معجزات إكليل الشوك المقدّس – ظواهر فائقة الطبيعة في أحد أهمّ الذخائر التي تركها لنا الرب يسوع
تاريخ إكليل الشوك
عندما مات مخلّصنا على الصليب، وُضع في قبر جديد. لكن كل أدوات التعذيب: الصليب، إكليل الشوك، المسامير، الحربة، إلخ.. وُضع جميعها في حفرة أُعِدّت لذلك. ثم طُمرت بالتراب، لأنها تُعَدّ نجسة، إذ لامست إنسان ميّت.
عندما وصلت القديسة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين في رحلة حجّ إلى الأراضي المقدّسة بغية إيجاد صليب الرب، بدأت بالتحدّث إلى كبار السنّ وسألتهم أين هي أدوات الصلب، وفقًا للتقاليد التي تناقلوها عبر الأجيال.
فأشاروا بدقّة إلى المكان. كانوا متأكدين منه لأن الإمبراطور أدريان أيلو وضع على الجلجلة تمثالًا لفينوس كناية بالمسيحيين لإيقاف تعبّدهم للمكان.
فأمرت القديسة هيلانة الحفر بالمكان فوجدت، كما نعلم، الصليب وباقي أدوات التعذيب. ونُقلت الذخائر المقدّسة إلى القسطنطينية ومن ثم إلى أوروبا
كتب القدّيس فيشنتي دي ليرينس، الذي توفي عام 445، بعد أن شاهد إكليل الشوك أنه كان على شكل قلنسوة، وهو عبارة عن خوذة عسكرية رومانية، ملأها الجنود بالأشواك التي أحاطت برأس المسيح وغطته في كل مكان. وأشار أن الإكليل المقدّس كان جزءًا من شعارات التعبّد المقدسة.
غريغوريو دي تورز عام 593، يؤكد في كتابه “تاريخ الفرنك” أنه أعجب باللون الأخضر المشرق ونضارة الذخيرة. وأنه محفوظ هكذا مع مرور الوقت بواسطة أعجوبة.
لقرون عديدة اختفت آثار إكليل الشوك لكنه عاد وظهر في القرن الثالث عشر. في النهاية اشترى القديس الملك لويس إكليل الشوك من إمبراطور القسطنطينية. ووصل الإكليل المقدّس إلى باريس في 10 أغسطس 1239
في باريس بنى القدّيس لويس كنيسة رائعة تليق بذخيرة إكليل الشوك – الكنيسة المقدّسة (Sainte-Chapelle) وبقيت هناك حتى الثورة الفرنسية. وفي عام 1806 أودع إكليل الشوك في كاتدرائية نوتردام.
بعد مرور تسعين عامًا (في عام 1896) تم صنع قلادة من الكريستال الرائع، والمرصّعة بالجواهر الثمينة.
يتكون الإكليل من القصب المحفوظ في دائرة القلادة، دون أي أثر للشوك.
بحسب أبحاث طويلة وُجد أن هناك أكثر من 160 شوكة منتشرة في كنائس في أماكن مختلفة من العالم.
بالتأكيد كان عدد الأشواك التي توّج بها مخلّصنا كبيرًا جدًا. ولكن بينها هناك أشواك تم قطعها إلى قسمين أو ثلاثة أقسام.
تخصّ إكليل المسيح المقدس والتي يمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات:
1. الانتعاش 2. الإزهار ؛ و ، 3. الإخضرار.
1- الإنتعاش (العودة إلى الحياة)
هو عندما تنتعش قطرة الدم على الشوكة، ويعود الدم الجاف حيًّا في ظروف معينة، ويصبح لونه أحمر حار.
هناك 24 حالة كهذه، مسجلة ومثبتة من الكنيسة في إيطاليا وحدها.
2- الإزهار
نعم، الشوكة تُظهر برعمًا صغيرًا يتحوّل إلى زهرة صغيرة. تختلف ألوان الأزهار بين أبيض، فضي، أصفر، أزرق، وأخضر.
3- الإخضرار
هو عندما تصبح الشوكة مرنة وطازجة، كما لو كانت من النباتات الحية.
في المجموع ، من بين أشواك إكليل ربنا المسيح، في إيطاليا وحدها، هناك 41 حالة تحدث فيها هذه الظواهر العجائبية.
متى تحدث هذه الأعاجيب؟
الأكثر شيوعًا هو أنها تحدث يوم الجمعة العظيمة الذي يتزامن مععيد البشارة في 25 مارس. كتأكيد على العلاقة الوثيقة بين سر البشارة وآلام المسيح.
لكنها قد تحدثّ أحيانًا بأيام الجمعة العظيمة التي تأتي في غير تاريخ، وأيضًا في أيام الجمعة من الزمن الأربعيني.
الدكتور باولو بيانشي كان شاهدًا في إحدى المّرات وكتب يصفها في شهادته:
“بدأت البقعة الداكنة بلون الدم الجاف على الشوكة تعود حيّة ورطبة، وكانت تميل إلى التوسّع بشكل واضح صعودًا إلى أعلى، وهي نظيفة ومرئية للعين المجرّدة على بُعد متر واحد. وهناك بعض الهالات البيضاء والمشرقة تنمو وتتطوّر حول الشوكة. وتغطي قناة من لون الدم الحي كامل طول الشوكة، وكان لها شكل لهب، ويبلغ طولها 10 ملم في 2 “.
وشهادة أخرى من بروجيا:
“عظيم ورائع للغاية، كل عام، في يوم الجمعة العظيمة، في وقت آلام وصلب المسيح، تعود الشوكة المقدّسة خضراء اللون والدم عليها حي وسائل.
ومن جهة إلى أخرى، تزهر زهور صغيرة ذهبية، بيضاء،زرقاء وخضراء. مع بعض التوهّجات، التي تظهر وتختفي، كأنّ الدم الثمين يغلي! وتبدو الشوكة كما لو أنها لم تجفّ منذ ألفي عام، بل كأنها قد قُطعت في نفس اليوم من الزعرور الحيّ والمورق”.
في حادثة أخرى لواحدة من الأشواك الموجودة في أندريا، في باري التي في إيطاليا، وهي واحدة من أكثر الظواهر التي أشار إليها موثّقون وأكدوها.
حدث ذلك في 25 مارس عام 1701، في كاتدرائية أندريا وتسمّى “معجزتين لإكليل الشوك المقدّس”.
حين كان الأسقف أندريا أرياني من مذبح الكنيسة العالي يُظهر للناس الشوكة التي حصلت فيها المعجزة قبل فترة وجيزة، بدأت امرأة بها مسّ شيطاني بالصراخ والعويل، مما أخاف المؤمنين المتجهين نحو ذخيرة شوكة الإكليل للتبرّك وتقديم التكريم. كانت المرأة تركض وهي مستمرّة بالصراخ، فأشار لها الأسقف بالإقتراب.
ولدهشة الكثيرين، ما أن اقتربت ونظرت إلى الشوكة حتى سقطت المسكينة على الأرض كجثة ميتة. بعد ذلك أفاقت معافية ومتحررة من الشيطان وقيوده.
ثم بعد ظهر يوم 1 نوفمبر 1837، احمرّت الشوكة بالدم الحي، والأكثر إثارة للإعجاب هو حقيقة أن هذه الظاهرة استمرت نحو شهر.
وفي عام 1842، كان من المتوقع في 24 مارس ، كان متوقّع في مارس أن ينزف الشوك المقدس مرة أخرى كما كان التقليد. (صادف كونه يوم الجمعة العظيمة وعيد البشارة)
اقترب الأسقف جوزيبي كوزنسا، في الليل من الكنيسة الصغيرة، ليضع الذخيرة في مكانها، استعدادًا للغد.
عندما لاحظ أن بعض بقع الدم الصغيرة انتشرت في شكل زهور بيضاء وفضية، كما لو كانت أشواكًا صغيرة، ظاهرة استمرت حتى اليوم التالي.
تكررت هذه المعجزة في 1847 و 1853 و 1864 و 1910 و 1921 و 1932.
في يوم الجمعة العظيمة الذي تزامن مع عيد البشارة في عامي 1921 و 1932 ، أبلغ العديد من الشهود والخبراء المؤهلين عن ظهور زهور حمراء صغيرة بالإضافة إلى إخضرار الشوك وانتشار الدم فيه.
آخر مرة ازدهر فيها الشوك المقدّس في كنيسة القديس جيوفاني بيانكو كانت في عام 1932. بعد 84 عامًا ، ازدهرت مرة أخرى في عام 2016. وكالمعتاد عندما يتزامن يوم الجمعة العظيمة مع عيد البشارة أي في 25 مارس، حدثت الأعجوبة.
عند تمام الساعة 16:10 دبّت الحياة في الشوكة، وتحوّل الدم الجاف إلى سائل وحيّ، واخضرّت وتحوّلت من قاسية إلى ليّنة نضرة ومن يابسة الى خضراء كأنها قُطفت اليوم. كما أزهرت برعمين على عودها.
تحافظ هذه الكنيسة على أحدى أشواك إكليل المسيح لأكثر من 500 عام.
المرة القادمة التي سيتزامن فيها حلول يوم الجمعة العظيمة مع عيد البشارة ستكون في 25 مارس من عام 2157.