أخبارالكنيسة المقدسة

الكاردينال سارا يوجّه رسالة إلى الأساقفة: احترموا القواعد الليتورجية قبل القواعد الصحية

رسالة الكاردينال سارا رئيس مجمع العبادة والأسرار

وجّه الكاردينال سارا رئيس مجمع العبادة والأسرار: رسالة إلى رؤساء مجالس الأساقفة تحتوي على إرشادات لتسهيل العودة الآمنة للقداس الإلهي.

القداس الافتراضي (مشاهدته على الشاشات) لا يحل مكان الحضور الفعلي في الكنيسة.

بالإضافة إلى احترام القواعد الصحية التي تهدف إلى الحماية من فيروس الكورونا، من الضروري أيضًا احترام القواعد الليتورجية.
في الأشهر الأخيرة، مع الصعوبات الناجمة عن أزمة الكورونا، حتى عندما ينتهي الحجر الصحي الذي يتطلّب قواعد خاصة جدًّا، غالبًا ما تصبح المشاركة في القداس الإلهي صعبة وإشكالية، خاصة بالنسبة لكبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من صعوبات معينة.

المخاطر التي تواجهها الرعايا في زمن الكورونا

قال الكاردينال سارا: معظم الأبرشيات قلّلت من عدد الاحتفالات بالذبيحة الإلهية بدلًا من زيادتها. وأدى توزيع الإفخارستيا (المناولة) إلى نقاشات مهمة تعارضت فيها رؤى مختلفة (المناولة في اليد أو في الفم)

إنّ شعائر القداس الإلهي، في خضم هذا الحال، تواجه خطر التعرّض لتداعيات غير مرغوب فيها، بسبب العديد من الاضطرابات أو حتى الابتكارات المؤسفة تمامًا. (يرمز الكاردينال إلى الأساليب المهينة التي اخترعها بعض الكهنة مثل وضع القربان المكرّس في أكياس بلاستيكية وغيرها من الاختراعات المرفوضة)

الكاردينال سارا: القداس الافتراضي لا يحل محل الحضور الفعلي

القداس الافتراضي لا يحل محل الحضور الفعلي. لهذا نحتاج إلى قواعد ليتورجية وليس فقط صحيّة. في الواقع، لم يحدث أبدًا في التاريخ أن وجدت الجماعة المسيحية نفسها معزولة عن البقية، تحتفل خلف الأبواب المغلقة.

مخاطر الكورونا على القداس الإلهي

في نص الرسالة، أوضح الكاردينال الغيني على وجه التحديد لماذا لا يحلّ القداس الافتراضي بأي حال من الأحوال محل المشاركة الفعلية بالقدّاس. الرسالة، التي يعود تاريخها إلى 15 أغسطس ، وافق عليها البابا فرانسيس في 3 سبتمبر.

في الواقع ، يُلفت الكاردينال سارا الإنتباه، إلى أنه لا يمكن للمسيحيين أن يعيشوا بدون الاحتفال الجماعي، ولا بدون سر الإفخارستيا، الوجود الحقيقي للرب يسوع في حياة المؤمنين.

الكاردينال سارا يُحذّر: انتبهوا إلى القواعد الليتورجية

يتعلق إنذار سارا بالاهتمام الشديد بمعايير النظافة والوقاية الصحية. وهو أمر واجب بالتأكيد، لأنها قضية تتعلق بالصحة والسلامة. لكن الكاردينال يحذّر من أنه “لا يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعقيم الإيماءات والطقوس، وإلى إثارة الخوف وانعدام الأمن لدى المؤمنين، حتى إن كان في اللاوعي”.

جريمة مشابهة القداس بنشاط ترفيهي

لا يمكن تحويل القدّاس الإلهي ليعادل الأنشطة الترفيهية والترويحية العامة الأخرى، إنه أمر مسيء للغاية.ثم يشرح سارا بوضوح وحزم كبيرين أن “القواعد الليتورجية ليست مسألة يمكن للسلطات المدنية أن تشرّع بشأنها، بل فقط السلطات الكنسية المختصة”.

حقيقة أعيد التأكيد عليها أيضًا في دستور الليتورجيا المقدسة Sacrosanctum Concilium، أحد القوانين الدستورية الأربعة المجمعية الصادرة عن المجمع الفاتيكاني الثاني. لذلك يدعو الكاردينال المؤمنين للمشاركة في الاحتفالات، وبدون ارتجال تجارب طقسية غريبة وغالبًا ما تكون خطيرة، والتي يمكن أن تؤدي بوضوح إلى الانحرافات.

الليتورجيا هي في الواقع تجربة قدسية وقداسة وجمال. لذا من المهم عند معالجة موضوع التدبيرات الصحية، الحفاظ على “الالتزام الكامل بالمعايير الواردة في الكتب الليتورجية التي تنظم تطوّرها”.

في الليتورجيا، تتغيّر حياة الإنسان ويدخل الإنسان في انسجام مع النعيم الأبدي، يقول الكاردينال سارا. لهذا السبب، من المهم للغاية الحفاظ على أقصى درجات العناية بكل ما يتعلق بقدسية الأماكن وكرامتها ، وكذلك بكل الأدوات مقدسة.

أهمية الحفاظ واحترام الطقوس الاحتفالية

وأخيرًا، من المهم جدًا الحفاظ على الاحترام الكامل لأساليب الاحتفال بالقداس الإلهي ، وقد دعا المجمع الفاتيكاني الثاني، كما يشير الكاردينال، إلى “أن تتألق الطقوس بالبساطة السامية”.

وأضاف: “لذلك، يحقّ للمؤمنين تلقّي جسد المسيح والتعبد للرب في الإفخارستيا بالطريقة المُرادة، دون أي عوائق أو قيود، هو حق مطلق لكل مؤمن، حتى ما تقتضيه الإجراءات التي تضعها السلطات العامة أو يضعها الأساقفة.

وأخيرًا أشار الكاردينال سارا إلى أنّ الطاعة كمبدأ يضمن عدم ارتكاب أخطاء، أي الطاعة لقواعد الكنيسة وطاعة الأساقفة. وقال في هذا السياق أنه وخلال الأزمنة الصعبة، مثل الحروب والأوبئة، يمكن للأساقفة ولمجالس الأساقفة إصدار قواعد مؤقتة يجب إطاعتها، وهي قواعد تزول مع عودة الأوضاع إلى طبيعتها.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق