تمشي بعد اليوم ! وقد صدقوا … حتى تدخّلت أم الرحمة، مريم ملكة السلام !

لمدة تسعة أشهر كانت سيلفيا الطالبة من بادوفا الايطالية مشلولة ومحصورة في كرسيها المتحرك، غير قادرة على المشي او تحريك ساقيها. فقدت ابتسامتها مع صغر سنّها عندما أدركت هول المصاب !

قالت سيلفيا في شهادتها : “حتى بداية أكتوبر من العام الماضي، كنت فتاة عادية، أذهب الى المدرسة، لديّ أصدقائي، أذهب الى الحفلات الراقصة وأمارس السباحة، هوايتي المفضلة. فجأة وخلال بضعة ايام كل ذلك انتهى، بالرغم من أن جميع الفحوصات التي أجريت لي كانت نتائجها سلبية.

حين وجدت نفسي في كرسي متحرك، عشت وعائلتي لحظات صعبة ومؤلمة للغاية. في الأشهر التالية بدأت افقد من وزني، وعانيت من نوبات صرع أنهكتني وأفقدتني الوعي مراراً، والتي ساءت يوماً بعد يوم، مما حدّت من حياتي اكثر وقادتني الى الإنهيار الجسدي والعاطفي”.

في بداية مرض سيلفيا توجّهت أمّها إلى الإيمان على رجاء ،ن يكون هو الحل لحالة ابنتها. العائلة كاثوليكية، لكن سيلفيا كانت في الماضي تحضر قداس الأحد كعادة تقوم بها العائلة: “أمي هي مصدر قوّتنا في البيت. عندما لم تجد أجوبة من الأطبّاء، توجّهَت الى كاهن الذي كان مرشداً لمجموعة مريمية. بدأنا الإشتراك مع هذه المجموعة كل يوم جمعة لصلاة الوردية والاشتراك في القداس وساعة السجود للقربان الأقدس. رافقت والديّ فقط لأني لا أستطيع البقاء وحدي في البيت.

“في شهر ايار الأخير، قرّرت أمي حضور لقاء المجموعة اليومي بما انه الشهر المخصّص لإكرام السيدة العذراء. كنا نقوم يومياً بتلاوة الوردية والإشتراك في القداس. في البداية لم يكن سهلاً عليّ، لكن بعد بضعة ايام بدأت أشعر بالحاجة للذهاب الى لقاء المجموعة المريمية في الكنيسة، لأنه فقط هناك تمكّنت من الشعور بالقليل من السلام. عدم قدرتي على القيام بالأشياء العادية التي يقوم بها رفاقي كان حملاً ثقيلاً ، وفي الكنيسة كنت أشعر بأن الحمل أصبح أخفّ وزناً.”

ما قرار سيلفيا بالحجّ الى مديوغورييه فقد كان فجائياً مثل مرضها. قالت سيلفيا :
“بينما كنت أتلقّى العلاج الفيزيائي لتحريك وتمرين ساقيّ قالت لي الممرضّة انها سوف ترافق أمّها الى مديوغورييه في الأسبوع القادم. سألتها بعفويّة ان كنت أستطيع الذهاب معها. “لم أكن أعرف شيئاً عن ذلك المكان. إلا أنه يقال ان العذراء تظهر هناك”.

“بعد ثلاثة أيام كنت برفقة والدي في باص مع فريق من الحجّاج في طريقنا الى مديوغورييه. وصلنا اليها في ساعات الصباح. قال المرشد الذي يرافقنا أنّ الجميع مدعو الى صعود تلة الظهورات في المساء لحضور الظهور اليومي للسيدة العذراء على إيفان والمشاركة في الصلوات. قرّرت فوراً ان أصعد الى قمّتها انا ايضاً. لكن كيف أصعد بالكرسي المتحرّك. قام مرشد المجموعة بالإعتناء في هذه المشكلة. وجدت نفسي محمولة من قبل شباب متطوّعين الذين أوصلوني الى أعلى التلّة حيث تمثال السيدة العذراء في الساعة الثامنة مساءاً. ساعتين قبل الظهور”.

“كانت تلك أول مرة أتعرّف فيها على الصلاة القلبية. هاتان الساعتان مرّتا بسرعة كبيرة. قال لي المرشد الذي جلس بالقرب مني على الصخرة أن أخاطب السيدة العذراء، لأنها بعد قليل سوف تنزل من السماء للإستماع الى كل واحد منا. فطلبت منها القوة في قبول وضعي بسلام وهدوء وأن تعينني على مواجهة الحياة من الكرسي المتحرّك، لأنني في السابعة عشر من عمري والتفكير بالمستقبل يرعبني. لم أكن أؤمن بالمعجزات، كنت اعتقد انها مستحيلة. هذا هو السبب في أنني لم أطلب الشفاء لنفسي. أنا فقط طلبت من العذراء القوة على أن أبتسم مرة أخرى بينما أعيش في كرسي متحرك. للمرة الأولى في حياتي صليت من قلبي”.

“خلال الظهور رأيت نوراً عن يساري، أبيضاً، جميلاً صاخباً متحرّكاً كالموسيقى، استطعت النظر اليه ولم افقد بصري. حين شاهدته، ارتعبت، وأخفضت نظري كي لا أراه، لكنه كان جميلاً جداً بحيث لم أقاوم النظر اليه مجدّداً. وهكذا، طيلة وقت الظهور كنت أنظر الى النور بطرف عيني”. بعد انتهاء الظهور، حملها شباب البلدة كي يُنزلوها الى أسفل التلّة. أثناء الهبوط أوقعوها أرضاً على الصخور المسنّنة، لكنها لم تُصب بخدش ولم تشعر بقساوة الصخور وحدّتها، بل في تلك اللحظة حصلت معجزة الشفاء، حسب قولها :

“أذكر ان الصخور كانت كالفراش الناعم وليست صلبة وحادة. أذكر ايضاً انني سمعت صوتاً حلواً لغاية يتكلّم معي ويهدئني. بعد بضعة دقائق فتحت عينيّ ورأيت أبي يبكي. لكنني للمرة الأولى منذ تسعة أشهر أستطعت الشعور بقدميّ، شعرت انني أتّكئ على شيء، فقلت لوالدي:”ابي، لقد شُفيت، استطيع المشي !”

“كانت هناك يداً ممدودة أمامي، فأمسكت بها ووجدت نفسي واقفة على قدميّ كما لو انه الشيء الأكثر طبيعياً. فانفجرت بالبكاء لأن ما يحصل معي كان أكبر مني. لم يمكنني أن أتصوّر انني سأشفى. ثم بدأت في المشي. رجليّ كانت ضعيفة، لكن كنت متأكدة من أنني لن أقع، لأنني شعرت ببعض الحبال الخفيّة التي كانت تسندني من الخلف، كنت واثقة من أنني لن أقع ولن يصيبني سوء”.

في الصباح التالي، عند الساعة الخامسة، تسلّقت سيلفيا جبل الصليب مشياً على قدميها لتصلّي درب الصليب مع فريقها. حين عادت الى بيتها من مديوغورييه، كانت نوبات الصرع، هي الشيء الوحيد الباقي من مرضها. لكنها ستختفي هي ايضاً بتدخّل آخر من مديوغورييه.

“استمريت اعاني من النوبات، لكن الشكر لله ، قد اختفت الآن. في البدء كنت خجولة جداً ولم أرغب في الإدلاء بشهادتي. فكنت انتفض من عدة نوبات في اليوم الواحد. عندئذ قدم الى تورين كاهن من مديوغورييه الأب لوبو كورتوفيش Fr. Ljubo Kurtovic لإجتماع صلاة فقال لي قبل أن يبدأ الإجتماع أن أعطي مجداً وشكراً للرب على الهدية التي منحني إياها، وأن أعلن للحضور معجزة شفائي”.

تقول سيلفيا ان الأب لوبو كان الأداة التي اختارتها السيدة العذراء لتتميم القسم الأخير من شفائها. فبعد تلاوة الوردية قامت سيلفيا بالإدلاء بشهادتها امام الجميع، معتقدة أن بذلك قد تمّ كل شيء. لكنه لم يكن قد انتهى:

“قبل أن أغادر رفع الأب لوبو يديه فوق رأسي، وصلّى من أجلي وباركني. في اليوم التالي لم أعاني من اي نوبة. لقد اختفت هي ايضاً. بعد عدة فحوصات وصور وتحاليل، أدهشت نتائجها الأطبّاء، أرسلوني لإجراء المزيد من الفحوصات ، واستُدعي الخبراء لدرس الحالة. الشفاء واضح لكن كيف حصل، هذا ما لم يستطيع العقل العلمي والطبي فهمه. فسُجّلت حالة شفائي على انها شفاء لا تفسير منطقي علمي له. وتقرّر ايقاف جميع الأدوية والعلاجات الفيزيائية. الشكر لله. لقد شُفيت تماماً”.

على الرغم من شفائها العجائبي، لا تعتبر سيلفيا شفاءها الجسدي أكبر نعمة نالتها:

“أعظم نعمة حصلت عليها من الله لي ولعائلتي هي نعمة اكتشاف الله مجدّداً، والإيمان والإرتداد. الدرب طويل جداً، لقد بدأناه للتو، وسيستمر مدى الحياة. الصعوبات موجودة ولا أحد في مأمن منها، لكن بقوة الصلاة والإيمان، نتمكّن من التعامل معها والتغلّب عليها”.

“هذا التحوّل، يشبه ناراً أشعلها الله في داخلي، وكما على النار ان تتغذى بالحطب، كذلك عليّ ان أغذّي هذه النار بالإيمان والصلاة، بواسطة القداس، عبادة القربان الأقدس، تلاوة الوردية، قراءة الكتاب المقدس، الصوم والإعتراف مرة في الشهر على الأقل. مع كل تلك الأشياء، لن تطفأ نار الله في داخلي، حتى لو هبت عليها الرياح”.
“بالنسبة لي هذا هو في الواقع أهم وأجمل ما في الحياة. أصلّي من كل قلبي أن أختبر يومياً محبة الله والسيدة العذراء، هذه المحبة الهائلة التي يحملانها الى كل واحد منا !”

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق