الكنيسة المقدسة

تقرير: أكثر من 200 مليون مسيحي يعاني الإضطهاد في جميع أنحاء العالم

الإضطهاد العالمي للمسيحيين في ازدياد للسنة الرابعة على التوالي، ازدياد كبير في آسيا، حسب التقرير السنوي لمنظّمة الأبواب المفتوحة (Open Doors)

الوطينة الدينية تجتاح العالم – وفقاً للأرقام الصادرة في قائمة المراقبة العالمية لمنظّمة الأبواب المفتوحة
شهدت مستويات الإضطهاد ارتفاعاً سريعاً في جميع أنحاء آسيا، وشبه القارة الهندية، يدفعها التعصّب الديني والتطرّف، الذي غالباً ما تتغاضى عنه السلطات المحلّية والوطنية، وفي بعض الأحيان بتشجيع منها وبغضّها الطرف عن كل مسيحي يعاني الإضطهاد.
نشرت المنظّمة المذكورة، يوم الأربعاء الماضي تقريرها السنوي عن واقع اضطهاد المسيحيين حول العالم. تصنّف القائمة البلدان التي يعاني فيها المسحيون أسوأ الإضطهادات، استناداً الى معلومات وتقارير العاملين في المجال، ومن خبراء مستقلّين.

تأسّست منظّمة الأبواب المفتوحة عام 1955 على يد هولندي يُدعى الأخ أندرو الذي نجح في تهريب نسخ من الكتاب المقدّس الى دول شرقي أوروبا الشيوعية. منذ ذلك الحين، نمت المنظّمة وساعدت المسيحيين في 50 دولة بواسطة إرسال الكتب المقدّسة ومواد ضرورية أخرى كالمواد الغذائية وغيرها. كما تكلّمت المنظّمة عن أحوالهم.
“الاضطهاد الشامل للمسيحيين ارتفع اكثر من العام الماضي”، صرّحت رئيسة المنظّمة ليزا بيرس، مشيرة إلى أن ” أكثر من 200 مليون مسيحي يعاني الإضطهاد وأنّ المسيحيون يُقتلون بسبب إيمانهم في بلدان العالم أكثر من أي وقت مضى.”
“المسيحيين الذين يعيشون في هذه البلدان بحاجة إلى دعم من عائلتهم، جسد المسيح، لمساعدتهم على الصمود في إيمانهم”.

الباكستان تتصدّر القائمة بأكثر الهجمات والإعتداءات القاتلة ضد المسيحيين. بل وأكثر من شمال نيجيريا. المكسيك أيضاً شهدت تصاعداً عي اضطهاد المسيحيين عند قتل 23 قائداً مسيحياً في عام 2016، بما في ذلك خطف عدة كهنة. كما شهدت دولة المكسيك استشهاد 15 كاهناً منذ انتخاب الرئيس الحالي أنريك بينا نييتو عام 2012.

للعام ال16 على التوالي أسوأ مكان على وجه الأرض بالنسبة للمسيحيين هي الدكتاتورية الشيوعية كوريا الشمالية. هناك 300،000 مسيحي وسط السكان الذي يبلغ عددهم 25.4 مليون .
يقول التقرير ان المسيحيين هناك يعانون من دولة بوليسية شمولية التي تراقب عن كثب أعمالهم، وتطلب منهم عبادة العائلة الحاكمة. عليهم أن يصلّوا في الخفاء. وإن تم اكتشافهم من قبل الدولة قد ينتهي بهم المطاف في معسكرات الأعمال الشاقّة حيث يعاني فيها حالياً ما يقدر ب- 50،000-75،000 مسيحي. اي %25 من المواطنين المسيحيين.
كشفت إحدى الناجيات من المعسكرات، التي احتُجزت فيها لعدّة سنوات لكنها نجحت بالهرب:
“كل يوم كان كما لو أن الله يُنزِل العشر ضربات علينا في وقت واحد. كم كان صعباً. لكن الله منحنا بعض العزاء بواسطة مجموعة سريّة من الزميلات حيث كنّا نجتمع في المراحيض من أجل الصلاة”.

جميع الدول التي تتصدّر أعلى 10 مراتب في لأسوأ اضطهاد ضد المسيحيين، هي في آسيا وأفريقيا. وهي بالترتيب التالي:

1- كوريا الشمالية
2-الصومال
3- أفغانستان
4- الباكستان
5- السودان
6-سوريا
7- العراق
8-إيران
9-اليمن
10- أريتيريا

تشير منظّمة الأبواب المفتوحة، أنّ الصومال التي تحتلّ المرتبة الثانية في القائمة “ترتفع لديها مستويات الاضطهاد فهي تشابه تقريباً ما يحدث في كوريا الشمالية.
الإسلام هو دين الدولة في الصومال وجميع المسيحيين فيها يأتون من خلفيّة إسلامية. هذا يعني أنّهم مرتدّون في نظر الدولة الإسلامية، وإذا تمّ اكتشافهم، قد يعني ذلك ملاحقتهم وحتى قطع رؤوسهم كما هو الواقع هناك.
“اذا تم اكتشاف مسيحي في الصومال، من غير المرجح أن يعيش ليرى يوم آخر”، وتذكر ليزا بيرس. هناك فقط مئات من المسيحيين في البلاد التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 11 مليون نسمة.
يضيف التقرير ان 12 شخصا على الأقل اعتنقوا المسيحية وقتلوا في الصومال في عام 2016. ويحكم البلاد من قبل “النظام القبلي الذي ينعدم فيه القانون في الأساس، مما يعني أن الكيانات مثل “جماعة الشباب المسلّحة” يمكن أن “تضطهد المسيحيين مع الإفلات من العقاب.”

أفغانستان في المرتبة الثالثة في القائمة، بلد قبلي آخر حيث تعتبر المسيحية غير قانونية.

الجمهورية الاسلامية في الباكستان هي الرابعة، حيث تم تسجيل أكبر عدد من المسيحيين الذين قتلوا بسبب إيمانهم في عام 2016 أكثر من أي بلد آخر. هناك ما يقرب 4 ملايين مسيحي في الباكستان التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 196 مليون نسمة.
تم اختطاف حوالي 700 امرأة وفتاة مسيحية في عام 2016، وكثير منهم اغتُصبوا وأجبروا على الزواج من رجال مسلمين. قوانين التجديف صارمة في البلاد – والتي تصل عقوبتها الى الاعدام – يسمح بالعنف الغوغائي ضد المسيحيين فيكفي أن يتّهم مسيحي بالتجديف فيُقتل حالاً ويفلت القتلة من العقاب.

في السودان التي تحتل المرتبة الخامسة، يزداد اضطهاد المسيحيين الوقت الذي يسعى فيه الرئيس عمر البشير للوفاء بما صرّح به متباهياً عام 2011 : “والآن يمكننا فرض الشريعة هنا.”

“في الشرق الأوسط يقع المسيحيون في مرمى نيران الحروب في اليمن وسوريا والعراق. الحرب الأهلية المدعومة من السعودية فيها قد جعل اليمن تنحدر الى مستوى أرض خربة، مع الكثير من المسيحيين الذين يُستهدفون ، مثل قتل 16 شخصاً في هجوم على دار رعاية مسيحية لكبار السن والمعاقين. ولا يزال المسيحيون مستهدفون من قبل المقاتلين الإسلاميين في سوريا والعراق.” كما فرّ أكثر من 80،000 المسيحيين العراقيين من منازلهم في عام 2014، وهم لاجئون منذ ذلك الحين في كردستان وفي مختلف بلاد العالم.

مصر تحتل المرتبة 21  قد يكون نظام الرئيس السيسي السلطوي للحكومة قد استعاد بعض من سيادة القانون، ولكن حكمه ينطوي على تشديد الالتزام مع التشريعات المقيدة نسبيا فيما يتعلق بالشأن الديني. يبدو أنه عاقد العزم على محاربة المسلحين الإسلاميين ولكن في الوقت نفسه لم يتّخذ تدابير هامة لضمان الحرية الدينية والمواطنة المتساوية للمسيحيين.

تركيا ترتفع إلى المرتبة 37 كما يستخدم الرئيس أردوغان فشل انقلاب 2016 لتطهير تركيا من المعارضين ودفع البلاد نحو زيادة الأسلمة.

اضطهاد المسيحيين في ارتفاع مقلق في آسيا، كما تلاحظ “الأبواب المفتوحة”، بما في ذلك في ثاني اكثر بلد اكتظاظاً بالسكان في العالم – الهند الذي يصعد إلى أعلى مستوياته أكثر من أي وقت مضى منذ 15 عاما.حيث يتمّ 15 هجوم ضد المسيحيين في كل أسبوع، وربما أكثر من هذا العدد إذ لا يتم الإبلاغ عن بعض الهجمات التي يشنها الإسلاميون، وذلك بسبب خوف الضحايا
وقال التقرير ان هناك “عشرة على الأقل” من عمليات اختطاف المسيحيين هناك في عام 2016، عشر عمليات اغتصاب النساء المسيحيات، وأكثر من 800 اعتداءات جسدية على المسيحيين. شهدت لاوس وبنغلاديش وفيتنام أيضا تزايد كبير في اضطهاد المسيحيين من قبل القوميين الدينيين.


نتائج رئيسية أخرى في التقرير:
التطرف الإسلامي هو المحرك الرئيسي للاضطهاد في 14 بلدا من أصل 20 بلداً الأكثر عدائية في قائمة المراقبة العالمية، والمحرّك في 35 من ال 50 بلداً.
في الشرق الأوسط، يواجه المسيحيون الضغط في ظل الأنظمة الراديكالية والاستبدادية على حد سواء.
أكثر من 200 مليون مسيحي يعاني الإضطهاد في 50 دولة حيث يواجهون صعوبات في كونهم مسيحيين إذ يتعرّضون الى مستويات عالية من الاضطهاد بسبب إيمانهم.
يضطر المسيحيين على مغادرة منازلهم: الاضطهاد الديني هو عامل مهم في ظاهرة النزوح العالمية.
القومية الدينية في آسيا هو مصدر رئيسي في تسريع الاضطهاد.
زيادة التغيرات السلبية في الجزائر ومصر وإيران والأردن والأراضي الفلسطينية وتركيا. دولة الإمارات العربية المتحدة تلعب دوراً كبيراً في ارتفاع الاضطهاد العالمي ضد المسيحيين.
كينيا هي أكبر بلد ذات الأغلبية المسيحية في قائمة المراقبة العالمية.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ربنا يرحمنا برحمته و قادر رب المجد يسوع المسيح ان يزيل هذا الاضطهاد الذى ليس له ما يبرره على الاطلاق سوى التعصب الاعمى و العنصرية الكريهة و رغم ذلك نؤمن بقول رب المجد عن الكنيسة ( ان ابواب الجحيم لن تقوى عليها ) امين

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق