أخبارمختارات عالمية

رسالة مؤثّرة من طبيب الأمراض المعدية في ميلانو عن تجربة يعيشها اليوم الكثير من الأطبّاء

في خضم العيش والعمل وسط الألم، المآسي، والفوضى في المناطق الموبوءة، فإنّ الأطبّاء وعمّال الرعاية الصحية يختبرون أعمق الأفكار والمشاعر الروحية.

لا توجد مجموعة أخرى أقرب الآن إلى الستار الذي يفصل العالم المرئي عن العالم غير المرئي، وادي ظلال الموت، أكثر من العاملين في مجال الرعاية الصحية. بما أنهم يهتمون ويريحون المرضى الذين يعانون من فيروس الكورونا حول العالم ، فإنهم لا يقدمون لنا هدية تضحياتهم وخدماتهم فحسب، ولكن أيضًا في بعض الحالات، تأمّلات روحية القوية.

رسالة مؤثّرة من طبيب الأمراض المعدية في ميلانو عن تجربة يعيشها اليوم الكثير من الأطبّاء

كتب الطبيب أميديو كابيتي، خبير الأمراض المعدية ومستشار منظمة الصحة العالمية، هذا التأمل في صحيفة Il Foglio الإيطالية، في 18 مارس 2020، والذي أعيد نشره مؤخرًا في نشرة Communion & Liberation. شارك كابيتي، طبيب القسم الأول للأمراض المعدية في مستشفى لويجي ساكو في ميلانو أفكاره في طريقه إلى المستشفى.

“اليوم لدي لحظة هادئة وها أنا أكتب لمشاركة الأفكار التي ملأت ذهني هذا الصباح بينما كنت أقود السيارة إلى المستشفى.
في الواقع، ما أعيشه – وأعتقد أن هذه تجربة يختبرها غيري كثيرون – هي ظاهرة نراها الأطباء غالبًا في أولئك الذين نجوا من الموت: تجربة أن تفتح عينيك وتدرك أنه لا يوجد شيء يمكن أن يُعدّ أمرًا مفروغًا منه. الإعتراف بأن كل شيء هو هدية: الاستيقاظ في الصباح، تحيّة أحبائك، وحتى كل لحظات الحياة اليومية الصغيرة، التي بالنسبة للبعض هي مجرد قضاء وقت، ولكن بالنسبة للآخرين مثلي تصبح – بشكل غير متوقع – أكثر سحرًا وجاذبية من ذي قبل.

إن نعمة هذا الوعي الذاتي الجديد يغيّر جذريًا ما نقوم به، ويولّد الدهشة والصداقة. ننظر إلى بعضنا البعض ونقول: اليوم لا يمكننا أن نعانق بعضنا البعض، لكن الابتسامة تقول أكثر بكثير مما كان العناق يقوله.

هذا الوعي يسمح لنا بمشاركة مرضانا في مأساتهم. ليس من قبيل الصدفة أن يطلب مني زملائي أن أصلّي ليس فقط لأحبائهم، ولكن أيضًا لمرضاهم، وهو أمر لم يحدث من قبل. وهذا هو أيضًا، أمر معدي.

اتصلت بي امرأة من مدينة كريما بالأمس تسأل عن جدتها التي دخلت المستشفى وهي في حالة خطيرة في ساكو. أخبرتني عن جدتها الأخرى، التي ماتت من فيروس الكورونا، وعن والدتها، الموجودة في العناية المركزة في كريما، ثم قالت، “أترى، يا دكتور، في البداية كنت أصلّي، لكنني الآن توقّفت. لم أعد أصلّي.” أجبت: “أنا أفهم يا سيدتي. لا تقلقي. أنا سأصلي من أجلها”. عندما سمعَت ذلك، تأثّرت جدًا وقالت، “لا، يا دكتور، إذا كنت أنت ستصلّي، سأفعل ذلك أنا أيضًا. دعنا نصلي معًا من أجل أمي”.

 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كورونا قلبت العالم كله رأسا على عقب، و عجز الأطباء في إيجاد دواء يقضي على الفيروس، و راح البعض يحلل و يفسر ، فمنهم من أرجعها إلى الصراع السياسي بين الصين و أمريكا، و آخرون ربطوها بين المملكة المتحدة و الإتحاد الأوروبي، في حين فسرها البعض على انها عقاب من الله (الرب)، نعم الله يعاقبنا على سلوكاتنا و إهمالنا لديننا و تركنا للطقوس الدينية ، لأن الحياة بمادياتها أغرتنا و غرقنا في الجري وراء المادة، فبقينا تاهين ، و لم نهتدي إلى سبيل الرشاد، هي رسالة الله ( الرّب) إلى عباده لكي يتفطنوا بأن الموت قادم و سيطالنا الموت بفيروس(كورونا ) أو بكارثة أخرى، قد تكون زلزال أو فيضان، أو انفجار بركان و هذا قدر البشرية شاءت أم أبت… الموت قادم
    علجية عيش

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق