كنائس الأراضي المقدسة – كنيسة القديسَين نيقوديمس ويوسف الرامي في مدينة الرملة
كنيسة القديسَين نيقوديمس ويوسف الرامي في مدينة الرملة
القديسَين نيقوديمس ويوسف الرامي شفيعا الكنيسة
يقول التقليد أن الرملة هي الرامة التي أُعطيت ميراثًا لسبط بنيامين، وهي موطن القديسَين نيقوديمس ويوسف الرامي شفيعا الكنيسة الكاثوليكية في المدينة. هما أول من أشهر إيمانه بالمسيح عندما طلبا جسده غير آبهين العواقب متحدّين بذلك رؤساء المجمع واليهود.
نيقوديمس من الفريسيين كان عضو المجمع الأعلى – السنهدرين – وهو الذي دافع عن المسيح عند محاكمته قبل أن يُسلم الى بيلاطس ليُصلب، مخاطراً بسمعته ومركزه. وعند موت المسيح أحضر طيوبًا لتكفينه كعادة الدفن عند اليهود.
يوسف كان أيضًا عضوًا في مجمع اليهود هو من طلب جسد المسيح من بيلاطس واشترى كتانًا نقيًا ولف به جسد الرب، الذي يُعرف اليوم بكفن المسيح. ودفنه في قبر محفور في الصخر، لم يُدفَن فيه أحد من قبل.
المسيحيون في الرملة في القرون الوسطى
كانت الرملة محطة استراحة للحجّاج القادمين من يافا الى القدس. ومكانتها التاريخية والدينية ومرور الحجّاج فيها كان فرصة مناسبة اغتنمها أبناء القديس فرنسيس الأسيزي الذين اقتنوا بيتًا في القرن الرابع عشر، وبعد ترميمات وبناء أصبح ديرًا جاهزًا لاستقبال الحجّاج. وبُنيَ في المكان كنيسة صغيرة.
عندما مرّ نابليون بونابرت وجيشه في هذه البلدة عام 1799، استقبله الرهبان وجعلوا من الدير مستشفى لجرحى جنوده. وما زالت محفوظة حتى يومنا، الغرفة التي كان ينزل فيها نابليون أبان إقامته في الرملة.
الكنيسة الحالية
مع نمو الرعية، أصبحت الكنيسة الصغيرة لا تفي بحاجات الرعية. وبفضل المساعدات التي قدّمتها اسبانيا، تم هدم قسم من الدير القديم، لتشييد كنيسة ودير أكبر. تم تكريس الكنيسة الحالية في 8\11\1903.
كنيسة الدير الصغيرة التي بالرغم من صغرها، تستلفت الأنظار بفن هندستها الغوطية. ويقال أنها مشيّدة فوق موقع بيت القديس نيقوديمس.
أقسام الكنيسة
الهيكل
الكنيسة الحالية في مجملها، بناء فخم مهيب، يحمل طابع الفن الهندسي الخاص بتلك الحقبة التي شُيّد بها. تتكوّن الكنيسة من الهيكل الرئيسي وعلى الحائط خلفه قدس الأقداس – بيت القربان – يعلوه صليب ولوحة رائعة الجمال تُمثّل إنزال جسد الرب يسوع عن الصليب. اللوحة من القرن الخامس عشر لرسام النهضة الإيطالي تيتيان، تبرعت بها مدينة مدريد عام 1846.
على جانبي اللوحة أعلى الحائط، نافذتين من الزجاج الملوّن، تمثّلان مشهد إنزال المصلوب. وبالقرب من سقف الكنيسة فوق المذبح، نافذة دائرية من الزجاج الملوّن يتوسطها مثلث رمز الثالوث الأقدس وفيه عين: عين الله التي لا تنعس ولا تنام. وجميع نوافذ الكنيسة هي زجاجية من صنع موناكو دي بافييرا وترجع الى أوائل القرن العشرين.
أما شفيعا الكنيسة فيرتفع لكل منهما تمثال كبير يزيّن أحد الحائطين على يمين المذبح ويساره.
صحن الكنيسة
درجتان تفصل قسم المذبح عن صحن الكنيسة الذي تحيط به أربع هياكل على جانبيه. على شمال الداخل هيكلان للسيدة مريم العذراء والقديس فرنسيس، ومن ناحية اليمين للقديس يوسف والقديس أنطونيوس البدواني.
تحيط داخل الكنيسة عواميد جميلة، تزيّن أعلاها أغصان النخيل رمزًا للقيامة والإنتصار على الموت.
للكنيسة أربع مداخل: المدخل الرئيسي من باحة الكنيسة الواسعة، الثاني هو مدخل السكرستيا الواقع عند يمين المذبح وهو باب صغير اعتاد أن يدخل منه الكاهن وخدّام المذبح عند بدء القدّاس الإلهي. المدخل الثالث يقع عند يمين صحن الكنيسة وهو مدخل داخلي يفصل بينه وبين الكنيسة الصغيرة القديمة ممرّ قصير يوصل الكنيسة بالدير. أما المدخل الرابع فيقع على يسار صحن الكنيسة حيث تقف الجوقة وهو يصل الكنيسة بباحتها الخلفية ويندر استعماله.
يحدّ الكنيسة من اليمين الدير الذي يرأسه كاهن الرعية منذ عام 2007 الأب عبد المسيح فهيم، وتقوم بخدمة الدير والكنيسة راهبات كرمليّات. ومن اليسار وعبر باحة الكنيسة يمكن الدخول الى مدرسة تراسنطا الثانوية التي يديرها كاهن الرعية. وهي أيضًا مركز للنشاطات الراعوية الكثيرة التي تشهدها وتشارك فيها الرعية منذ تولّي الأب عبد المسيح رعاية، إدارة وخدمة الرعية.
أما برج الأجراس فيرتفع 40 مترًا ويحتوي على ثلاثة أجراس قدّمتها مدينة بلباو الإسبانية.
يقع عيد الكنيسة في 31 آب، يوم عيد شفيعيها القديسَين نيقوديمس ويوسف الرامي .
لتكن صلاتهما معنا.
يعتمد المقال بمعظمه على بحث وإعداد الأب المرحوم سامي وهاب إبن رعية الرملة
من كنائس الأراضي المقدسة:
دير الكرمل في بيت لحم هو من تصميم الرب يسوع بمعاونة القديسة مريم بواردي