أخبارالكنيسة المقدسة

الكاردينال روبرت سارا: أن تعارض البابا أي أن تكون خارج الكنيسة

الأشخاص الذين يصوّرونني كمعارض للبابا فرنسيس، يستخدمهم الشيطان ليقسم الكنيسة.

لقد انتشرت في الآونة الأخيرة مقالات تحريضيّة خالية من مفهوم المحبّة المسيحيّة تضع الكاردينال روبرت سارا، رئيس مجمع العبادة والأسرار، ضدّ قداسة البابا فرنسيس. وقد نشر كاتبو هذه المقالات أكاذيب صادرة عن لسان الكاردينال واعتبروه محافظاً على تعليم الكنيسة، بينما اتّهموا البابا فرنسيس بالانفتاح وتشويه الإيمان المسيحيّ.
إليكم الترجمة العربية لمقابلة خاصّة مع الكاردينال سارا أجرتها معه الجريدة الإيطاليّة كورييري ديلا سيرا.

الكاردينال روبرت سارا: أن تعارض البابا أي أن تكون خارج الكنيسة

قال الكاردينال روبرت سارا، رئيس مجمع العبادة والأسرار، أنّ الأشخاص الذين يصوّرونه كمعارض للبابا فرنسيس، يستخدمهم الشيطان ليقسم الكنيسة.
“الحقيقة هي أنّ الكنيسة ممثّلة على هذه الأرض من نائب المسيح، أي البابا، وكلّ من هو ضدّ البابا هو تلقائيًّا خارج الكنيسة”، هكذا قال الكاردينال سارا ضمن مقابلة مع الجريدة الإيطاليّة كورييري ديلا سيرا في 7 تشرين الأوّل 2019.

الكاردينال سارا البالغ من العمر 74 عاماً، قد عيّنه البابا فرنسيس سنة 2014 رئيس مكتب الشؤون اللّيتورجيّة، ولكنّه غالباً ما يتمّ وضعه في صورة الناقد للبابا فرنسيس، وذلك بخاصّة بعد موقفه التحذيريّ من استقبال النازحين المسلمين إلى أوروبا، وقلقه بأن تصبح تصرّفات الكنيسة كوكالة خدمة إجتماعيّة أكثر من كونها كنيسة رسوليّة ونهجه التقليديّ تجاه اللّيتورجيا.

تمّ نشر المقابلة في جريدة كورييري بالتزامن مع إصدار كتاب مقابلة مطوّلة مع سارا بعنوان “The Day is Now For Spent”. وقد صدرت النسخة الانكليزيّة من الكتاب في 22 أيلول 2019 من قبل Ignatius Press في الولايات المتحدة الأميريكيّة.

وقد كتب الكاردينال إهداء الكتاب في 20 تمّوز 2019 على الشكل التالي: “إلى بنديكتوس السادس عشر، مهندس لا نظير له في إعادة بناء الكنيسة. إلى فرنسيس، إبن مؤمن ومخلص للقدّيس إغناطيوس. إلى الكهنة في كلّ أنحاء العالم كفعل شكر بمناسبة يوبيلي الذهبي لسيامتي الكهنوتيّة”.

خلال المقابلة مع جريدة الكورّيريه، تمّ سؤال الكاردينال حول “حقيقة” علاقته بالبابا فرنسيس.
قال: “الحقيقة هي أنّ العديد من الذين يكتبون لا يشهدون للحقيقة، إنّما يضعون الأشخاص في مواجهة بعضهم البعض، لتدمير العلاقات البشريّة. الحقيقة لا تعنيهم”.

وأضاف سارا: “إنّ الذين يضعونني ضدّ قداسة البابا لا يمكنهم أنّ يقدّموا كلمة واحدة منّي، جملة واحدة أو موقف واحد لكي يدعموا سخافتهم، أو يمكنني أن أقول براهينهم الشيطانيّة. الشيطان يقسم ويضع الأشخاص ضدّ بعضهم البعض”.
قال سارا أنّه من الطبيعي أن تواجه الكنيسة الصعوبات والانقاسامات، ولكن كلّ مسيحي مدعوّ “لكي يبحث عن الوحدة مع المسيح”.
وقال الكاردينال: “أريدُ أن أضيف أنّ كلّ بابا هو مناسب لوقته. تعرفون، إنّ العناية الإلهيّة ترعانا بشكل جيّد جدًّا”.

كتاب سارا مليء بالتحذيرات حول كيف أنّ الافتقار إلى الإيمان والثقة بالله والالتزام بالتقاليد يهدّد الكنيسة الكاثوليكيّة، وبخاصّة في أوروبا والغرب الغنيّ. لكنّه يركّز بشكل خاص على الاعتداءات الجنسيّة من قبل رجال الدين وكيف أنّ ذلك يشرح “سرّ الخيانة من داخل جدران الكنيسة”.
وفي فصل “أزمة الكنيسة”، يتضمّن الكتاب قول الكاردينال: “أودّ أن أذكّر الجميع بكلمات يسوع للقدّيس بطرس، “أنت بطرس وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي” (متّى 16: 18). نحن متأكّدون بأنّ قول يسوع هذا يتحقّق في ما نسمّيه عصمة الكنيسة. إنّ عروس المسيح، بقيادة خليفة بطرس، يمكن أن تحيا وسط الأزمات والعواصف”.

وأشار الكاردينال إلى أنّ بعض الكاثوليك “يسارعون إلى رمي الحرمات على أولئك الذين لا يتبعون فكرهم، والوقت قد حان “لإعادة اكتشاف القليل من السّلام والإحسان. وحده الإيمان والثقة بالتعليم الكنسيّ واستمراريّته عبر القرون يمكنه أن يعطينا الوحدة”.

قال سارا لجريدة كورييري أنّ على الكاثوليك أن يسألوا أنفسهم إذا كانوا حقًّا يؤمنون بأنّ إيمان الكنيسة الذي لطالما علّمته، إيمان أسلافهم، ما يزال صالحاً حتّى اليوم. “نحن مدعوون إلى إعادة اكتشاف حقيقة هذه التعاليم من خلال التحليل الذي لا يُقارن لفكر بنديكتوس السادس عشر والاجتهاد العظيم والساطع لفرنسيس”.

وعلى الرغم من أنّ البابوَين لديهما أمور مختلفة واضحة، أضاف سارا، “إلا أنّه هنالك إنسجاماً كبيراً واستمراريّة عظيمة بينهما كما لاحظ الجميع في السنوات القليلة الماضية”.
قال سارا: “تاريخ الكنيسة جميل”، وتصغيره إلى معركة سياسيّة “كبرنامج تلفزيوني حواريّ هو حيلة تسويقيّة، وليس بحثاً عن الحقيقة”.

منقول عن صفحة الأخ الياس ترك Elias Turk

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق