شهر مع العذراء مريم

شهر مع العذراء مريم – اليوم الثامن والعشرون

شهر مع العذراء مريم – اليوم الثامن والعشرون

«يا مريم البتول الطوباوية، كيف يمكننا نحن غير المستحقين، أن نفيك حقك بالشكر والإكرام لكونك أنقذت العالم الغارق بالخطيئة بموافقتك الكاملة على المساهمة في مخطط الله، اقبلي امتناننا، واستمدي لنا بصلواتك الصفح عن خطايانا، احملي صلواتنا إلى قدس السماء واجعليها قادرة على منحنا السلام مع الله. آمين».

«فَقالَت مَريَمُ لِلمَلاك: «كَيفَ يَكونُ هذا وَلا أَعرِفُ رَجُلاً؟» فأَجابَها الـمَلاك: «إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلَكِ، لِذلِكَ يَكونُ الـمَولودُ قُدُّوساً وَابنَ اللهِ يُدعى. وها إِنَّ نَسيبَتَكِ أَليصابات قد حَبِلَت هي أَيضاً بِابنٍ في شَيخوخَتِها، وهذا هو الشَّهرُ السَّادِسُ لِتِلكَ الَّتي كانَت تُدعى عاقِراً. فما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله».
فَقالَت مَريَم: «أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ». وَانصرَفَ الـمَلاكُ مِن عِندِها».

في رسائلها في مديوغوريه

«أولادي الأحبة،
فيما أنظر إليكم أنتم الذين تحبُّون ابني، يمتلئ قلبي حنانًا. أباركُكم ببَرَكة أموميّة. وبالبَرَكة الأموميّة، أباركُ أيضًا رعاتَكم: أنتم الذين تتفوَّهون بكلماتِ ابني، أنتم الذين تبارِكون بيديه وتحبُّونه كثيرًا لدرجة أنّكم مستعدُّون للقيام بأيِّ تضحية من أجلِه بفرح. أنتم تتبعونه، هو الذي كان الراعي الأوَّل، والمبشِّر الأوَّل.

أولادي، يا رُسُلَ حبِّي، أن تعيشوا وأن تعملوا من أجل الآخرين، من أجل جميع الذين تحبُّونهم من خلال ابني، لَهُوَ فرحُ الحياة على الأرض وراحتُها. إذا كان ملكوتُ الله في قلوبِكم من خلال الصلاةِ والحبِّ والتضحية، فحينها تكون حياتُكم سعيدة ومُشرِقة. بين الذين يحبُّون ابني ويحبُّون بعضُهم بعضًا من خلاله، لا تكونُ الكلماتُ ضروريّة. فنظرةٌ تكفي لتُسمَع الكلماتُ التي لم تُلفَظ والمشاعرُ التي لم تُعلَن. هناك حيث يسودُ الحبُّ، لا يعودُ للوقتِ أهميّة. نحن معكم.

ابني يعرفُكم ويحبُّكم. الحبُّ هو الذي يأتي بكم إليَّ ومن خلال هذا الحبّ سآتي إليكم وسأحدِّثُكم بأعمال الخلاص. أرغب أن يتحلَّى جميع أولادي بالإيمان وأن يشعروا بحبِّي الأمومي الذي يقودهم إلى يسوع. لذلك، أنتم يا أولادي، أينما ذهبتم، أَشِعّوا بالحبِّ والإيمانِ كما رُسُل الحبّ. أشكرُكم».

جان كلود رينار

«أيتها المرأة المصلوبة مع ابنها الميت، أيتها المرأة التي احتفظ كل حبّها بِسِمة الجراح والقبر
أيتها الأمّ التي ما زالت تموت بموت ابنها، لكي تنبت الحياة مجدّداً من الموت
وكي يولد الصيف من الثلج، والنار من الليل، والتي فيها ينبعث الجسد باستمرار، الى حياة جديدة
فكلما وورِيَ يسوع الثرى ثانيةً بسبب إدانة العالم له، وبسبب إغفاله له وحدها قداستك ما برحت تربط الإنسان بالآب
وتربط العالم الآخر بعالمنا الأرضي
».

سيدة العجائب

«يوم السبت الواقع في السادس عشر من شهر تشرين الاول عام 1897 جرى في مدينة افينيوني (Avignonet)، التي تؤوي كنيسة مكرّسة للعذراء سيدة العجائب، حادث مذهل، بقدر ما هو مريع. فقد كان قطاران، احدهما سريع، يسيران خطأ في اتجاه معاكس على سكة واحدة، فتصادما على مقربة من محطة تلك المدينة.
وكان الاصتدام مروعاً. شديد العنف، مزلزلاً. تراكض اهل المدينة الى مسرح الحادث، وذهلوا لرؤية اكوام المقطورات التي تراكب بعضها فوق بعض، حتى بلغت ارتفاعاً شاهقاً وقد بُعج بعضها، واصبح معظمها محدّباً ممزقاً، وخردة شوهاء. وقد التوت الابواب، وتحطمت النوافذ. ذلك المشهد المروع كان يوحي بأن جميع الركاب قد لاقوا حتفهم، ولم يخرج احد منهم حيّاَ.

لقد كان مثل هذا المصير محتوماً لولا حماية العذراء، سيدة المعجزات، وشفيعة تلك المدينة. وقد اجمع الركاب على الاقرار بانهم نعموا بحماية سماوية. واعترف جهاراً طبيب ماهر ذو مكانة مرموقة: “لم اكن اومن بالعجائب، ولكنني في هذا المساء شهدت بأم عيني معجزة، فمن وجهة نظر بشرية، كان علينا ان نُسحق جميعنا”.

بات الجميع الان يعرف ما الذي جرى في تلك الساعة الرهيبة. فقد كانت سيدة على رصيف المحطة، ورأت القطارين يسيران مسرعين احدهما بإتجاه الآخر، وتبيّنت حتمية صدامهما، فالتفتت في الحال صوب الكنيسة المواجهة للمحطة، منتحبة وبسطت ذراعيها على شكل صليب وهتفت مفعمة ثقة: “يا سيدة العجائب، انقذيهم جميعاً انقذيهم جميعاً!”

وقد مس هذا النداء الملهوف شغاف قلب أم الله، فأنقذت جميع الركاب، وبذلك برّرت اللقب الذي اضفاه عليها اجداد تلك المدينة، وفي الآن عينه علّمتنا، ان التماسنا غوثها يلقى دائماً استجابة.
وان استغاثتنا بقدرتها وعطفها تؤتي دائماً ثماراً وفيرة .
انه يطيب للعذراء ان تُظهر كل يوم لمكرّميها معجزات رأفتها وقدرتها!».

«كم جميل أن يكون لنا أم كاملة مثلك يا مريم تعلمنا دائما القيم والفضائل وتقوّم كل اعوجاجاتنا وتحثّنا على الصلاة والخضوع الدائم لمشيئة الله الذي يريد أن يمنحنا أفضل ما لديه على الدوام».

«أيتها القديسة مريم، يا ام الله، احفظي فيَّ قلب طفل، نقياً صافياً كالينبوع، استمدّي لي قلباً بريئاً، لاتراوده الاحزان.
قلباً سخياً في البذل، شفوقاً في المؤاساة. قلباً اميناً شهماً، لا يغفل عن فضل، ولا يتسع لحقد.
قلباً وديعاً متواضعاً، يفرح ان يفني في قلب آخر، امام ابنك الإلهي.
قلباً مستعراً غيرة على مجد المسيح يسوع، جريحاً بحبه، لا يبرأ جرحه الا في السماء. وليكن يومي مكرساً لتمجيدكم. آمين».

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. اعزائنا

    مواضيعكم جميعها ممتازة جدا ولكن طريقة نشركم للمواضيع غير دقيقة
    ألموضوع ألذي تنشروه يجب ان تتاكدو بان الموضوع هذا بالامكان استنساخه ونشره حتى ألملايين يشاهدونه ويقرأونه
    لقد كتبنا لكم سابقة ..ما ألفائدة من ارسال موضوع مقفل ليس بالامكان استنساخه !! فكافة ألمواضيع ألمقفلة للاسف كلها تهمل ولا فائدة منها فقط لكم انتم نقراونها ونحن للاسف وقتنا جدا ضيق ولا نستطيع ان نقراها لعدم توفر الوقت حيث نقرأ فقط ألعنوان.

    الان نحن في ألشهر المريمي
    انتم ترسلون مواضيعكم شهر مع مريم أليوم …الخ
    وصلوات اليوم لها عناوين مهمة جدا جدا وللاسف قفلتموها !!! لماذا؟
    حتى الصلوات في الشهر ألمريمي تقفلون عناوينها ؟؟؟!! هذا جدا غلط وغلط كبير
    فيرجى الانتباه في النشر خاصة لهذا اشهر المبارك الشهر المريمي
    النشر يجب ان يكون دقيق ومفيد وليس بصورة فوضوية مع الاسف!

    نتمنى لكم ألتوفيق في ألعمل ألصحيح ألمفيد للبشرية كلها وليس لكم فقط .

    تقبلو تحياتنا

    سللأم و نعمة

    ألشماس ألمقدس المهندس طلال عنائي
    الدنمارك

    1. اخي طلال كل الصلوات مفتوحة للنشر ومن ضمنها شهر مع مريم. المواضيع المقفلة هي ثمرة تعب وترجمة خاصة ونحن نحافظ عليها حتى لا يتضرر موقعنا عندما تقوم مواقع أخرى بنسخ مقالاتنا. بعد فترة نعود ونفتح المقالات بعد أن يكون قد مرّ بعض الوقت. أما الصلوات فكلها قابلة للنسخ

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق