شهر مع أصدقائنا الأنفس المطهرية

شهر مع أصدقائنا الأنفس المطهرية – اليوم الثالث

شهر مع أصدقائنا الأنفس المطهرية

اليوم الثالث – كلمة الله وتعليم الكنيسة

كلمة الله

إنّ الإيمان بوجود المطهر ليس أمرًا ذاتيًّا عند المؤمن، يقبله أو يرفضه ساعة يشاء، إنّما هو عقيدة إيمانيّة ثابتة في التعاليم المسيحيّة الكاثوليكيّة والتي يجب تعليمها تحت طائلة الحرم الكنسيّ (Anathème). أن نصلّي من أجل الأنفس المطهريّة هي فكرة مقدّسة لسلام هذه الأنفس بحسب العهد القديم، بهدف تطهيرها من الخطايا.

لقد اعتنق اليهود هذه الفكرة وطبّقوها في طقوسهم بأن أقاموا لها صلاة خاصّة قرب البيت، وقبل الطعام، يقدّم هذه الصلاة من أجل خلاص نفوس الموتى.

وكان السيّد المسيح، نفسه، يعلّم: “اصطلح مع خصمك فيما يتوجّب عليك تجاهه، طالما أنت في هذا العالم. لأنّه سيضعك، عند موتك، بين يدي القاضي العادل الذي يسلّمك إلى سجّانه، راميًا إيّاك في سجن لا تخرج منه، حتّى تكفّر عن آخر فلس عليك”. ? وكما يقول القدّيس أغسطين:

هذا الخصم هو الله نفسه عدوّ الخطيئة بلا هوادة. والقاضي العادل هو المسيح، كما جاء في الكتب، قاضي الأحياء والأموات. وأخيرًا هذا السجن القاسي هو المطهر، حيث لا يمكن الخروج منه إلاّ بعد إرضاء العدل الإلهيّ وجلوّ كلّ الظلمات التي تحيط بنا.

لم يكتفِ السيّد المسيح بحفر ذكرى المطهر في قلوبنا، إنّما أعطانا المثال عندما نزل إلى لجج المطهر، يوم موته على الصليب، وأعاد معه بفرح السماء العظيم، التي فتحت أبوابها إلى الأبد، الأرواح المنتظرة بأمل، منذ سقوط آدم وإغلاق أبواب الجنّة.

يا ربّ، إنّي أؤمن بالمطهر وأقدّس عدالة أحكامك مهما كانت قاسية.

تعليم الكنيسة

لقد جاءت تعاليم الكنيسة، بحسب مجمع “ترانت”، واضحة حيث اعتبرت: “محرومٌ كلّ من يؤكّد، بعد حصوله نعمة الغفران، أن كلّ خاطئ ينال غفران الخطايا ويعفى من القصاص الأبدي، ولا يعود عليه دَيْنٌ زمنيّ في هذا العالم أو في العالم الآخر، أي في المطهر، قبل أن يُفتح ملكوت السماوات… كلّ علماء العقيدة يونانيّين ولاتين، كلّ الشعوب القديمة والحديثة أعلنت الإيمان بهذه العقيدة.

انطلاقًا من هذا الإيمان، تقوم الكنيسة، كأمّ حنون رحوم، بالصلاة يوميًّا خلال القدّاس من أجل راحة الأنفس المطهريّة. كما تطلب إلى أبنائها تقديم صلواتهم، وتضحياتهم، وآلامهم وقداديسهم إلى الله تعالى، من أجل خلاص إخوانهم الأموات، كما تدعو المسيحيّة جمعاء إلى إقامة ذكرى الأموات المؤمنين من أجل خلاصهم.

لنا العزاء بمعرفتنا أنّ الكنيسة، بعد موتنا، ستصلّي من أجلنا. ستدعو جميع المؤمنين إلى الصلاة لله تعالى من أجل خلاصنا. وهي لن تكفّ عن الصلاة حتّى تدخلنا جسد الكنيسة المنتصرة. إنّ كنيستنا الكاثوليكيّة هي بمثابة أمّ طيّبة تقدّر ضعف أبنائها.

مثال

يهوذا المكابي، هذا الرجل المفعم بالإيمان، والذي أوكل الله إليه، الدفاع عن شعب إسرائيل وشريعته، عن أورشليم ومعبدها، حقّق انتصارًا كبيرًا على أعداء الله ووطنه. وكان أوّل عمل له، حينها، أن لوى ركبته تمجيدًا لربّ الجنود. وعندما وقف، شاهد من حوله جثث رفاقه في السلاح مدفونة بانتصارها. خالج يهوذا احترامٌ عميق لجثث هؤلاء الأبطال، فجمعهم بعناية ودفنهم في مقابر آبائهم. ومفكّرًا بأرواح شهداء الدين والوطن. جمع إثني عشر ألف قطعة من الفضّة وأرسلها إلى أورشليم طلبًا لغفران خطاياهم. وذلك لاعتقاده بحكمة وإيمان، بالقيامة معتبرًا أنّ الذين ماتوا في الإيمان لهم أجرٌ كبير.

هذا ما حدث منذ أكثر من ألفي سنة مؤكّدًا كلّ الأمور العظيمة والمؤثّرة. لقد ردّد روح الله، على لسان المؤرّخ القدّيس: “إنّها لفكرة مقدّسة ومفيدة الصلاة من أجل الموتى بهدف خلاصهم من الخطيئة”.

لنصلِّ:يا ربّ، كابنٍ مطيع في كنيستك، أؤمن إيمانًا صارمًا بوجود المطهر. أؤمن به لأنّك أنت أعلنت عنه بواسطة روحك القدّوس.

ولأنّ قدّيسيك وعلماءك يعلمون ذلك. زدْ إيماني لتعظم محبّتي تجاه الأنفس الأسيرة، يا يسوع كن لهم العون، وادعُ أيّها السيّد أبناءك وأخوتنا إلى الراحة الأبديّة، ولينرهم النور الأبديّ الذي لا يخبو! لتسترح أنفسهم بسلام!

الصلوات اليومية : المسبحة الوردية – طلبة الموتى المؤمنين- قانون الإيمان- السلام عليك يا سلطانة- صلاة من أجل الأنفس المطهرية – صلاة من الأعماق (تجدها في اليوم الأول)

 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق