روح الدعابة والمرح عند البادري بيو ومعجزاته التي لم تخلو منها
روح الدعابة والمرح عند البادري بيو
على الرغم من معاناته الشديدة، كان لدى البادري بيو الكثير من الفرح في قلبه وقد شارك روح الدعابة والمرح مع إخوته الرهبان وأبنائه الروحيين.
لم يبخل البادري بيو بروح الدعابة حتى مع رؤسائه، وفقًا لما روى الأب بيليغرينو فونيسيلي: «في عام 1952 حصلنا على زيارة من النائب العام الأب أغاتانجيلو دا لانجاسكو ونحن في سان جيوفاني روتوندو قد سمعنا جملة قالها عنا لم نخبرها للبادري بيو:
«سأذهب هناك وأصلح تلك الأسرة المكونة من أربعة حمقى». قبل وصوله كنا نتساءل كيف يجب أن نرحب به. ضحك البادري بيو وأجاب: «ألم يقل أننا عائلة أغبياء؟ إذن سنرحب به كأحد أفراد العائلة».
في وقت سابق، عندما كان دير سان جيوفاني روتوندو صومعة يسكنها عدد قليل من الرهبان، ولكن شهرة البادري بيو كانت تنتشر في الأرجاء، قرع مزارع جرس البوابة وخرج البادري بيو ليفتح الباب. سأله المزارع: «هل الراهب الذي يعرف كل شيء هنا؟»
أجاب البادري بيو، دون أن ينزعج، بنعم ودعا الزائر لمتابعته. بعد أن عبروا ممر الدير، صعد الاثنان إلى الدرج وتوقفا عند الصومعة الأولى، وهي غرفة الأب باولينو دا كاساكالندا. قال البادري بيو: «أيها الأب جورديانو، هنا رجل يريد التحدث إلى الراهب الذي يعرف كل شيء. اجعله راضيًا». وسرعان ما نزل إلى القاعة للاستمتاع بالعرض.
حتى الأحداث المذهلة التي كان بطلها القدّيس، اتّخذت أحيانًا جوانب فكاهية. في أحد الأيام، اشترى موديستينو دا بيترلسينا بعض الهدايا التذكارية الدينية ليوزعها على الأصدقاء، بالإضافة إلى زجاجة من النبيذ اشتراها لنفسه. عند عودته إلى الدير، ذهب إلى البادري بيو ليبارك هذه الأشياء وطلب منه أن يبارك أيضًا زجاجة النبيذ.
أجاب البادري بيو طلبه، ثم، وبدعابة لطيفة، أضاف: «حسنًا، لقد فعلت أول معجزة هذا الصباح». فطلب منه الأخ موديستينو أن يشرح، فأجاب البادري بيو: «لقد جعلت محتويات هذه الزجاجة تصبح نبيذًا». فأكّد له الأخ موديستينو أن هذا كان نبيذًا بالفعل، لكن القدّيس رمقه بنظرة إشفاق. في وقت لاحق فقط اكتشف الأخ موديستينو أن تاجر الخمر لم يصنع النبيذ من العنب، ولكن استخدم ما يسمى “المجلدات”، وحتى هي كنت ذات جودة رديئة!
في مناسبة أخرى، قام موظف كازا سولييفو الذي كان يحضر المراسلات كل يوم إلى البادري بيو ليباركها، قام بملء تذكرة لوتو كرة القدم، وأغلقها في مغلّف، ووضعها مع الآخرين. «أبتِ» – قال – «باركهم جميعًا»، لكن البادري بيو ، نظر إليه كعارف بالحيلة، وأجاب: «نعم، كلهم، باستثناء واحد».
أراد السيد تونيلي من بولونيا، إرسال بعض البطاقات البريدية من سان جيوفاني روتوندو إلى الأشخاص الذين لا يعرف عنوانهم الدقيق. سأل بادري بيو: «أين تعيش السيدة ج؟” . فأعطاه البادري بيو اسم الشارع والرقم والمكان. ثم تابع: «وماذا عن السيد م؟». وأعطاه أيضًا العنوان. في المرة الثالثة أجاب: «أؤمن أنه شارع كذا ورقم كذا..». عند البطاقة البريدية الرابعة، اعترض الأب بلطف وأجاب مازحًا: «لكن هل أصبحتُ دليل الهاتف؟»
قال المحاسب أدولفو أفاتاتيونستيد أنه عندما عاش في نابولي للدراسة، كان يذهب إلى سان جيوفاني روتوندو كلما استطاع. ذات مرة قال له البادري بيو: «يا بني، لا داعي للقلق بشأن القدوم إذا لم تستطع. فقط اذهب إلى الكنيسة حيث يكون القربان الأقدس وأرسل لي ملاكك الحارس».
في اليوم الذي كان عليه أن يخوض امتحان القانون الخاص، كان الشاب خائفاً للغاية. لذلك، في طريقه إلى الجامعة، دخل جميع الكنائس التي التقى بها على طول الطريق. عند الامتحان سار كل شيء بشكل جيد وسهل. عند عودته إلى سان جيوفاني روتوندو ليشكر البادري بيو، قال له الأخير: «أخبرتك أنه في أوقات الحاجة يمكنك أن ترسل لي الملاك الحارس. لكن يكفي أن ترسله لي مرة واحدة فقط!».
كان للبادري بيو أيضًا لحظات ممتعة بمساعدة أصدقائه الملائكة. في إحدى المرات، على الرغم من كونه متعبًا ومتألمًا، بقي الراهب الكبوشي يسمع الاعترافات حتى الساعة 11:30. في مرحلة معينة، رآه دون بيرينو غاليوني واقفاً على كرسي الاعتراف، ثم ارتفع فوقه مترين، ثم غلّفته سحابة، حتى اختفى تماماً.
بعد الظهر، في الحديقة سأله الأخوة: «أبتِ، أين انتهى بك هذا الصباح؟”. فضحك قائلًا: «بمجرد أن انتهيت من سماع الاعترافات وقفت، وشعرت بدوار شديد في رأسي، لدرجة أنني كنت خائف من السقوط على الأرض. فتوسلت إلى الملائكة أن يخرجوني من المأزق. فأسندوني، وجعلوني أسير على رؤوس الناس. كم هي صلبة هذه الرؤوس … أكثر صلابة من الصخر!».