أخبارمختارات عالمية

شهادة مؤثّرة لبحّار ملحد يروي كيف أنقذته مريم العذراء بأعجوبة بعد أن غرق كل ركاب سفينته في العاصفة

بحّار ملحد يروي كيف أنقذته مريم العذراء بأعجوبة

كنت بحّارًا على متن سفينة تُدعى سوالو وقد شهدت الكثير من العواصف. معظم الرجال في السفينة اعتادوا أن يلعنوا ويشتموا. لكن بحّارًا واحدًا اسمه بول لم ينضمّ إليهم أبدًا. كنّا جميعًا نسخر منه، خاصة عندما كان يجلس في الليل يصلّى إلى شخص صغير للعذراء مريم يحمله دائمًا معه.

في أحد الأيام، وسط المحيط، ضربت عاصفة تايفون السفينة. بدت الأمواج عالية كالجبال، وكانت تقذف بالسفينة كأنها دمية. فجأة جاءت موجة عظيمة ورمت الجميع في المحيط وأغرقت السفينة.

تضحية بول

ما أن سقطت في الماء حتى فقدت وعيي. عندما استعدت رشدي وجدت نفسى مستلقيًا على لوح لا تزال قطعة من السارية عالقة به. كان بول مقابلي على اللوح. وجهه كان داميًا. لقد استخدم كل طاقته وقوّته ليحافظ علينا من السقوط في الماء. وقال لي أنّني الوحيد الذي استطاع إنقاذي من الغرق. جميع مع كان في السفينة غرق في المحيط.

جلسنا بصمت، ساعة تلو الساعة، لكنّي كنت أرى شفتَي بول تتحرّكا في صلاة. في فترة سابقة كنت أومن بالله، لكن أحد رفاقي البحّارة، ناولني يومًا كتابًا يُنكر وجود الله. ومنذ ذلك الوقت، لم أعد مؤمنًا.

ببطء انتهت العاصفة وأصبح المحيط هادئًا. وفي الصباح كنت أفقد وعيي وأستعيده باستمرار. فجأة مدّ بول يده إلى جيبه وأخرج تمثال العذراء الصغير، ناولني إياه وقال: “هي ستُنقذك”.

غير قادر على التمسّك أكثر وقد أنهكه الإعياء بالكامل، انزلق بول عن اللوح وسقط في مياه المحيط. لفترة طويلة جلست هناك مصدومًا للغاية وغير قادر على القيام بأي حركة.

هل تقدر مريم أن تنقذه؟

ثمّ أخذت أنظر إلى التمثال الصغير في يدي وصرت أفكّر: ربما ما قرأت في ذلك الكتاب كان خطأ ومريم قادرة أن تساعدني.

للمرّة الأولى في حياتي حاولت أن أصلّي. بعد فترة تملّك الإنهاك على كياني فربطت نفسي على قطعة السارية وغصت مجدّدًا في اللاوعي.

عندما استيقظت رأيت سفينة ضخمة على بعد ليس كبير. رفعت يداي وبدأت أصرخ. عندما ابتعدت دون أن يلمحني أحد من على متنها، غمرني اليأس.

ربطت تمثال العذراء على قطعة السارية وقلت لها: “إن أنقذتِني، سأصبح مؤمنًا، وسيكون لكِ مكان مرموق في بيتي”. بقيت طوال النهار أصلّي وفي الليل بينما صوت الأمواج يهدر في أذنَيَّ فقدت الوعي مرّة أخرى.

عندما فتحت عينَيّ مجدّدًا، وجدت نفسي مستلقٍ على سرير ناعم. بقربي وقفت ممرّضة تنظر إليّ. وعلى منضدة صغيرة بالقرب من السرير، تمثال العذراء الذي أعطانيه بول.

دخل رجل إلى الغرفة وأخبرني كم أنا محظوظ. كان قبطان السفينة التي وجدتني. قال: كان من الممكن أن نُكمل الإبحار دون أن نُبصرك في الضباب لولا تمثال العذراء الذي أعطى نورًا اخترق الضباب.
مددت يدي نحو التمثال، فناولي إياه القبطان. وبينما كنت أتأمّله شعرت وكأنّها تبتسم لي. فقلتُ لها: سيّدتي الصغيرة، لقد أنقذتني”.

التوبة والعودة إلى الإيمان

عندئذٍ بدأت أفكّر ببول. الآن أصبحت أعرف أنه كان على حقّ. وشعرت بالندم لأنّني سخرتُ منه.
مريم أنقذت حياتي. ثمّ انفجرت ببكاء متواصل.

في وقت لاحق، استطعت أن ألتقي بوالدة بول لكي أعيد لها تمثال العذراء، لكنها رغبت أن أحتفظ به كهديّة.

واليوم تقف العذراء الصغيرة بالقرب من سريري. عندما أطفئ النور ليلًا، يلمع تمثالها في الظلام. حينها أهمس لها: أيتها العذراء مريم، ملكة المحيط، صلّي لأجلي.

المصدر: كتاب Miracles through Our Lady

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق