أخبارالكنيسة المقدسة

لماذا هناك الكثير من الأخبار المزيّفة عن البابا فرنسيس على المواقع وصفحات الفيسبوك؟

لماذا هناك الكثير من الأخبار المزيّفة عن البابا فرنسيس على المواقع وصفحات الفيسبوك؟

كل يوم نقرأ أخبار مثل: الفاتيكان يدرس سيامة كهنوتية للنساء! البابا فرنسيس يؤيّد زواج المثليين! البابا يسعى للسماح للمطلّقين والمثليين بتلقّي المناولة المقدّسة! وغالبًا ما يدعمون هذه الاتّهامات بتصريحات من قداسة البابا. في معظم الأحيان، تكون هذه التصريحات غير دقيقة وأحيانًا يتم التلاعب بها. لماذا؟ لماذا تنتشر الأخبار المزيفة ويسارع الكثيرون إلى تناقلها؟

يوجد أكثر من مليار كاثوليكي في العالم ولم يُسمع بعد عن زوجان مطلقان وتزوجا مرة أخرى تلقّوا القربان الأقدس على أساس “تصريح” البابا المؤيّد في “Amoris Laetitia”

من المسؤول عن ضمان أخبار جديرة بالثقة؟

هناك عدة مصادر في ازدياد الأخبار الكاذبة. أعطت منصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك منشورات الأخبار المزيفة أن تكون مرئية مثل المنشورات الإخبارية في الصحف والمواقع الرسمية الموثوقة. علاوة على ذلك، غالبًا ما كانت لهذه المنشورات معدلات مشاركة أعلى (التعليقات وردود الفعل) مما أدى إلى حصولها على رؤية وانتشار أعلى في الصفحات الرئيسية عند المستخدمين.

ماذا يمكن أن نتعلّم من ذلك؟

أولًا:
الأخبار الزائفة – أو صحافة ما وراء الحقيقة – ليست مجرد خيال، على الرغم من استخدام اقتباس إُخرج من السياق. إنها أخبار تتكون من حقائق وأكاذيب وأنصاف حقائق. وكما يقول البابا فرنسيس في الفصل الثاني من كتابه “دعونا نحلم: “الشيطان لا يغري بالكذب فقط.غالبًا ما يكون ذلك من خلال نصف حقيقة، أو حقيقة مستأصلة من أساسها الروحي، تعمل بشكل أفضل، لأنها تجعل من الصعب على الناس التواصل مع بعضهم البعض.”

ثانيًا:
صحافة ما وراء الحقيقة لا تهتم إذا كان الخبر صحيحًا أم لا. ما يهم هو سرد مربح. الأخبار الزائفة هي سرد ​​كاذب في شكل تقرير إخباري نزيه، من أجل كسب المال من النقرات التي تدرّ الدخل.

ثالثًا:
عندما لا نواجهها أو نفشل في مواجهتها، نسمح لها بالانتشار. كما يقول قداسة البابا فرنسيس في رسالته Fratelli tutti “إلى جميع الإخوة”: “علينا أن نتدرّب على كشف الطرق المختلفة للتلاعب بالحقيقة وتشويهها وإخفائها في المجالين العام والخاصّ”.

“إنّ صحافة ما وراء الحقيقة ليست مجرد سرد من أجل الربح المالي؛ يمكن أن يكون أيضًا لأغراض سياسية أو أيديولوجية. يمكن لمؤسسات إعلامية بأكملها أن تتدهور إلى “اتحاد أفراد ضد عدو مشترك”، مشيرًا إلى “الحملات الرقمية للكراهية والتدمير”.

ويوضح الأب الأقدس “إنّ واجب الإعلام الأساسي هو التوسّط: للتغلب على قصر نظرنا ، وانفتاحنا على الواقع”.

جمعية الصحفيين المحترفين لديها 4 قواعد أخلاقية:
– البحث عن الحقيقة والإبلاغ عنها؛
– تقليل الضرر
– التصرف بشكل مستقل
– وتحمل المسؤولية والشفافية. لكن منصات الإنترنت قد غيّر الصحافة بشكل جذري.

