أخبارمواضيع روحية

رعاتنا الأحبّاء، أين أنتم؟

أين صوت رعاتنا؟

نحن نعيش في أزمنة مضطربة. حاجتنا إلى التوجيه السليم أكبر من أي وقت مضى… وكذلك شعور الكثير من المؤمنين بالتخلي عنهم. يسأل الكثيرون أين صوت رعاتنا؟ نحن نعيش في إحدى أعظم الاختبارات الروحية الدراماتيكية في تاريخ الكنيسة، ومع ذلك، بقيت الرئاسة الروحية صامتة – وعندما نسمعها تتحدّث هذه الأيام، غالبًا ما نسمع صوت الحكومات بدلاً من صوت الرعاة الصالحين!

هؤلاء الرعاة الذين يتحدثون بصوت عالٍ، والذين يتعاملون مع “علامات الأزمنة”، غلبًا ما يتم إسكاتهم، مما يكشف عن تفاوت متزايد بين رجال الدين بشأن جسامة المخاطر التي نواجهها. معظمهم يعلمون بنبوءة العذراء سيدة أكيتا اليابان، المثبتة كنسيًّا:

إنّ عمل الشيطان سيتسلل حتى إلى الكنيسة بطريقة سيرى الناس من خلالها الكاردينالات يعارضون بعضهم البعض، وكذلك بالنسبة للأساقفة. الكهنة الذين يبجّلونني سيُحتقرون ويلقون المعارضة من قِبل زملائهم . ستتعرض الكنائس والمذابح للنهب، و ستمتلئ الكنيسة بأولئك الذين يقبلون التسوية المذلة وسيضغط الشيطان على العديد من الكهنة والنفوس المكرسة لكي تترك خدمة الله”.
السيدة العذراء للأخت أغنيس ساساغاوا، في 13 أكتوبر 1973

الوباء الروحي

دعت السيدة العذراء المؤمنين إلى “الصلاة من أجل الرعاة” على مدى عقود حتى الآن من خلال ظهوراتها المتعدّدة. يمكننا أخيرًا إدراك السبب: لا يوجد أحد في مرمى الإضطهاد أكثر من الأساقفة والكهنة الذين يواجهون قيودًا تفرضها الدولة على القدّاس. لا أعتقد أن أيًا منا يمكنه أن يفهم تمامًا مدى تعقيد الموقف والضغوط التي يواجهونها رعاتنا في هذه الساعة. من السهل أن ننتقد من بيو.

في الوقت عينه، لا يمكن للمرء أن يتجاهل الأفعال غير المفهومة لبعض الرعاة الذين أغلقوا الأبواب حرفيًا، وفي بعض الحالات، منعوا أي وصول إلى الأسرار – القربان المقدس والمعمودية والاعتراف وحتى المسحة الأخيرة. إنّ فكرة أن الحكومة تخبر الكنيسة بأن الأسرار المقدسة “غير ضرورية” هي فكرة بغيضة – ولكنها ليست مفاجئة؛ غير أن اتّفاق الأساقفة أساسًا بالتطبيق العملي لهذه الفكرة، هو أمر صاعق ومذهل .

إن الحرمان من الأسرار يهدد خلاص النفوس!

يُسمح للكثير من الأماكن التجارية أن تبقى أبوابها مفتوحة للمتسوّقين ونرى الناس يتزاحمون حول محطّات القطار والمطارات التي تُفتح وتُغلق باستمرار. وفي الجو تحلق الطائرات المليئة بالركاب مع أكثر من مائة مسافر يجلس الواحد على بعد قدمين من الآخر؛ يؤذن لهم بإزالة أقنعتهم أثناء تقديم وجبات الطعام في الهواء المعاد تدويره … بينما يُسمح للكنائس والكاتدرائيات الكبيرة التي تتسع لـ 1000 شخص بدخول عدة أشخاص، ربما 10 أو أقل في بعض الأماكن؛ كما يُحظر على المُصلّين إزالة أقنعتهم أو الترنيم، والبروتوكولات التي تدّعي “تتجاوز متطلبات الوقاية الصحية والقوانين المحلية” تُفرض بشكل غريب على روّاد الكنيسة وحدهم!


نعم، يخبرنا السياسيون أن الكنائس “موزّعة كبيرة” وتنشر الوباء. الحقيقة هي على العكس من ذلك، فإحدى الإحصاءات تشير إلى أنّ عدد الحالات المتعلقة بالكنائس لا يتجاوز 2٪، وهو أقل بكثير من معظم المؤسسات الأخرى. على سبيل المثال، تبلغ نسبة النوادي الليلية 5٪، والمطاعم 8٪، والميادين الرياضية 25٪. هذا يعني أنه من المحتمل أن يُصاب المرء بـ كوفيد 19 في ملهى ليلي مرتين أكثر من الكنيسة، ومعرّض للإصابة به في مركز رياضي 12 مرة أكثر من الكنيسة.

هل تخلّيتم عنّا؟

متى سيتّخذ الرعاة موقفًا ويصرون على أن لا يتم التمييز ضد رعيّتهم، وأن يسوع المسيح “ضروري”؟

أحد الأساقفة الشجعان أنتوني شنايدر، لم يتردد في توبيخ رفقائه الأساقفة. قال:

الحقيقة التي لا تُصدَّق هي أنه في خضم هذا الحظر العالمي للقداس الإلهي، حتى قبل أن تحظر الحكومة العبادة العامة، أصدر العديد من الأساقفة مراسيم لم يحظروا بموجبها الاحتفال العام بالقداس الإلهي فحسب، بل حظروا كذلك منح أي من الأسرار… كشف هؤلاء الأساقفة أنهم مشبعون بنزعة طبيعية، ليهتموا فقط بالحياة الزمنية والجسدية، متناسين مهمّتهم الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها وهي الاهتمام ورعاية الحياة الأبدية والروحية… لقد تصرفوا كرعاة مزيّفين، يبحثون عن منفعتهم الخاصة. — الأسقف أنطوني شنايدر ، 22 مايو 2020 ؛ catholiccitizens.org ؛ lifesitenews.com

كأنّ الأسقف شنايدر يردد صدى توبيخ النبي حزقيال:

هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِلرُّعاة: وَيلٌ لِرُعاةِ إِسْرائيلَ الَّذينَ يَرعَونَ أَنفُسَهم. أَلَيسَ على الرُّعاةِ أَن يَرعَوا الخِراف؟ .
إِنَّكم تَأكُلونَ الأَلْبانَ وتَلبَسونَ الصُّوفَ وتَذبَحونَ السَّمين، لكِنَّكم لا تَرعَونَ الخِراف.
الضِّعافُ لم تُقَوُّوها والمَريضةُ لم تُداوُوها والمَكْسورَةُ لم تَجبُروها والشَّارِدَةُ لم تردُّوها والضَّالَةُ لم تَبحَثوا عنها، وإِنَّما تَسَلَّطتُم علَيها بِقَسوَةٍ وقَهْر. .
فأَصبَحَت مُشتتَةً مِن غَيرِ راعٍ، وصارَت مَأكَلاً لِجَميعِ وُحوشِ الحُقولِ وهي مُشتتَة
لقد تاهَت خِرافي في جَميعِ الجِبالِ وعلى كُلِّ تلَةٍ عالِيَة ، وشُتِّتَت خِرافي على وَجهِ الأَرضِ كُلِّها، ولَيسَ مَن يَنشُدُ ولا مَن يَبحَث.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق