شهر مع العذراء مريم

شهر مع العذراء مريم – اليوم التاسع والعشرون

شهر مع العذراء مريم – اليوم التاسع والعشرون

«يا والدة الإله الممتلئة نعمة، المذهلة، ملكة الكل، لستُ أهلاً لتدخلي تحت سقف بيتي، لكن بما أنك والدة الإله الرحيم تفوهي بالكلمة لتبرأ نفسي ويتشدد جسدي الواهن، وبما أن لكِ القدرة التي لا تقهر قولاً وفعلاً يا ملكة الكل، تضرعي من أجلي وأحرزي لي النصر، لأمجد اسمكِ الفائق التمجيد دوماً، الآن وكل آن وإلى الدهور التي لا نهاية لها. آمين».

«وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ».

في إرشاداتها لماريا داغريدا

«يا ابنتي، ما أقل المسيحيين الذين يحزنون معي ويعزّون ابني في متاعبه! إنّ قلّة الإحساس هذه ستملؤهم خزيًا يوم الدينونة. واعلمي أنّ ابني وأنا ننظر برأفة خاصة إلى الذين يتألّمون معنا بسبب هلاك الكثير من لنفوس.

اليوم فقد صارت المشورات الإنجيلية منسيّة، والوصايا منتهكة والرحمة تكاد تصبح خافتة. فعلى مثالي، مارسي أعمال الفضائل المعاكسة للخطايا المرتكبة من الغير. وهكذا اكفّر عن الشتائم بالتسابيح. وتعلّمي أيضًا من سقطة بطرس أن تتجنّبي الأخطار التي تعترض المخلوقات. وابكي مثله خطايا ضعفك وكفّري عنها بصبر هادئ وفرح في المعاكسات كما في الأوجاع والأمراض وشتائم البشر ومضايقات التجارب.

ومن أجل تشجيعك على ذلك تأمّلي الصبر غير المقهور والوداعة غير المتزعزعة والهدوء الصامت التي بواسطتها تحمّل ابني تصرّفات جلّاديه البرابرة».

القدّيس ألفونس دي ليغوري

«لو جمعنا، معًا، حب جميع الأمهات لأبنائهن، وجميع الأزواج لزوجاتهنّ، وحب جميع القديسين والملائكة لمن هم تحت
حمايتهم، لما ساوت جميع ضروب الحبّ هذه مجتمعة، حبّ مريم لنفي واحدة. وما حنان جميع الأمّهات حيال أبنائهن سوى خيال لما توليه مريم من حنان لكل منا
».

العذراء تنقذ متعبّدة لها من القتل

«في برشلونة كانت امرأة شابة منضمة الى اخوية الوردية تتلو يومياً صلاتها بتقوى، وتطلب بشكل خاص من العذراء ان تخلصها من كل خطر. فقد كان زوجها عنيفا، كثير الشكوك والغيرة، يتهمها من دون اي سبب بعدم الامانة.

انتهى به الاقتناع بأن امرأته مذنبة، فقرر غاضبا في ليلة، ان يقتلها منتقمًا. فأخذ السكين ودفعها على الارض وتحضّر ليطعنها بعنف. اما هي ففي قلب قلقها واضطرابها، لم تنس ان تستغيث بسيدة الوردية التي تتعبد لها، طالبة منها ان تُظهر له براءتها.

رفع الزوج السكين وبدأ يطعن امرأته من دون ان يكترث للعواقب، فيا للدهشة، الحديد الذي اخترق ملابسها ولمس جسدها، قد التوى على نفسه كشمع ليّن، ثم ضربه على صدره، جارحًا اياه جرحًا طفيفًا.
لمست هذه الاعجوبة قلبه فذرف الدموع، وطلب السماح من زوجته على شكوكه الظالمة وعنفه. في اليوم التالي اسرع بالمجيء الى مذبح الاخوة المبشرين بالوردية، وشكر العذراء على عنايتها بزوجته. ثم انضم الى الاخوية واصبح من اكثر اعضائها تقوى.

هذا الحدث تم في حزيران 1550. السكين الملتوي قد عُلِّق على حائط الكنيسة تذكارا للأعجوبة».

«فلنرفع افكارنا الى مريم في ساعات ضعفنا لتمدنا بالقوة لنتغلب على التجارب، واذا اخطأنا فلنلتجئ إليها لتهبنا نعمة التوبة فنعود إلى الله أبينا ونحيا حياة لائقة باسم أبناء مريم».

«أيها الربّ يسوع، يا ابن ألآب، أفض الآن روحك على الأرض، وأسكن الروح القدس في قلوب جميع الشعوب، ليُحفظوا من الفساد ومن الحرب ومن الآفات، ولتكن سيدة جميع الشعوب، وهي مريم، محامية لنا، آمين».

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق