مختارات عالمية

ما هو دور مريم العذراء في حياة النفوس المضحّية ومعركتها مع الشيطان

النفس الأمينة أقوى من ألف جهنّم

مريم العذراء تقود النفوس المضحّية

هذه المقالة هي تكملة شهادة كاهن مقسّم عن شراسة المعركة بين النفوس المضحّية و الشياطين بحسب ما كشفته له خلال الكثير من جلسات التقسيم. سجّل في كتاب أسماه “مريم تسحق الأفعى” كل خبرته في التقسيم. هو كاهن ألماني عمل لأكثر من 30 سنة مقسّم، من سنة 1874 وحتى وفاته سنة 1909. وكتبه بأمر الطاعة بعد مرور 25 سنة من بدئه بالتقسيم. فيما يلي مقتطفات من الكتاب:

كتب الكاهن: وفقاً لاعترافات الشياطين المستمرة فإن السيدة العذراء هي من تقود هذه النفوس المضحّية في المعركة ضد الشياطين وتقوّيها في القتال من أجل خلاص النفوس حتى الإنتصار. العذراء القديسة تقيِّد عدد كبير من الشياطين الى نفس ضحية واحدة وتحتمل النفس محاربة هذه الشياطين وتنتصر عليها. لا تقدر الشياطين أن تتحرّر وتُجبر على الاستمرار في محاربة النفس بواسطة التجارب والتعذيب. وعندما تخسر الشياطين المعركة يصبحون عاجزين ويسقطون في جهنّم.

الشيطان: “لا ينبغي أبداً لأي مخلوق بشري ضعيف أن يهيمن على كبرياء الشياطين وإذلالهم. هي بنفسها (السيدة العذراء) يجب ان تأتي لتسحقنا” أطلق الشيطان صرخة المهزوم والمُهان وأكمل: “لا تعتقد أن مخلوقان ضعيفان مثلك أنت وهي (المقسّم والنفس الضحية) يجب أن تذلوني بهذه الطريقة…”

عندما يستنفد غضب الشيطان كل قوّته، يصبح جباناً. الشجاعة هي فضيلة. ولا يملك الشيطان كهذه الفضيلة. لذا فهو ليس بشجاع، لكنه متوحش الى أن يفقد جميع طاقاته. وبمجرد أن تنفذ قوّته يصبح ضعيفاً. عندها يُطلق صرخات تُظهر عذابه. فالشيطان الأقوى، حالما يجد نفسه مهزوما يصرخ: “الرحمة، الرحمة! أوه كم أعاني، يكفي، يكفي! لا أستطيع التحمل أكثر! أنا ضائع! أنا حزين! ارحمني ولا تدعني أعاني أكثر!”

يمرّ الشيطان بالمزيد من الهوان والتحقير الذي يجعله يشتعل غضباً. عندما يعذّب ضحيّته فهو يساهم في جعلها قديسة بالرغم من أن ذلك عكس ما يريد. لقد لاحظت دائماً أن هذه النفوس النبيلة أحرزت تقدماً سريعاً على طريق الكمال.

عند سماعه هذه السخرية ازداد الشرير سخطاً وغضباً. لكنه استمر في معركته مع النفس طالما بقيت لديه القوة. لا يسمح له كبريائه أن يصدّق بأن نفساً بشرية قادرة أن تقهره، أو أنه سيفشل في تدمير هذه النفس. “طالما لدي القدرة، سوف أستمر بهجومي. لن أتراجع”.

يشرح الكاهن: بالإضافة الى البشر الذين انضموا الى صفوف الشر، يستخدم الشياطين أيضاً مجتمعات سرية (كالماسونية وغيرها) كقوة محاربة. بمساعدتهم ينغرس الشر وينتشر بسرعة كالنار في الهشيم. بالرغم من هذه المساعدة، تعرف الشياطين مسبقاً أن المعركة عقيمة. كما أنهم يعترفون بهزيمتهم والفشل المطلق للمجتمعات السرية في معركتهم. فقد أعلن الشياطين هذه النقطة على النحو التالي: “سوف يتم إرجاعنا إلى جهنّم ولكننا لا نعرف متى. الذي يحدّد الساعة هو سيّدك (الله)، الذي هو سيّدنا أيضاً. لوسيفر ليس سيّدنا. إنه قائدنا”.

“السيدة العذراء ستسحق المجتمعات السرية”

في جلسة تقسيم، قال أحد الشياطين الذي كان يعذّب إحدى النفوس التقيّة: “إنها (السيدة العذراء) قد جهّزت نفسها لمحاربتهم (المجتمعات السرية). النفوس المصلوبة هي التي ستشنّ الحرب علينا… النفس الأمينة أقوى من ألف جهنّم”.

إذن النفوس المضحّية هي التي ستُعيد السلام للكنيسة عندما تكتمل معاناتها. عندما اعترف لي الشيطان بسقوطه في المستقبل ضغطت عليه لمزيد من المعلومات فقال: لولا هي (مريم العذراء) وذراعها القديرة…
– هل ذراعها تمسك ذراع الرب عن إنزال العقاب؟
– آه، نعم، لهذا هي تطلب المزيد من النفوس المضحّية.

ما هو مخطّط العذراء وكيف ترغب أن تحقّقه؟

من اعترافات الشيطان هذه يمكن أن نستنتج أن العذراء القديسة هي التي تختار الأنفس المضحّية النبيلة التي هي على استعداد للمعاناة والتكفير حبّاً بالله. تسمح لهم العذراء بمحاربة الشياطين التي تجوب الأرض، تقمع الكنيسة وتُهلِك النفوس.

توفّر السيدة العذراء العلاج لجميع شرورنا بهذه الطريقة: تحرّر الكنيسة والنفوس من سلطان الأبالسة. تعزّي وتسترضي قلب ابنها الإلهي. تقدّم التعويضات لعدالة الله مكان الخطأة وتتوسّل رحمته من أجلهم. وأخيراً تُبعِد عنا عدالة الله المنتقمة أو على الأقل تخفّف من العقوبات. وهي لا تنسى تلك النفوس النبيلة التي توجّهها في تنفيذ خطتها. لقد تقدّست تلك النفوس من خلال الصليب الذي قبلته باختيار حرّ، ومن خلال العذراء المباركة، يُعِدّ لها الله المكافأة مساوية لخضوعها وعظمة محبّتها.

من خلال معاناة النفوس المضحّية السخية، تسعى السيدة العذراء لتوفير التكفيرات على الإهانات المرتكبة بحق قلب ابنها الإلهي الأقدس، لذا ترغب بالتخفيف من غضبه. القيام بالتعويضات لاسترضاء العدالة الإلهية، وبالتالي الحصول على النعمة والرحمة للخطأة. خطّتها هي قيادة معركة مستمرة ضد الشياطين. أن تنتزع من قبضتهم أكبر عدد ممكن من النفوس، ومن ثم إلقاء الشياطين في جهنّم. عمل النفس الضحيّة هو فعل رحمة تجاه الخطأة وأيضاً فعل تكفير وتعويض عن خطاياهم.

“هذا هو مخطّط السيدة العذراء. ما قلته عنه هو الحقيقة. ليس فرضية من تصميمي، ولا هو تعليم أرغب بنشره. بل يعالج الواقع الذي أرغب أن يكون معروفاً. إن اعترافات الشياطين تثبت ذلك؛ والإيحاءات الخارقة تشهد له.

الجزء الأول من المقال: أسرار يكشفها الشيطان لكاهن مقسّم

يا قلب يسوع الاقدس، ارحمنا.
يا قلب مريم الطاهر، صلِّ لأجلنا.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق