صلاة المكالمة الهاتفية
ألقى الاب دانكو بيروتينا الفرنسيسكاني Fr Danko Perutina احد كهنة رعية ميديوغوريه محاضرة شيّقة عن الصلاة قال:
كل شخص هو خبير في الصلاة؛ كل شخص لديه صلاته الخاصة. هذا الشخص يقول الصلاة في وقت معين، وذلك باستخدام نفس الكلمات والويل لمن يجرؤ على إزعاجه حين يصلّي. هناك الملايين من الصلوات التي يمكن ان نصلّيها . سأذكر فقط 500،000
هناك الصلاة التأملية، الصلاة العميقة، صلاة المنطق، صلاة الكلمات، الصلاة الصامتة والصلاة القلبية. هناك حقا الملايين من الصلوات ! صلاة الشكر ، صلاة الطلب ، صلاة من أجل الشفاء، وصلاة طلب الرحمة ، وصلاة المثابرة ، والصلاة من اجل ارتداد شخص . حقا، يمكننا أن نصلي من أجل كل شيء.
ما هو الأهم في الصلاة ؟ بالنسبة لي، أفضل صلاة هي التي تحتوي على بعض الخطوات سبعة بالتحديد . يمكن مقارنتها مع وتشبيهها بالمكالمة الهاتفية ، اي أنك تطلب رقم وتنتظر الجواب من الطرف الثاني لكي تتحدّث اليه .
1- الخطوة الأولى هي أن تقترب من الله ، من وجوده .
2- الخطوة الثانية هي أن تعترف بخطاياك .
3- الخطوة الثالثة هي أن تغفر للجميع .
4- الخطوة الرابعة هي التخلي عن كل الخطايا .
5- الخطوة الخامسة هي قبول صليبك .
6- الخطوة السادسة هي قبول الروح القدس لأنه بمجرد أن تتخلى عن الخطيئة، تصبح فارغاً وعلينا ان نمتلئ بشيء .
7- الخطوة السابعة هي ان تقول لله “شكراً” .
لقد أتممت الاتصال مستعملاً سبعة أرقام (1-7) وهذا ما نسميه صلاة الهاتف. حاول ان تقوم بهذه الصلاة. سوف تتغيّر في يوم واحد. حقا، سوف تتغيّر . لماذا هذه الصلاة مهمة ؟ لأنها تحتوي على جميع العناصر الهامة.
أهم جزء من هذه الصلاة هو وجود الله. هذا هو الشيء الأكثر صعوبة . كثير من الأحيان نقول “أين هو الله؟” ثم نبدأ في تخيّله . أنا دائما اشارك هذه المعلومات مع الحجاج القادمين إلى ميديوغورييه، اقصد الطريقة التي يتصور الناس فيها الله .
الكثير يفكر بهذه الطريقة :
إذا كان عمر يسوع 33 عاماً (الصورة التي نستعملها) اذن يجب أن يكون عمر الله الآب نحو ال 70 عاما تقريباً. لديه لحية بيضاء طويلة، ويجلس على عرش. انه يرى كل شيء ويعلم كل شيء. هناك رعد وبرق اسفل العرش . حتى لو كنا نفعل شيئا في الظلام فإنه قادر على رؤية ذلك. ربما صعب ان نصدّق انه يرى كل شيء ، لأن هناك ستة مليارات ونصف المليار شخص الذين يعيشون على الأرض، لذلك أعطى ملاك حارس لكل شخص، وكل ملاك يمتلك جهاز كمبيوتر. في كل مرة يقوم شخص ما بخطأ ، يُسرع ملاكه الحارس بتسجيل ذلك. عندما تحين نهاية هذا الشخص يقوم الملاك بمجرد الضغط على زر “Enter” ثم “print”، وفي لحظة تظهر جميع خطاياه على الورق.
لكن الحقيقة ليست كذلك ابداً ، لأن الله هو إله غفور وحنون . لا يوجد أروع من معرفة أن هناك شخصا ما يحبك حبّاً غير محدود ، هكذا يحبّنا الله: دون أي شروط .
بعض الناس يعتقدون بهذه الطريقة : إذا كنا صالحين فالله صالح وسعيد .اما إذا ارتكبنا المعاصي، على الفور يغضب الله . هذه ليست حقيقة الله . هذه هي صورة الله التي نستخدمها ، حقيقة الله كشفها لنا في يسوع المسيح.
الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تشرح لنا حقيقة الله، هي الحب. جميع الصور الأخرى خاطئة. وإذا كنت لا ترى الله على انه الحب ، فانت تقع في مشكلة لأن الله هو الحب بذاته .
االله ليس قاضيا ولا جلّاداً يريد المعاقبة ، الله ليس غضوباً . ليس الله بهذه الصورة ، تلك هي صورة من صنع أيدينا.
لهذا السبب، عند بدء الصلاة، الثواني الأولى مهمة حقاً ، وهذا هو الإيمان . كلما اردت الصلاة ارسم علامة الصليب وقل: “أنا أعلم يا يسوع أنك هنا . وأعلم أنك تحبني ، وأنا الآن ارغب في التحدّث إليك بكل مكنونات قلبي “.
لست بحاجة ان ارسم له صوة في ذهني ، إذا كان طويل القامة أو قصير، ضعيف او سمين . أو عما إذا كان يصنع نوافذ أم كراسي حين كان نجّاراً !
السيدة العذراء تدعونا للصلاة من القلب. صلاة القلب هي ان نقدّم ما هو موجود في قلوبنا إلى الله. بقدر ما نكون صادقين ومتعمّقين في الصلاة. ننجح في تنقية أنفسنا وبذلك نصبح أكثر قرباّ لما يريد الله لنا أن نكون ، في استعادة صورته ومثاله التي عليها خلقنا، ولكن ليس نسخة . خلق الله كل واحد منا بصورة خاصة وفريدة من نوعها.
الصلاة هي قانون الحياة . بقدر ما نصلي اكثر ، يفتح لنا الله المزيد من الأبواب . ولكن قد تكون هناك أوقات، إذا لزم الأمر، تُغلق الأبواب في وجوهنا ، لأن الله في حكمته يفعلما هو أفضل لنا. لهذا السبب علينا دائما البحث عن إرادة الله ، قائلين وقاصدين “لتكن مشيئتك وليس مشيئتي”.
