مواضيع روحية

العذراء تحذّر: لا تدينوا الكهنة فإن ابني قد اختارهم. فهل تلقى آذاناً صاغية؟

كم من المرّات كرّرت السيّدة العذراء طلبها: “لا تدينوا الكهنة فإن ابني قد اختارهم”.

“مجدّداً إنّي أنبّهكم !

“صلّوا من أجل الّذين اختارهم ابني، وقدّس أيديهم وأعطاهم كهبٍة لكم.”

صلّوا صلّوا صلّوا من أجل رعاتكم” .(السيدة العذراء 2/4/13)

قالت ميريانا: “أستطيع أن أعيد عليكم ما قالته العذراء المباركة عن واجبنا بعدم إدانة الكهنة.
لكنّني لا أستطيع أن أنقل إليكم تعابير وجهها عندما تقول ذلك!
فكأنّ وجهها يقول: “من أنتم لتدينوا من مسحهم ابني. هو وحده له الحقّ في الحكم.”
والكتاب المقدس يأمرنا :”رئيس شعبك لا تقل فيه سوءاً” (أع 5:23)
worship-large

فهل نعمل حسب تعاليم الكتاب وطلب ودعوة أمنا الكلية القداسة ؟

 
تجتاح العالم في السنين الاخيرة موجة انتقادات وإدانات واسعة.
قام العديد ونصّبوا انفسهم ديّانين وقضاة وجلادين للكنيسة ورعاتها.
هم بكل بساطة اخذوا على عاتقهم وظيفة الله .
يبدو في اعينهم انه بحاجة الى مساعدتهم بما انه لا يقوم بواجبه كما يجب .
حاشا !!!
 
اليس هو من قال: “فستعرف جميع الكنائس أني أنا هو الفاحص الكلى والقلوب”.
سأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله” (رؤ2: 23)
أفليس هو القائل أيضاً: “وها أنا آتي سريعًا وأجرتي معي، لأجازي كل واحد كما يكون عمله” (رؤ22: 13، 14).
 
قد يقول البعض ان الفساد ينتشر في صفوف الكنيسة . والكهنة هم اشخاص مثلنا خاطئون .
نعم الجميع زاغوا و فسدوا و أعوزهم مجد الله ( مز1:14)
لكن عندما ننتقد عمل او قول الكنيسة او احد الكهنة فنحن نخالف العديد من وصايا الرب :
اولاً هي نميمة عندما نُشهر بكاهن الرب .
ثانياً هي كبرياء نعم كبرياء عندما نضع انفسنا اعلى واطهر ممن يداه تلامسان جسد الرب.
بل بكلمة يُنزل المسيح من سمائه ليهبنا ذاته طعاما بواسطة يديّ كاهنه .
رب المجد ذاته رفض ان يدين المرأة الزانية وابكم الرجال بكلمته الشهيرة :
“من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر”… أما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم،
خرجوا واحدا فواحدا ، مبتدئين من الشيوخ إلى الآخرين (يوحنا 7:8و9).
 ألا تبكتنا ضمائرنا عندما نغتاب وندين الكهنة ونتّهمهم بأمور وحده الرب يعلم بصحتها او كذبها ؟!
 130310135757-02-vatian-0310-horizontal-gallery
 

فمن اراد مصلحة الكنيسة وانتصارها على الشرور خارجها وداخلها،

ما عليه سوى ان يفتح قلبه لطلب امنا العذراء ويكثّف صلاته وصومه من أجل مختاري ابنها الإلهي.

هو العالم بخفايا القلوب . الصلاة والصوم وحدهما العلاج النافع والقوي لتقديس جميع الكهنة .
 
مؤلم ومؤلم جدا أن نرى اخوتنا يتسابقون لنشر الاقاويل التي تطعن قلب كنيستنا وأمّنا
بداعي الخوف على قدسيتها وصلاحها . ويبثون السم في شرايينها بحجة الإسراع في علاجها .
لا يستكفي البعض بنشر ما يدغدغ كبريائهم واهتمامهم الزائف في صفحاتهم الشخصية
بل ينشروها في مجموعات كثيرة.
وهناك من اقام مجموعات مختصة بنشر الاشاعات والاقاويل والإتهامات التي تمس الكنيسة وكهنتها.
 
فليرجعوا الى الكتاب المقدس ويشاهدوا بانفسهم كيف ستر الرب خطايا الناس منذ آدم والى يومنا هذا :
فقد ستر عُري آدم وحواء بعد السقوط في العصيان في جنة عدن،
ستر السيد المسيح عيوب الناس ، ولم يجرح أو يفضح أو يلوم أحداً عن دنس علناً:
فقد ستر سرقات يهوذا الأسخريوطي.
وستر المرأة السامرية (إذ تحدث معها بعيداً عن تلاميذه).
وستر المرأة التي أمسكت في الزنا،
وستر عيوب زكا الكثيرة …. الخ .
ويستر الى اليوم الخطأة في دنسهم وعارهم .
 images

ولو لم يستر الله عيوب الناس ، لخجل الجميعا من خطاياهم ونجاساتهم !!

وهو – إلى الآن – يستر النمّامين واللصوص والمزوّرين ، والمُرتشين والغشّاشين،
والمدمنين والفاسقين، والكاذبين والزناة، وامثالهم كثيرين .
ولنا ان نتخيّل، ماذا كان يحدث للناس، لو كتب الله خطاياهم على جباههم؟!
بالتاكيد لماتوا خجلاً من عارهم وشرورهم الخفيّة .
 
لقد طالب داود الرب بالرحمة لأنه يستر الزناة والنجسين والفاسقين والفاجرين والمدمنين .
ونحن يا رب نرفع اعيننا نحو جلالك يا ديّان البشر الوحيد ونهتف مع داود :
“احفظ كنيستك وكهنتك مثل حدقة العين وبظل جناحيك استرهم”.
بشفاعة أمنا الكلّيّة القداسة، مريم ملكة السلام .
امين

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق