ظهورات مريمية

16 تموز – عيد سيدة الكرمل وذكرى ظهوراتها للقديس سيمون ستوك

«خذ هذا الثوب. إنّها العلامة. كل من يموت حاملاً هذا الثوب، فإنه لن يذوق عذاب النار بل يخلص».

سيدة جبل الكرمل (عيدها 16 تموز)

تأخذ الرهبنة الكرمليّة اسمها من جبل الكرمل في الأراضي المقدّسة وهو أول مكان مكرّس للعذراء القديسة مريم،حيث بُنيت كنيسة صغيرة إكراماً لها قبل انتقالها بالنفس والجسد الى السماء.
ودخل القديس سيمون ستوك الرهبنة الكرمليّة في كِنت- انجلترا عندما كان في الأربعين من عمره.
لقد أُرسل سيمون الى جبل الكرمل في الأراضي المقدّسة وعاش حياةً ملؤها الكفّارة والصلاة الى أن أُجبِر هو ومعظم إخوته المكرّسين على الرحيل من قبل المسلمين وأبحرت المجموعة الى إنجلترا.
وفي الاجتماع العام الذي عُقِد في أيليسفورد- إنجلترا عام 1245، انتُخب القديس سيمون بالإجماع رئيساً عاماً للرهبنة الكرمليّة.


ظهور العذراء للقدّيس سيمون ستوك

كيف كان الكرملّ قبل ظهور العذراء للقديس سيمون ستوك، وكيف غدا بعد هذا الظهور؟
تَسَلَّمَ سيمون ستوك الإنكليزي، رئاسة الكرمليين العامّة سنة 1247 وقد عُرف عنه أنّه كان مغرماً بمريم العذراء وبالتعبّد لها. وكانت الرهبانية الكرملية قبل سنة 1250 تعيش على شفير الهاوية: فعدد الرهبان قليل، الغالبية منهم متقدمون في السن… لا دعوات جديدة…

إنطلقوا من الشرق إلى الغرب ولكن الغرب لم يكن ليقبلهم بسهولة: فبعض الأساقفة والرؤساء الروحيين لم يسمحوا لهم بالإحتفال بالقدّاس والفرض الكنسي، في رعاياهم وكنائسهم، أو حتى أن يدفنوا موتاهم في مقابر الأبرشية. ممنوع عليهم أن يبنوا كنائس خاصّة بهم ضمن أبرشيتهم أو أن يقرعوا الأجراس. كانوا يعدّونهم غرباء طارئين، وافدين من شرق مجهول، لا أصل لهم ولا هوية واضحة، ولا إعترافاً كنسيّاً صريحاً وواضحاً برهبانيتهم.إذًا، الصعوبات عديدة وجميع النوافذ مغلقة في وجه الرهبانية. من هنا نشأت الفكرة عند القديس سمعان ستوك: لن يستطيع أحد الدفاع عن الرهبانية وإنهاضها إلاَّ أمّها بالذات…

ألسنا نحن إخوتها وأبناءها ! إذًا على الإخوة الكرمليين أن يستعينوا بأختهم القديرة. لذلك دأب سيمون ستوك وهو المسؤول الأول، على التوسّل إلى مريم العذراء، سيّدة الكرمل، طالباً منها امتيازاً فريداً، طالباً منها  “علامة حسّية” تبرهن بها على استمرار حمايتها لإخوتها وأبنائها.

وكانت صلاته ترتفع كالبخور كل يوم فيصلّي ويقول:

يا زهرة الكرمل ـ يا كرمة مثمرة ـ يا ضياء السماء ـ  يا مريم العذراء ـ أنتِ وحدك الأمّ الشفوقة، العذراء المتواضعة، التي لم تعرف رجلاً ـ أعطي أولادك، أولاد الكرمل، إمتيازاً فريداً ـ  يا نجمة البحر… وقد سمّاها سيمون ستوك : «نجمة البحر» لأن البحّارين كانوا وسط الأخطار يتطلعون إلى النجمة «نجمة البحر» التي بواسطتها كانوا يعرفون الإتجاه صوب الميناء.

وفي 16 تموز 1251 بينما كان يصلّي صلاته المعهودة هذه، إذا بالعذراء مريم، مصحوبة بجوقاتٍ من الملائكة تظهر له وهي تحمل في يدها ثوب الرهبانية وتقول:

«خذ هذا الثوب. إنّها العلامة. إنّه الأمتياز الذي طلبته مني: أعطيه لك ولجميع رهبان الكرمل. كل من يموت حاملاً هذا الثوب، فإنه لن يذوق عذاب النار بل يخلص».

 

ماذا كانت نتيجة الظهور ؟

لقد أَحسَّ سيمون ستوك باطمئنان شديد، وبقوّة عظيمة، إثر هذا الظهور، وإثر هذا الإعلان الجلي الواضح. لقد استجابت مريم صلاته وصلاة إخوته الرهبان. وأخذت على عاتقها مصير رهبانيتها. لقد تشّجع سيمون وتقوّى. رحلت عنه الشكوك والوساوس بخصوص المستقبل، بعدما بلّغ رهبانه بما حصل : فتشدّدوا جميعاً وتقوّوا…

لقد أكدّت على حمايتها وشفاعتها ولمَ لا ؟ أليست كليّة القدرة؟ وهل تعجز على إعطاء أبنائها هذه العلامة ؟  « إنّه الثوب » هدية من مريم إلى أبنائها.

وهكذا فإنّ القرن الثالث عشر لم يكد يشرف على نهايته، حتى نهضت رهبانية الكرمل من الحضيض إلى القمّة : فتثبتت الرهبانية وأخذت مركزها وموقعها بين كبريات المؤسّسات الرهبانية في العالم. وتوالت التأسيسات بعد سـمعان : فبعد سنتين كان التأسيس في أكسفورد وفي لندن 1253 ـ في باريس 1254 ـ في يورك  1255 ـ في نورويش 1256 ـ في بولونيا 1260 ـ وزاد عدد الأديرة وتكاثر عدد الرهبان في الشـرق وفي الغـرب، وتأسسـت الأقاليـم إقليمـاً تلو الآخر. إقليم روما 1256 ـ فرنسا 1265 ـ ألمانيا  1265ـ لومبرديا 1270 ـأكيتان(فرنسا) Aquitaine 1282 ـ إسبانيا 1282 ـ إيرلندا 1297.

لقد كانت السنوات التي تلت ظهور العذراء للقدّيس سمعان ستوك حافلة بشتّى الإنعامات والتأسيسات. فنهضت الرهبانية من الخمول والنسيان والإنهيار والموت، بعدما لبست حلّة الثوب الجديد: ثوب العذراء مريم سيدة الكرمل. وهكذا امتدّ الكرمل من الشرق إلى الغرب واستقرّ بقوّة في كافة بلدان اوروبا الغربية والشرقية…

أجلّ! فالإيمان يصنع الأعاجيب. والصّلاة الحارّة تحرّك السماء . طلب سمعان العون من العلاء، فاستجابت مريم لأنها سلطانة الأرض والسماء. لقد عرف سمعان بمن يستنجد وإلى من يصرخ في وقت الشدة والضيق! ألاَ يصرخ الولد إلى أمّه عند الخطر! ألاَ ينادي الطفل أمّه عند الخوف والمرض ! لقد تدخلت العذراء عندما هرعت القلوب إليها، كما تتدخل اليوم أيضاً عند طلب شفاعتها.

ومريم لا تزال أمّاً في كل زمان وجيل! إنّها أمّ البشرية، وهي تبرهن عن قدرتها وشفاعتها من خلال ظهوراتها المتعددة في لورد ـ في فاتيما ـ في مديوغوريه، في الشرق والغرب… إليها ترتفع أيضاً صلاتنا في كلّ حين.ثوب الكرمل

واجبات حامــل الثوب

1 – أن ينال الثوب من كاهن مفوّض ويسجّل إسمه في سجل أخوية الكرمل العالمية الروحية.

2 – أن يحمل دائماً ثوب العذراء أو أيقونتها.

3 – أن يصلّي يومياً مرة أبانا وثلاث مرات السلام.

4 – أن يكرّم العذراء ويشارك في القدّاس في أعيادها الكبرى :

  • البشارة (25 آذار)
  • سـيّدة الكرمل (16 تموز)
  • الإنتقال (15 آب)
  • الحبل بلا دنس (8 كانون الأول)

5 – أن يقوم بواجباته المسيحية وينمّي إيمانه ومحبته للمسيح.

6 – أن يقرأ الكتاب المقدّس ويتأمّل في كلمة الله يومياً.

سيدة الكرمل

لأكثر من 700 عام، ظلّ ثوب سيدة الكرمل أحد أثمن العطايا وواحداً من الرموز المقدّسة التي منحت مغفرات قيّمة للكنيسة. ولا تقتصر قيمته على ذلك بل إنه في الحقيقة ثوب أعطي لنا من قبل السيّدة العذراء وجعلنا أولادها المميّزون. إنّ مباركة ثوب سيدة جبل الكرمل وارتداءه يُدرِج اسم الشخص في جمعيّة ثوب الكرمل ويجعله مشتركاً في كلّ الأعمال الروحيّة التي يؤدّيها المكرّسون في رهبنة سيدة جبل الكرمل.

اختارت العذراء مريم أن يكون ظهورها الأخير في لورد في السادس عشر من يوليو عام 1858. وهو عيد العذراء سيدة جبل الكرمل اليوم الذي تحتفل فيه الكنيسة بذكرى ظهورها للقديس سيمون ستوك.
وظهرت العذراء مريم في فاطيما في الثالث عشر من أكتوبر عام 1917، على هيئة سيدة جبل الكرمل عندما ودّعت الأطفال الثلاثة. وعلى مدى العصور، ظلّت سلطانةَ الكرمل ترعى بإخلاص مصائر أبنائها الأعزّاء على الأرض.

صلاة لسيدة جبل الكرمل:

أيتها العذراء المقدّسة الخالية من كلّ دنس، يا زينة وجمال جبل الكرمل، أنت التي منحت حنانك المميّز الى كلّ من ارتدى ثوبك المبارك، انظري بمحبّة إليّ وغطّني بغطاءٍ من الحماية الأموميّة.
قوّي نقاط ضعفي بمقدرتك الكبيرة، وأنيري ظلام فهمي بالحكمة، زيدي الإيمان والأمل والخير في داخلي، زيّني روحي بالنِعم الإلهية والفضائل التي ستجعلني مقبولاً وموضع سرور لك ولابنك السماويّ.
ساعديني خلال أيّام حياتي، وعزّيني في ساعة موتي وقدّميني الى الثالوث الأكثر قداسة كخادم مكرّس له. لنمجّد ونبارك الربّ في السماء الى الأبد. آمين

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. Oh st vierge je crois que vous la vierge de carmélite vous êtes venue le 14 de ce mois pour prendre maman Chez vous directement après qu on lui a mis ton Icon et puis moi sa fille avant in jour de son hospitalisation elle m a ranconte qu elle a vu la sainte vierge venant Chex elle et je crois au meme jour La Croix qui était ds sa chambre est tombée par terre sans la toucher et à la fête de st Carmel maman maman était apres 2 mois à l hôpital avec une température de 41 degré en état de coma . et le soir ma sœur est venue pour mettre sous son oreiller l icon Carmelile et le lendemain matin à 10 h maman s est decedee et le 16/7 était son enterrement je crois que c est un miracle mais je l ai laissé dans mon cœur sans dire qu à ma famille يا سيده الكرمل انا اثق بك اشفي اختي واخي أرجوكي في أسرع وقت ممكن بمناسبة عيدك المجيد .

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق