5 آب – ميلاد السيدة العذراء حسب ما روَته لرؤاة مديوغورييه
كان ذلك في القرن السادس عشر حين أنشأت الكنيسة عيداً للإحتفال بذكرى ميلاد ميلاد العذراء وتقدمتها الى الهيكل ومن الممكن ايضاً عيد البشارة .
بحلول القرن السابع ، الأعياد الاورشليمية لم ينحصر الإحتفال بها في الامبراطورية البيزنطية فقط ، بل في روما ايضاً .
يُحتفل بعيد ميلاد السيدة العذراء في 8 سبتمبر/ايلول وهو واحد من ثلاثة اعياد مريمية في الكنيسة الكاثوليكية حينذاك اما العيدين الآخرين فهما تقدمة الرب يسوع في 2فبراير/شباط ، وزيارة العذراء لنسيبتها اليصابات في 31 مايو/آيار .
يمكننا النظر الى 8 سبتمبر على انه عيد ميلاد العذراء “الرسمي” الذي تحتفل به الكنيسة . لكن لمتابعي رسائل العذراء في مديوغورييه هناك تاريخ آخر وُضع للإحتفال بميلاد العذراء وهو – 5 اغسطس/آب ، يُعتبر هذا التاريخ عيد ميلاد مريم العذراء “الخاص” لقد كُشف ذلك في الفترة الأولى من تاريخ الظهورات في مديوغورييه .
وقد تم الإشارة الى هذا التاريخ في كتاب الأب رينيه لورنتين Fr René Laurentin “هل تظهر مريم العذراء في مديوغورييه؟” وقد كتب فيه:
“في نهاية شهر آيار من سنة 1984 استلمت يلينا وميريانا – اللتان تحدّثتُ اليهما في 10 حزيران ، نداءاً من السيدة العذراء بأن يحتفل في 5 آب من هذه السنة بعيد ميلادها ال 2000 . وأن يتم ذلك بواسطة الصوم لمدة يومين ومن ثم بقداس إحتفالي .
قامت الرعية بالصوم لمدة ثلاثة ايام (اضافوا يوما) انتهت في يوم صلاة مكثّفة في الكنيسة وعلى تلة الظهورات . حيث شهد الجميع على الكثير من الإرتدادات والإعترافات . احد الكهنة المشاركين قال لي :”سوف اتذكّر هذا اليوم اكثر من سنواتي العشرين الماضية ككاهن مُعرِّف.”
وفقاً للرؤاة قالت مريم ان من يسمع الإعترافات في هذا اليوم سوف يشعر بفرح عظيم !
والرائية ميريانا قد تحدّثت ايضاً عن عيد ميلاد العذراء “الخاص” في مقابلة اجرتها معها الكاتبة جان كونيل Jan Connell التي كتبت في كتابها “رؤيا الأولاد” تقول :
“في الأيام الأولى من ظهورات السيدة العذراء ، كانت الأمّ المباركة عطوفة جداً ورؤوفة نحو مخاوف الأولاد ورقيقة حيال معاناة كل واحد منهم . قالت لهم :“هل تعلمون ان عيد ميلادي الحقيقي هو في 5 آب ؟”
أجاب الأولاد انهم لم يعلموا ذلك . فأردفت الأمّ القديسة :”هل ترغبون يا اولادي الأحبّاء بأن تقدّموا لي بعض الهدايا ؟”
أجاب ياكوف الصغير بحسرة :”عزيزتي الأم القديسة ، انني لا أملك المال !
ابتسمت له الأمّ العذراء بسعادة وقالت :”يا ياكوف ، صغيري الأعزّ ، انك لا تحتاج الى المال لكي تقدّم لي هدايا في عيد ميلادي ! الليلة حين تعود الى البيت ، مهما قالت لك مشاعرك ، وبغضّ النظر عن حماسك واستعدادك ، بدلا من التكلّم عن آلام قلبك ، أركض الى الخارج وانظر الى السماء واصرخ “كل هذا من اجل حبّك يا يسوع الحبيب”.
في المساء التالي وأثناء ظهورها ، شكرت السيدة العذراء ياكوف على هداياه من الليلة السابقة .
بحلول عيد ميلاد الأمّ المباركة قالت ميريانا ان ياكوف كان متحمسّاً للغاية ، وقال ان لديه ملايين الهدايا للسيدة العذراء القديسة .
متوتّر وعصبي حسب طبيعته ، بالكاد استطاع ياكوف امتلاك نفسه أثناء تلاوة صلوات المسبحة الطويلة التي تسبق الظهور . أخيراً جاءت اللحظة . وأعلنت ومضات النور عن وصول ملكة السماء والأرض .
ما ان رأها ياكوف حتى ركض اليها رافعاً يديه وأمسك بها صارخاً :” عيد ميلاد سعيد ايتها الأم المباركة!”.
وفي الحال أدرك ما قام به فسقط على الأرض من الخجل والخوف . فشاهدت ميريانا السيدة العذراء تنحني عليه ، ثم رفعته عن الأرض وأخذت يده الصغيرة في يدها وقبّلتها !”
قد أتت الرائية ماريا هي ايضاً على ذكر ميلاد العذراء حين زارت مانشيستر سنة 2004 . في شهادتها المسجّلة شرحت ماريا :”قالت السيدة العذراء ذات يوم انه يمكننا الأحتفال بعيد ميلادها . وكمجموعة صلاة احضرنا كعكة كبيرة ، وحملناها الى كريزيفاك ، الى جبل الصليب ، في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً ، حيث قالت لنا العذراء انها ستظهر .
يمكنكم تخيّل المشهد ، نحن نحمل تلك الكعكة الكبيرة ، ونصعد الجبل لمدة 45 دقيقة مشياً على الأقدام . لكننا فعلنا ذلك والفرحة تغمرنا.
في لحظة الظهور غنّينا جميعنا لها “عيد ميلاد سعيد لسيّدتنا”.
لقد تم تزيين الكعكة بالكثير من الورود المصنوعة من السكر ، وكانت لدينا فكرة تقديم احدى هذه الورود للسيدة . فتناولتها السيدة منا وأخذتها معها .
في طريق عودتنا ، قلنا لبعضنا البعض انه من المستحيل ان تأخذ السيدة العذراء الى السماء تلك الوردة .
ففي اليوم التالي ، باكرا في الصباح ، صعدنا الجبل لنرى اذا يمكننا ان نجد الوردة في مكان الظهور . لكن الوردة لم تكن هناك ، وذلك سبّب لنا فرحاً عظيماً في قلوبنا .
وقد أكلنا الكعكة – لقد كانت كبيرة جداً – أكلناها في نهاية الظهور وبعد كل الصلوات ، ويجب ان اقول انها كانت لذيذة جداً ، لأننا كنا متعبين وجائعين ، لكن أيضاً سعيدين للغاية !”
لم تعترف الكنيسة الكاثوليكية بظهورات ميديغوريه حتى الآن.