شهر مع العذراء مريم

شهر مع العذراء مريم – اليوم الخامس

شهر مع العذراء مريم – اليوم الخامس

مريم، أنت مثال النقاء، ساعدينا على أن ننقّي ونصفّي عيوننا.
إجعلينا أن نترنّم بك بالشعر والألحان.
نريد الشفافية، فعلّمينا أن نُصعد قلوبنا بالتسبيح والإكرام إلى عرش الثالوث الأقدس.

«إنَّ العوسجة التي رآها موسى على جبل سينا ترمز إليك أيتها العذراء القديسة، فالعوسجة تمثل جسدك المقدس، وأوراقها التي لم تحترق ترمز إلى بتوليتك والنار التي في العوسجة ترمز إلى اللـه الذي حلَّ فيكِ».

رسالة العذراء في 18 آذار 1995 في مديوغوريه

«أولادي الأحبة، منذ سنين عديدة، وأنا أعلّمكم كأمّ الإيمان ومحبّة الله. ولم تظهروا عرفانًا للجميل للآب ولم تمجّدوه. لقد أصبحتم فارغين، وأصبح قلبكم قاسيًا ومن دون محبّة تجاه آلام قريبكم. إنني أعلّمكم المحبة وأظهر لكم أنّ الآب الحبيب أحبّكم ولكنكم لم تبادلوه المحبة. لقد ضحّى بابنه لخلاصكم، يا أولادي. ولطالما أنتم لا تحبّون، لن تعرفوا محبة الآب. لن تتعرّفوا إليه لأنّ الله محبّة.
أحبوا ولا تخافوا، أولادي، لأنّه ما من خوف في المحبة. إن كانت قلوبكم منفتحة على الآب وهي مليئة بالمحبة تجاهه، إذًا لمَ الخوف؟ من يخافون هم الذين لا يحبون لأنهم ينتظرون العقاب ولأنهم يدركون مدى فراغهم وقساوتهم. أولادي، إنني أقودكم إلى المحبة، إلى الآب الحبيب. إنني أقودكم إلى الحياة الأبدية. الحياة الأبدية هي ابني. احصلوا عليه وهكذا تكونوا قد حصلتم على المحبة».

القدّيس برنردس

«مريم! إذا تبعتها لا تتيه، وإذا دعوتها لا تيأس. وإذا تأمّلتها لا تضلّ، وإذا أسندَتك لا تعثر. وإذا حمَتك لا تخاف، وإذا أرشدَتك لا تتعب. وإذا نلت لديها حظوة بلغتَ الميناء».
«تأمل يا إنسان الرسم الإلهي، الذي قد صنعه الله، ليوزع علينا بواسطة مريم رحمته بأكثر سخاءٍ وبأوفر طلاقةٍ، لأنه اذ أراد أن يفدي الجنس البشري، فقد وضع قيمة الفداء كلها في يد مريم لكي توزعه هي حسبما تشاء وتحب». 

مريم مرعبة الشياطين

لقد كان للقدّيس دومينيك قريبٌ يُدعى بيريز أو بيدرو، يعيش عيشةً مُنحلَّة أخلاقيّاً. فعندما سمع أنّ قريبه كان يكرز عن عجائب الورديّة، وعَلِمَ أنّ أشخاصاً عديدين قد تابوا وأصلحوا سيرة حياتهم بواسطها، قال: “كنت قد استسلمت وفقدت كلّ رجاءٍ في خلاصي، ولكن الآن ها قد بدأتُ آخُذ بعضَ الروح وأتشجّع من جديد. يجب أن أستمع حقّاً إلى رجل الله هذا”.

فأتى إذاً في أحد الأيام إلى إحدى عظات القدّيس دومينيك. وعندما شاهده القدّيس، ضاعف حرارة هجومه على الخطيئة بمزيدٍ من الغيرة وبشكل لم يفعله أبداً مِن قَبل، وتضرَّعَ إلى الله من أعماق قلبه لكي ينير قريبه ويجعله يرى في أيّةِ حالةٍ مُزريةٍ بائسة  روحُهُ موجودة.

في البداية، ذُعِرَ السيّد بيريز بعض الشي، لكنّه كان لا يزال غيرَ مُصَمِّمٍ على تغيير طرقه؛ لقد عاد مرّة أخرى لسماع عظة القدّيس، الذي إذ رأى أنّ قلباً متصلِّباً كقلبه لن يتأثَّر إلاّ بشيءٍ عجيبٍ يفوق المعتاد، صرخ بصوتٍ مرتفع: “أيّها الربّ يسوع، هَب أن يعاين هذا الجمع كلّه حالة هذا الرجُل الذي دخل لتوّه إلى بيتكَ”.

عندئذٍ شاهد الشعب كلّه السيّد بيريز مُحاطاً بفرقة من الشياطين على شكل حيوناتٍ مخيفة، كانت تمسكه بسلاسل عظيمة من حديد. فهرب الناس في كلّ الإتّجاهات وهُم في حالة رعبٍ قصوى، فصار هو أكثر ذُعراً لرؤيته كيف هرب منه الجميع، فخاطبهم القدّيس دومينيك طالباً منهم بأن يقفوا ساكنين وقال لقريبه:

“أيّها الرجل التعيس، إعترف بالوضع المُذري البائس الذي أنت فيه وارتمي عند قدمَي سيّدتنا مريم العذراء. خُذ مسبحة الورديّة هذه، واتلوها بتعبُّدٍ وبأسى وحزنٍ حقيقيَّين على جميع خطاياك، ووطِّد العزم على إصلاح سيرة حياتكَ”.

فركع السيّد بيريز على رجليه وصلّى الورديّة؛ عندئذٍ شعر برغبةٍ بأن يعترف، وفعل ذلك بندامة قلبٍ صادقة. لقد أمره القدّيس بتلاوة الورديّة كلّ يوم؛ فوعد بالتنفيذ ودوَّنَ إسمه في سجلّ الأخويّة.

وعندما غادر الكنيسة لم يَعُد وجهه مِن بعد مُرعباً للناظرين ولكن مُشِعّاً كوجه ملاك. ومن بعدها ثابر بثبات على التعبُّد للورديّة، وعاش حياةً مُنَظَّمَة بشكل جيّد، وحَظِيَ بميتةٍ صالحةٍ وسعيدة.

أمّنا متسامية بين الناس، فوقنا ومعنا وفينا. هذه هي مريم، الحوّاء الجديدة التي أبادت بثمرتها خطيئة حوّاء القديمة.

 أيّها الروح القدس، هَبني كلّ هذه النِّعم واغرس في قلبي مريم المحبوبة، شجرة الحياة الحقيقيّة، وغذِّها واعتنِ بها، لكي تنمو وتُورِقَ وتُزْهِر، فتُثمر ثمرة الحياة الوافِرة. أعطني نعمة التّكريم السّامي والحبّ العظيم لِعروسكَ الإلهيّة. امنحني اتّكالًا قويًا على رَحمتها وحَنانها، وعودةً مُتواصلة الى كَنَف أمومتها، حتّى تُكوِّن فيّي يسوع المسيح روحيًا، كما كوَّنْتَهُ جسديًا في أحشائها، فأستطيع البلوغَ الى مِلء قَامته. آمين.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق