أخبارمختارات عالمية

دراسة علمية تؤكّد: الملائكة نقلت بيت السيدة العذراء من الناصرة الى لوريتو في إيطاليا

كيف يمكن لبيت الناصرة المقدّس أن ينفصل عن أساساته ويظهر مرة أخرى في لوريتو على بعد 2000 ميل، سليماً غير مصاب بأذى، حيث هو باقٍ الى يومنا هذا؟

في مؤتمر نظمه المركز الثقافي “أميتشي ديل تيمون” “Amici del Timone” في ستاغيا سينيس، إيطاليا، ألقيت محاضرة وبحث علمي يتحدى الهندسة بعنوان “قصة إنتقال بيت مريم العجيب من الناصرة الى لوريتو”.

البيت الوالدي للسيدة العذراء، حيث وُلدت وحيث بشّرها الملاك جبرائيل بالحبل الإلهي، كان في الواقع، ولقرون عديدة في بلدة لوريتو (Santa Casa di Loreto)، في منطقة مارش الإيطالية، التي تقابل البحر الأدرياتيكي.

لكن البشارة وقعت في الناصرة في الأراضي المقدسة، حيث لا تزال أساسات البيت المقدّس موجودة حتى يومنا هذا. بالمقارنة مع مقاسات وخصائص بيت لوريتو، فهي تتطابق تماماً. ولكن أوجه التشابه والترابط لا تنتهي هنا.

وفقاً للأدلة التاريخية، فإن انتقال البيت حدث في القرن الثالث عشر؛ ولكن كيف يمكن أن يتم ذلك بالنظر إلى ضعف الموارد التكنولوجية في ذلك الوقت؟

يعزى هذا الإنتقال إلى عمل ملائكي معترف به رسمياً من قبل الباباوات والعديد من القديسين. ومع ذلك، فإن هذه الموافقات الرسمية لا تهدف إلى شرح الإجراءات والتدابير المادية، التي من خلالها انتقل منزل من قارة إلى أخرى، عملياً بين عشية وضحاها. غير أن هذا الإنتقال أكّدته الأدلة التاريخية والوثائقية والأثرية. مرة أخرى، لدهشة الكثيرين، يأتي اليوم العلم ليؤكّد قناعة الكنيسة.

البروفيسور جورجيو نيكوليني، الذي كرس حياته للدراسة والبحث في هذه القضية، تحدث في هذا المؤتمر. واستناداً إلى هذه الأدلة العلمية، أثبت بلا جدال صحة النقل المعجزي. وأثناء محاضرته، أثبت البروفسور نيكوليني وجود العديد من الوثائق وشهادات العيان عن الإنتقال، وهو ما لا يمكن أن يفسره العلم والطريقة الإنسانية. كما أنشأ البروفيسور تسلسلاً زمنياً لتغيير الموقع.

مغارة البشارة في بازيليك البشارة في الناصرة

التسلسل الزمني لانتقال بيت الناصرة

1. في 9 أيار 1291، كان البيت المقدس لا يزال في الناصرة.

2 – وفي ليلة 9 أيار إلى 10 أيار 1291، “سافر” البيت ما يقرب من ال2000 ميل، ووصل إلى ترساتو (ترسات الآن) في منطقة دالماتيا في ما يعرف الآن بضواحي رييكا بكرواتيا.
في تلك المناسبة، أرسل الإقطاعي من تيرساتو نيكولو فرانجباني، شخصياً وفداً إلى الناصرة للتأكد مما إذا كان البيت المقدس قد اختفى بالفعل من مكانه الأصلي. ولم يكتف المبعوثون بالتحقق من اختفائه فحسب، بل وجدوا الأساسات الذي بنيت عليها المنزل. حول هذه الأساسات في الناصرة، بنيت كنيسة البشارة. في لوريتو، يقف البيت المقدس بقوة، دون أساساته، مباشرة على الأرض.

3 – في ليلة 9 و 10 ديسمبر 1294، اختفى البيت المقدس من تيرساتو وهبط “في أماكن مختلفة” من إيطاليا. لمدة تسعة أشهر، بقي على أحد التلال المطلة على ميناء أنكونا، الذي كان يطلق عليه “بوساتورا”، من اللاتينية “بوسات و أورا” (إهبط أو إثبت، وصلِّ). وقد بنيت كنيسة على الموقع كتذكار، كما تم تسجيله في ذلك الوقت، ووقعه كاهن “دون ماتيو”، من المحتمل أنه كان شاهد عيان.
كما يحيي هذه الحادثة اثنان من شواهد القبور. الأول من نفس الفترة الزمنية لهذا الحدث وكتب في اللاتينية القديمة. والآخر، من القرن السادس عشر، مكتوب باللغة العامية كنسخة عن الشاهد القديم.
كانت أقدم علامة في بوساتورا قد ذكرت بالفعل “سيدة لوريتو”، مما يجعل من الواضح أن النقش تم بعد مغادرة البيت من بوساتورا.

4. في 1295، بعد تسعة أشهر في بوساتورا، انتقل البيت المقدس إلى الغابة التي تنتمي إلى امرأة تسمى لوريتا، بالقرب من بلدة ريكاناتي. من هنا أتى اسم لوريتو .

5. بين 1295 و 1296، بعد أن أمضى ثمانية أشهر في هذا الموقع انتقل البيت المقدس بأعجوبة إلى مزرعة على جبل برودو تنتمي إلى شقيقين من عائلة أنتيشي.

6. في 1296، بعد أربعة أشهر في هذه المزرعة، وغادر البيت المقدس وهبط على الطريق العام على جبل برودو الذي يربط ريكاناتي مع أنكونا، حيث لا يزال البيت حتى يومنا هذا.

داخل بيت العذراء في لوريتو

حقائق تاريخية أخرى

وهناك عدد لا يحصى من العناصر الأخرى، تشهد على الحقيقة التاريخية لهذا الإنتقال غير القابل للتفسير. وقد تم بناء ثلاث كنائس في أنكونا اثنيتن لا تزال قائمة الى اليوم، والتي رأى شهود عيان البيت “يحلّق” ويصل الى أنكونا ويقف في بوساتورا. وعلاوة على ذلك، في فوريو، في جزيرة إيشييا، عاد الصيادون الذين كانوا يتاجرون مع أنكونا الى سرد الأحداث التي وقعت في 1295. شهادتهم جعلت سكان المدينة يقيمون كاتدرائية مخصصة ل”القديسة مريم سيّدة لوريتو”. ورأوا أيضا البيت المقدّس في أنكونا بأعينهم.

وقد وافق أساقفة المنطقة على تبجيل الإنتقال المعجزي. وجدّد الباباوات موافقاتهم على مدى عدة قرون حتى أوربان الثامن، أخيراً في عام 1624 خُصّص 10 ديسمبر، عيداً لإحياء ذكرى انتقال بيت مريم والدة الإله سيّدة لوريتو.
كما أن العديد من الباباوات، بما في ذلك بولس الثاني، يوليوس الثاني، ليون العاشر، بيوس التاسع، ليون الثالث عشر وبيوس الحادي عشر وثّقوا اعترافهم بالإنتقال. هذه الوثائق الخاصة، الى جانب أهميّتها الدينية يعترف بها علم التاريخ بأنها وثائق قيّمة.

إنتقد البروفسور نيكوليني بقوة العقلية المادية، عند أصحاب العقائد الإلحادية والبروتستانتية، التي تسعى للنيل من أصالة البيت المقدّس المكرّم في لوريتو. مع ذلك فقد شجعت هذه المعارضة إنشاء الدراسات المتعمقّة، والتي انتهى بها الأمر إلى إثبات أن البيت المقدّس هو فعلاً من الأراضي المقدسة. وتشمل البراهين التركيب الكيميائي للمواد المستخدمة في بناء المنزل، وشكله، والعديد من التفاصيل المعمارية.

الزجاج على الأرض في البيت المقدّس في لوريتو يسمح للحجاج يرؤية الجدران التي ليس لها أساسات، قسم منها على الأرض وقسم معلّق في الهواء.

إثبات إستحالة نقل البيت باساليب بشرية

قام بعض المعارضين بتلفيق قصة لينفوا حقيقة أن الملائكة نقلوا البيت وادّعوا أن عائلة ملكية اسمها أنجيلي (ملائكية) تمكّنت من تفكيك المنزل ونقله حجراً حجراً بناء على طلب الصليبيين الذين واجهوا تقدّم المسلمين وهدمهم للكنائس والأماكن المسيحية. ثم أعادت “الأسرة” بناء المنزل في لوريتو. مثل هذه العملية، مع ظروف النقل في القرن الثالث عشر، كان من شأنه أن يكون إنجازا عجائبياً أكثر من نقل الملائكة للبيت.

قد تمّ بناء الجدران بواسطة إسمنت مصنوع من كبريت الكالسيوم والفحم وهو خليط كان يُستخدم في فلسطين في زمن يسوع وبالتحديد في الناصرة لكنه لم يكن معروفاً في منطقة مارش أو في أي مكان آخر في إيطاليا.
علاوة على ذلك، إذا تم تفكيك المنزل وأعيد بناؤه في مكان يبعد آلاف الكيلومترات كما يدّعي المعترضون، كيف استطاعوا الحفاظ على نسب هندسية دقيقة لبيت الناصرة، التي تتطابق تماماً مع أساسات المنزل وتتناسب أيضاً عواميد المنزل بشكل تام مع القاعدة التي لا تزال في الناصرة في كنيسة البشارة الى هذا اليوم.
ولن يكون ممكناً أن لا أحد رأى أو سمع عن منزل يجري تفكيكه وإعادة بنائه في وقت لاحق، وخاصة في ليلة واحدة من وسط كنيسة في الناصرة الى كرواتيا وإيطاليا.

وحقيقة غير قابلة للتفسير هي كيف أن البيت وصل عبر طريق ترابي قديم تكوّن من مرور الحيوانات والعربات بشكل طبيعي، مشكّلاً خنادق على جانبي الطريق.وهكذا، فإن الطريقة التي هبط بها المنزل، وجدرانه الثلاثة، دون أساسات، مدعومة جزئياً على الأرض وجزءاً آخر معلّق في الهواء. يمكن للحجاج اليوم رؤية هذا بأنفسهم من خلال أرضية زجاجية.

عقبة كبيرة أخرى أمام الإدّعاء تأتي من عدم وجود وسائل في تلك الأيام لحمل منزل بأكمله، حتى لو تم تفكيكه حجراً حجراً. فهو سوف يزن بضعة أطنان. أثبت البروفسور نيكوليني أن النقل عبر البر غير ممكناً أيضاً بسبب كمية المركبات والحيوانات والرجال التي يتطلبها مثل هذا العمل. كما أن النقل عن طريق البحر، في حين أنه أكثر جدوى، سيكون أيضا مضيعاً للوقت ويتعرض للخسارة بسبب العواصف والإحتمال الكبير بفقدان جزء من الحجارة.

لكن الأمر الأكثر تعقيداً هو كيفية تفكيك الجدران وأخذها سليمة على مسافة 2،000 ميل ومن ثم إلصاقها معاً مرة أخرى دون ترك آثار عند وصلها معاً. أوضح البروفيسور جورجيو نيكوليني أن هذه العوامل المادية، تؤكّد إستحالة نقل البيت مفكّكاً مع الوسائل التقنية في ذلك العصر.

من براهين البروفيسور نيكوليني الطويلة والمفصّلة فمن الواضح أنه من المعقول أكثر الإعتقاد بأن نقل بيت السيّدة العذراء تم على يد ملائكة نتيجة عمل الله الخارق للطبيعة، الذي ليس عنده مستحيل، والذي عمل معجزات أعظم من ذلك بكثير.
لذا أن تقوم أيدي بشرية بمثل هذا العمل الجبّار يُعتبر مستحيلاً أكثر من كونه عمل الملائكة.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق