عصا الراعي
دايما الحقيقة بترتفع لمّا العالم… بينهار. العالم ولا مرّة بيعطيك دايما بيسلّفك. الله وحدو بيعطي. ما فيك ترفع الناس أعلى منّك. فيك تطلع وتشدّن صوبك، وكلّ ما تطلع شدّ إخوتك صوبك. المسيح رفعك لمّا ارتفع، بترفع إخوتك لمّا بترتفع إنت بقوّة المسيح. لمّا بتنجذب صوب المسيح بتجذب الناس اللي حواليك. ما تعرضوا أرواحكم للبيع بأسواق هالعالم. أرواحكم ثمينة كثير، مهما كان الثمن اللي بيدفعلكم ياه العالم بيبقى رخيص كثير وبخس قدّام قيمتها الحقيقيّة. ما تبيعوها، العالم ما بيقدر يدفعلكم ثمنها لأن ثمنها دم المسيح اللي اندفع بالكامل على الصليب.
ملكوت الله مسيرة مش هدف، بتحقّقه فيك بقوّة الروح، خطوة خطوة، يوم ورا يوم، بالتفاصيل الصغيرة اللي بتملّي ثواني عمرك ثانية ورا ثانية.التأمّل إنّك تتطلّع بالإشياء مثل ما هي، مش مثل ما هي مرسومة بذهنك أو مثل ما إنت بدّك ياها تكون. بتحبّ فكرتك عن الشخص مش الشخص بذاتو، وبتكره فكرتك عن الشخص مش الشخص هو نفسو. انتبه، لا تدين ولا تحطّ براسك أفكار مسبقة وأحكام عن أيّ شخص. الأحكام المسبقة هي قزازات ملوّنة بتحطّها على عيونك وبتصير تشوف كلّ إنسان بلون قزازاتك مش بلونه الحقيقي.
حطّ براسك حكمة الطبيعة وبقلبك جمالها وبروحك قوّة تجدّدها الدايم. بس تغلّط قول غلّطت. قرّ بغلطتك، إعترف فيها، وصلّح قد ما بتقدر. الغلط اللي بتعترف فيه وبتصلّحو بيكبّرك ما بيصغّرك. صلّح اللي بتقدر تصلّحو والباقي بس تعترف فيه لألله هو بيصلّح اللي إنت ما فيك عليه وبيعوّض اللي إنت ما فيك تعوّضو… وما تبرّر غلطك بنيّاتك السليمة: نيّاتك السليمة ما بتكفي تا توصل عا السما، لازم تكون أعمالك سليمة مثل نيّاتك. المهمّ ثمار أعمالك ونتايج أقوالك مش سلامة نيّاتك. النيّة السليمة هي حجّة الجاهل. والجهل مثل النوم: ما بتعرف إنّك كنت فيه إلاّ لمّا بتطلع منّو. وعّي النايمين، بس لمّا بيوعوا رح يعرفوا إنّهم كانوا نايمين. ما تحكي مع نايم، مش رح يسمعك، وعّيه وإحكي معو.
كل ما تكبر القداسة بالإنسان كلّ ما يبطّل يشوفها، ولمّا يلاحظ الإنسان القداسة اللي فيه بتكون بطلت. بروم الكلمة براسك مثل ما بيبرم الرامي الحجر بالمقلاع وما بيفلتو إلاّ ما بيتأكّد من هدفه.
الكلمة من تمّك مثل الحجر من المقلاع إذا انطلقت ما بيعود فيك تردّها. إذا كلمتك ما رح تصيب هدفها لا ترميها لأنّها بتئذي. الكلمة اللي ما بتصيب أكيد بتئذي. وتجنّب تحكي الكلمات اللي إلها عدّة تفسيرات، إحكي الكلمة اللي إلها تفسير واحد بسّ. وكون مثل صالح أفضل من إنّك تعطي نصايح صالحة. كلّ مرّة بتشوف غلط بدل ما تلوم بالحكي صلّح بصمت.الحجر بالبريّة تحت الشمس، أو بالنهر مغمور بالميّ، أو مغطّس بالعطور، أو منقوع بالبخور أو مطلي بالألوان رح يبقى حجر. الصخر ما بيطلع منّو إلاّ دبش وحجار وبحص ورمل. وقد ما ينعم بأحسن حالاتو بيعطي غبرة. إنّك تكون قدّيس شي، وتبيّن إنّك قدّيس شي تاني مختلف تماما. بيجوز الواحد بدون التاني.
بيّن دايما بين رغباتك وحاجاتك، الإنسان بيرغب كثير إشيا ما بيحتاجها وبيحتاج كثير إشيا ما بيرغبها. ثروتك بتنقاس بقلّة حاجاتك مش بكثرة مقتنياتك. كلّ شي بتعتقد إنّك بتملكو بهالعالم، بالحقيقة بيكون هو بيملكك.
اللي بيدخل عليك هيدا مش إنت، اللي بيطلع منّك هو إنت. بقوّة الروح اللي بتستمدّها بصلاتك، حوّل كلّ اللي بيدخل عليك وما بتملك منّو شي، لقداسة بيتطلع منّك وبتملّكك كلّ شي. مش الخمر اللي بيسكّر الإنسان، الإنسان هو اللي بيسكر».