شهر مع العذراء مريم – اليوم الثالث عشر
شهر مع العذراء مريم – اليوم الثالث عشر
«يا مريم، حقًّا إنّ الله معكِ، لأنه جعل كل خليقة مدينة لكِ، ومتوافقة معه. أيتها الأمّ الطيّبة، أتوسّل إليكِ، بحقّ الحبّ الذي تحبّين به ابنك، ومثلما تحبّينه وتريدينه أن يُحبّ، أعطيني أن أحبّه أنا أيضًا. آمين».
«وبارَكَهما سِمعان، ثُمَّ قالَ لِمَريَمَ أُمِّه: «ها إِنَّه جُعِلَ لِسقُوطِ كَثيرٍ مِنَ النَّاس وقِيامِ كَثيرٍ مِنهُم في إِسرائيل وآيَةً مُعَرَّضةً لِلرَّفْض. وأَنتِ سيَنفُذُ سَيفٌ في نَفْسِكِ لِتَنكَشِفَ الأَفكارُ عَن قُلوبٍ كثيرة».
رسائلها للكاهن دون غوبّي
«اهربوا من الخطيئة المميتة و إنها الشر الأكبر، افحصوا ضميركم كل يوم، دعوا الروح يقودكم بطواعية. عودوا إلى عادة الاعتراف المتواتر المفيدة جداً. أهربوا أيضاً من فرص الخطيئة السهلة. وضمن هذا الهدف أطلب منكم إقفال العيون والأذان عن التلفزيون والسينما، لتحفظوا نفسكم في نور الطهارة والنعمة.
إذا راعيتم هذا الصوم الذي أطلبه منكم، تبنون من حولكم حاجزاً قويا ضد انتشار الشر والخطيئة، وتقدمون للرب ذبيحة تضحية وتعويضاً، للحصول على عودة الكثيرين من أبنائي الخطأة المساكين إليه».
القدّيس سفرونيوس الأورشلمي
«لم يكن أحد مغبوطًا نظيرك، ولم يُوهب أحد ملء القداسة مثلك. لم يُرقَّ أحد كما رُقّيتِ إلى ذرى العظمة. ولم يُزوّد أحد، مثلك، بالنعمة المُطهِّرة والمقدّسة. لم يتألّق أحد مثلما تألّقتِ بأنوار السماء، ولم يُرفع أحد، مثلك، فوق كلّ علوّ…
«وهذا عدل، إذ لم يقترب أحد من الله مثلما اقتربتِ. إنّ خالق الأشياء كلّها وسيّدها، لم يكتفِ بأن جعل منكِ هيكله، ولكنّه استمدّ جسده من جسده. وأنتِ حملته في أحشائك، وولدته ولادة تستعصي على الوصف».
أيقونة العذراء الأورشليمية العجائبية
كانت الراهبة تتياني رسامة الأيقونات تتنسّك في دير القديسة مريم المجدلية والموجود مقابلة مع سفح جبل الزيتون، شاهدت في إحدى الليالي الرؤيا التالية:
رأت بأن راهبة غريبة زارتها في قلايتها (غرفتها) قائلة لها:
«أيتها الأخت، أنا قد أتيت من أجل أن ترسميني».
فأجابتها الراهبة تتياني:
«سامحيني أيتها الأخت فأنا أرسم الأيقونات ولا أرسم أشخاص».
فقالت لها الزائرة: «طالما هكذا ارسمي أيقونتي».
فانذهلت تتياني من شجاعة الزائرة مجيبة إياها: «ليس عندي خشب كي أرسمك».
حينئذ أعطتها الزائرة خشبة الرسم قائلة لها: «ارسمي».
لكن الراهبة تتياني شاهدت ملابس الزائرة تصبح ذهبية وأصبح وجهها يضيء كثيراً، وسمعتها تقول لها: «آه يا تتياني المغبوطة، أنت سترسمي أيقونتي مرة أخرى بعد القديس الرسول والبشير لوقا».
فشعرت تتياني بأنها قد رسمت أيقونة العذراء! فاضطربت واستيقظت وأسرعت للحال إلى الرئيسة وقصت عليها الرؤيا.
لكن الرئيسة لم تصدقها وقالت لها بأن تذهب وتنام وفي اليوم التالي أن ترسم أيقونة للعذراء. ولكن لما عادت من عند الرئيسة رأت بأنه كان يخرج من القلاية نور ورائحة زكية، ولما دخلت القلاية شاهدت الأعجوبة المذهلة بأن أيقونة العذراء المقدسة والتي شاهدتها في الرؤيا كانت حقيقة موجودة وغير مصنوعة بيد.
وبعد هذا حضرت والدة الإله مرة أخرى إلى الراهبة قائلة لها:
«أنزلوني أسفل إلى بيتي في الجسمانية».، وهكذا تم.
ومن ذلك الحين وأيقونة العذراء المقدسة غير المصنوعة بيد (الأورشليمية) موجودة في المزار المقدس لقبر والدة الإله في الجمسانية وتصنع العجائب.
«عند عتبة العهد الجديد، كما عند مدخل العهد القديم، انتصب زوجان. ولكن فيما كان ثنائي آدم وحوّاء منبع كل الشرّ الذي تدفّق على العالم، كان ثنائي يوسف ومريم القمّة التي فاضت منها القداسة على الأرض. لقد استهلّ المخلّص عمل الخلاص بهذه الوحدة البتولية والمقدّسة حيث تجلّت إرادته الكليّة القدرة بتطهير الأسرة وتقديسها. فالأسرة هي محراب الحبّ، ومهد الحياة».
«أيّها الآب السماوي، لقد كانت العذراء مريم بريئة من كلّ خطيئة لتحمل ابنك في أحشائها، وعندما انتهت حياتها على الأرض، منحتها جسداً ممجداً و رفعتها فوراً إلى السماء.
أسألها أن تصلّي من أجلي كي أتقبل حالتي الجسدية و أقدّر الجسد الذي وهبتني إياه فيما أقاوم شهوات الجسد.
لا تدعني أدمر هيكل الروح القدس هذا بالكسل، بالعادات المؤذية، بالإدمان، و بعدم الطهارة فيكون جسدي في ساعة موتي على أفضل استعداد لينال مكافأته السماوية.
يا قديسة مريم، صلّي لأجلي الآن و في ساعة موتي. آمين».