شهر مع العذراء مريم – اليوم الخامس والعشرون
شهر مع العذراء مريم – اليوم الخامس والعشرون
«يا أمّنا العذراء الفائقة القداسة، إننا نستمع بأسى إلى شكاوى قلبك الطاهر المحاط بالأشواك التي تنغرس فيه في كلّ لحظة بسبب الإهانات والجحود من البشرية الجاحدة وتملؤنا رغبة متقدة بأن نحبك كأمّ لنا و ننشر تكريساً حقيقاً لقلبك الطاهر.
لهذا ها نحن نركع أمامك لنظهر الحزن الذي نشعر به بسبب الظلم الذي يسببه لك البشر، ولنعوّض بصلواتنا وتضحياتنا عن الإهانات التي يقابلون بها حبّك.
استمدي لهم ولنا الصفح عن الخطايا الكثيرة عجّلي اهتداء الخطأة حتى يحبوا يسوع ويتوقفوا عن إهانة الرّب، الذي أهين كثيراً. أديري نظرك الرحوم إلينا، حتى نحب الله من كلّ قلوبنا على الأرض ونتمتع معه في السماء إلى الأبد».
«وكانوا يواظبون جميعًا على الصلاة بقلب واحد مع بعض النسوة ومريم أمِّ يسوع وإخوته».
في رسائلها في مديوغوريه
«أولادي الأحبّة،
من يُمكنُه أن يُحدِّثَكم عن حُبِّ ابني وعن ألمِهِ أفضلَ منّي؟ فقد عشتُ معه؛ وتعذَّبتُ معه. وخلالَ عيشي الحياةَ الأرضيّة، شعرتُ بالألم لأنّني كنتُ أُمًّا. لقد أحبَّ ابني أفكارَ وأعمالَ الآبِ السماويّ، الإلهِ الحقيقيّ. وكما قال لي، فهو أتى لِيَفدِيَكم. ولقد أخْفَيتُ ألمي بواسطة الحبّ، لكن أنتم، أولادي، لديكم الكثير من الأسئلة. أنتم لا تفهمون الألم. أنتم لا تفهمون أنّه من خلال حبِّ الله عليكم أن تَقبَلوا الألمَ وتتحمَّلوه. سوف يختبرُه كلُّ إنسان بدرجةٍ أقلّ أو أكبر. لكنْ مع السلامِ في النفس وفي حالةٍ من النعمة، يُوجدُ الرجاء؛
هذا هو ابني، الإله، المولود من إله. كلماتُه هي بذورُ الحياةِ الأبديّة. إذا زُرِعَتْ في النفوس الطيّبة تأتي بثمارٍ كثيرة. لقد تحمَّل ابني الألمَ لأنّه أخذَ خطاياكم على عاتقِه. لذلك، أنتم يا أولادي، يا رُسُلَ حبّي، أنتم الّذين تتعذَّبون، اعرفوا أنَّ ألَمَكُم سوف يُصبحُ نورًا ومجدًا. أولادي، بينما تتحمَّلون الألم، وبينما تتعذَّبون، تَدخُلُ السماءُ فيكم فتُعطُون قطعةً من السماء والكثيرَ من الأمل لجميعِ الّذين من حولِكم. أشكرُكم».
القدّيس يوحنا الدمشقي
«لم تصعدي فقط إلى السماء، نظير إيليا. ولم تُرفعي إلى السماء الثالثة، مثل بولس.
بل تقدّمتِ حتى عرش ابنك الملكيّ نفسه، في رؤية مباشرة، في الفرح، وإنّكِ، بثقة كبرى تندّ عن الوصف، تقفين إلى جانبه».
مريم شفاء المرضى وعزاءهم
«كان القديس الشاب استنسلاوس كستكا (1568-1550) مولعًا في تكريم مريم وحبها، كما يحب البنون أمهاتهم،
بل واشد. فقد تربّى على ذلك في أسرته المتديّنة وزاد ولهَهُ بمريم عندما دخل الدير.
ابتلى بمرض عضال وهو في ريعان الشباب كاد يدنو به من أبواب الأبدية، فاستغاث بمريم بدالّة عظيمة وثقة وطيدة،
فظهرت له هذه الأمّ الحنون حاملة ابنها الفادي على ذراعيها، واخذت تلاطفه وتعزيه، ثم حملت الطفل يسوع
ووضعته في سرير المنازِع الذي كان يتقلب بين الموت والحياة.
ولم تمر سوى ثوان حتى تعافى وزال منه كل سقم ومرض فقام يشكر الله والأمّ القديسة على أفضالها.
ثم أُصيب بعد مدة بمرض أشد فطلب عندئذ من العذراء ان تنقذه من الآلام وتعتقه من قيود هذه الحياة. وكان يتمنى أن
يتم رحيله يوم عيد انتقال العذراء الذي قرب موعده.
فاستجابت البتول لطلبه. ففي الخامس عشر من آب رحل من هذه الدنيا فرحا ليحيا في الأخدار السماوية بظِلّ تلك التي أحبّها طيلة حياته.
ليت حبنا لمريم العذراء يبلغ مثل هذه الدرجة من الورع والثقة».
«القديسة مريم هي سلطانة السلام: الكنيسة تصلي لها من أجل هذا الدعاء. لذلك، عندما يخضّ الإضطراب روحك، أو مكان عملك أو عائلتك، أو حتى الحياة الإجتماعية، والعلاقات بين الشعوب، لا تتوقف عن مناداتها بهذا العنوان: “يا سلطانة السلام، صلي لأجلنا”».
«افتحي لنا باب التحنن، يا والدة الله المباركة، لاننا باتكالنا عليك ما نخيب.
بك نخلص من كل المحن، لأنك أنت خلاص جنس المسيحيين.
ارحمنا يارب ارحمنا، لأننا عليك اتّكلنا، فلا تسخط علينا ولا تذكر آثامنا.
لكن خلصنا من أعدائنا، لأنك أنت هو إلهنا ونحن شعبك، وكلنا صنعة يديك وباسمك ندعى. آمين».