تتحكم جوجل وفيسبوك في 80 بالمائة من عائدات الإعلانات؛ مصدر الدخل نفسه الذي يعتمد عليه ناشرو الأخبار. علاوة على ذلك، يحصل أكثر من 40 في المائة من الأشخاص الآن على أخبارهم من شبكات التواصل الاجتماعي – مما يجعل فيسبوك وسيطًا فعليًا في تناول الناس للأخبار.

مسؤولية المواقع الكاثوليكية

ينسى الناس أن فيسبوك ليس مصدر صحافة أمين وموثوق. حتى الصحافة المسيحية الكاثوليكية لم تعد جميعها نزيهة، ولا تنشر الأمور المهمة، بل تتبع ما يثير اهتمام متابعي وسائل التواصل الاجتماعي. نعطي مثال واضح على ذلك:

تعتبر وكالة الأنباء الكاثوليكية EWTN من أقوى المواقع الكاثوليكية ويتابعها ملايين المشاهدين والقرّاء.
اختارت أن تتجاهل بالكامل كتاب “دعونا نحلم” الذي كتبه البابا فرنسيس!

حتى الآن، شهران بعد نشره، ليس هناك أي ذكر أو طلب لإجراء مقابلة حول الكتاب من أي من قنوات الكابل الخاصة بالشبكة والتي تصل إلى 310 ملايين أسرة في 145 دولة، ولا من 500 شركة إذاعية تابعة لها.

على الرغم من أنّ قنوات أخرى مثل رويترز، و Associated Press ، و BBC، وعشرات وسائل الإعلام العالمية الأخرى في جميع أنحاء العالم نشرت عن الكتاب وعلّقت عليه!! ليس هناك خبرًا واحدًا من وكالة الأنباء الكاثوليكية التابعة لـ EWTN، والتي يصفها محررها على أنها “أفضل مجموعة من الصحفيين في العالم”.

في أول كتاب بابوي من نوعه منذ سنوات، يقدم  لنا البابا تأملًا عميقًا في أزمة كوفيد، ومن يزعم أنهم أفضل مجموعة من الصحفيين الكاثوليك في العالم لا يجد الكتاب جديرًا بالذكر!

واجب كل فرد منّا أن يكون حكيمًا ويجتهد في التمييز بين الأخبار الكاذبة والأخبار الحقيقية، بين صحافة هاوية تفتقد للمهنية والصحافة المهنية الصادقة، وبين الثقة في الحقيقة مقابل تسليعها.

تعليم البابا فرنسيس حول الموضوع

في رسالته “إلى جميع الإخوة” يقول قداسته:

“تبادلٌ محموم للآراء على شبكات التواصل الاجتماعي يرتكز، مرّات عديدة، على معلومات إعلامية لا تتسّم دومًا بالمصداقية”.

“فهذا النشر المدوي للحقائق والمطالبات في وسائل الإعلام، غالبًا ما يُغلِق في الواقع، باب الحوار، لأنه يسمح لكلّ فرد بحفظ أفكاره واهتماماته وخياراته على حالها، ودون أدنى تغيير، بحجّة أخطاء الآخرين. وتسودُ عادةُ الاستبعادِ السريع للخصم، عبر استخدام الألقاب المهينة، بدلًا من مواجهة حوار مفتوح ومحترِم، يحاولون به الوصول إلى خلاصة تتخطّى الخلاف. والأسوأ هو أن هذه اللغة، الشائعة في السياق الإعلامي لحملة سياسية، أصبحت عامّة، بحيث يستَخدمها الجميع يوميًا”.

“أبطال المستقبل هم الذين سوف يعرفون كيف يحطّمون هذا المنطق السقيم ويقرّرون أن يدعموا باحترام كلمة محمّلة بالحقيقة، فيما وراء المنافع الشخصية. نسأل الله أن تلوح بصمتٍ بوادر ظهور هؤلاء الأبطال في قلب مجتمعنا”.

نضم صوتنا لصوت البابا فرنسيس سائلين الله أن يظهر هؤلاء الأبطال أيضًا في قلب كنيستنا؛ 

المصادر:

catholicoutlook.org
scu.edu
vatican.va

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق