ربع ساعة مع مريم العذراء – اليوم الثامن: خدمة الربّ بحرارة
ربع ساعة مع مريم العذراء
اليوم الثامن: خدمة الربّ بحرارة
باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين
صلاة البدء
يا والدة الإله، عذراء الانتظار والترقّب، امنحينا أن يجدنا الله الآتي مستعدين لتلقّي فيض رحمته. يا مريم القدّيسة، “سيّدة الإفخارستيا” وعذراء المجيء، جهّزينا جميعًا للترحيب بفرح بمجيء المسيح والاحتفال باستحقاق بحضوره السرّي في الإفخارستيا.
مريم:
يا بُنيّ، إنّ القلب الذي يحبّ الله لا يهمل شيئًا من الأشياء التي ترضيه.
يكفيك أن تتأمّل قي ما يفعله اتباع العالم للعالم حتى تتعلّم منهم ما يجب أن تعمله لله.
فكّر مثلًا في سعيهم الحثيث، تجدهم لا يذخرون تعبًا أو شدّة في سبيل خدمة العالم ويتفانون في سبيل إرضائه بآلاف الأنواع من الخضوع. وأما في مسألة إرضاء الله فهو في نظرك إكراه قاس أن تُظهر حبّك مرارًا لهذا السيّد الأسمى. والذي يحرّضك على هذا الالتفات نحوه تعالى تعتبره مطالبًا إياك تكلفة شاقّة.
ألا يخزيك أن تُدعى للتشبّه بأهل العالم والاستفادة من مدرستهم لتعرف كيف يجب أن تخدم الربّ؟
يا بنيّ، لا تسمح لأهل العالم أن يتفوّقوا عليك بسخائهم، ولا تقبل أن يتباهى العالم بأنه مخدوم من قبل أعوانه بغيرة عظيمة تفوق الغيرة التي يُخدم بها إله المسيحيين من قبل أولئك الذين يدّعون الانتماء إليه.
لا تكن من الآن فصاعدًا من عداد أولئك الذين يعتقدون أنّ تعبّدهم قد بلغ أوجه حين يكونون قد انتصروا على تكميل ما تأمرهم الشريعة تحت طائلة العقاب. ألا تدل حالة هؤلاء على أنهم مستعدون لأن يُضحّوا بنعمة الربّ لو أُعطيَ لهم أن يفقدوها بلا عقاب؟ إنّ أقل ما يمكن أن يقال عنهم أنهم يخافون الله أكثر مما يحبونه.
خف يا بنيّ من هذا الإله الرهيب في إنزال قصاصاته، ولن خف أكثر من أنك لم تحبّه جيّدًا هو الإله الكليّ الصلاح والمحبّة.
ليتك تكون حارًّا في محبّتك لله حتى يبدو لك ما تفعله أقل بكثير مما تتمنى أن تفعله له.
أحبّ قويًّا وستُلَيِّن هذه المحبّة الصعوبات التي تعترضك. إنّ الربّ يفيض في النفس الحارّة مسحة من الارتياح يجعلها تتذوّق الملذّات في كل ما يكلّفها القيام به.
صلاة
أيتها الأُمّ الحنونة، نالي لنا الحرارة في محبّة الله. لا تسمحي لأي صعوبة أن توقفنا عن متابعة سيرنا، وأعينينا في أن لا نستسلم لأول تجربة ضجر أو سأم تعترضنا. أنت تعلمين مدى حاجتنا إلى تشجيعك. أضرمي في قلوبنا هذه المحبّة الحارّة اللائقة بخدمة إله المحبّة. آمين
نافذة
المحبّة لا تقتصر على ما يجب عمله بل تستخدم كل الفرص لإرضاء الحبيب!.
التبشير الملائكي
- ملاكُ الربِّ بَشَّرَ مريمَ العذراء
فَحَبِلَتْ من الروحِ القدس
السلام عليك يا مريم… - قالت مريمُ للملاك: ها انذا أَمَةُ الربّ
فليكنْ لي حَسَبَ قولك.
السلام عليك يا مريم… - الكلمةُ صار بشرًا
وحَلَّ فينا.
السلام عليك يا مريم…
لنصلِّ:
نسألك، يا رب، نحن الذين عرفنا، ببشارة الملاك جبرائيل، سرّ تجسّد ربنا يسوع المسيح، ابنك الوحيد، أن تفيض في قلوبنا نعمتك، فنهتدي بآلامه وصلبه إلى مجد القيامة. آمين.