التكريس الكامل

اليوم السادس: التكريس الكامل ليسوع من خلال مريم

التكريس الكامل ليسوع
من خلال مريم

اليوم السادس

الغرض: إفراغ نفسك من روح العالم

افحص ضميرك، صلِّ، تدرب على: التخلي عن إرادتك، الإماتة، ونقاء القلب. هذا النقاء هو الشرط الذي لا غنى عنه للتأمل في الله في السماء، لرؤيته على الأرض ومعرفته بنور الإيمان. يجب استخدام الجزء الأول من التحضير في التخلص من روح العالم التي تتعارض مع روح يسوع المسيح. تتكون روح العالم أساساً من إنكار هيمنة الله السامية. إنكار يتجلى عمليًّا في الخطيئة والعصيان؛ وبالتالي فهي تعارض بشكل أساسي روح المسيح، التي هي أيضًا روح مريم.

تتجلى روح العالم من خلال شهوة الجسد، وشهوة العيون وفخر الحياة. ومن خلال عصيان قوانين الله وإساءة استخدام المخلوقات. أعمال روح العالم هي: الخطيئة في جميع أشكالها، ثم كل شيء الذي يقود الشيطان بواسطته إلى الخطيئة؛ أي الأعمال التي تجلب الخطيئة والظلام إلى العقل، والإغواء وفساد الإرادة. عظمة روح العالم هي الرونق والسحر الذي يستخدمه الشيطان لجعل الخطيئة مغرية بواسطة الأشخاص والأماكن والأشياء.

القراءة

الاقتداء بالمسيح – السفر 1 الفصل 18

في قدوة الآباء القدّيسين

«إعتبر قدوة الاباء القديسين الحية، الذين تلألأ فيهم الكمال والسيرة الرهبانية الحقة، تَرَ كَمْ هو قليل ما نفعله نحن، حتى كأنه لا شيء. آه! ما حياتنا إذا قيست بحياتهم؟إن القديسين وأحباء المسيح، قد خدموا الرب قي الجوع والعطش في البرد والعري، في التعب والكد، في الأسهار والأصوام، في الصلوات والتأملات المقدسة، في الاضطهادات والتعييرات الكثيرة».

«آه! ما أكثر وما أشد المضايق، التي قاساها الرسل والشهداء، والمعترفون والعذارى، «فإنهم قد أبغضوا نفوسهم في هذا العالم، ليحفظوها للحياة الأبدية». آه! ما أضيق وأقشف العيشة التي عاشها الآباء القديسون في القفر! ما أطول وأشد ما قاسوا من التجارب!».

«ما أكثر ما ضايقهم العدو، ما أوفر وأحر ما قدموا لله من الصلوات! ما أشد ما كان إمساكهم! ما أعظم ما كانت غيرتهم ونشاطهم للتقدم الروحي، ما أشد ما كان جهادهم في قهر الرذائل! ما أخلص وأقوم ما كان توجيه نيتهم إلى الله!».

«ما أشد ما كان جهادهم في قهر الرذائل! ما أخلص وأقوم ما كان توجيه نيتهم إلى الله! في النهار كانوا يشتغلون، وفي الليل يتفرغون للجهد الطويل، وإن لم يكونوا ليكفوا عن الصلاة العقلية أثناء العمل. لقد كانوا يقضون وقتهم كله في ما هو نافع؛ وكل ساعة يتفرغون فيها لله كانت تبدو لهم قصيرة؛ ولعذوبة المشاهدة، كانوا ينسون حتى ضرورة القوت الجسدي».

«لقد زهدوا في جميع الثروات والرتب والكرامات، وفي الأصدقاء والأقارب، ولم يشتهوا امتلاك شيء في العالم؛ وبالجهد كانوا يتناولون ضروريات المعيشة، بل كانوا يغتمون لخدمة الجسد، حتى في ضرورياته. لقد كانوا فقراء في الأرضيات، ولكن أغنياء جدا في النعمة والفضائل».

الصلوات

هلّم أيها الروح القدس

هلم أيها الروح القدس، وأرسل من السماء شعاع نورك.
هلم يا أبا المساكين.
هلم يا معطي المواهب.
هلم يا ضياء القلوب.

أيها المعزي الجليل، يا ساكن القلوب العذب،
أيتها الاستراحة اللذيذة، أنت في التعب راحة،
وفي الحر اعتدال، وفي البكاء تعزية.
أيها النور الطوباوي، إملأ باطن قلوب مؤمنيك،

لأنه بدون قدرتك لا شيء في الانسان
ولا شيء طاهر:
طهر ما كان دنساً، إسق ما كان يابساً،
إشف ما كان معلولاً، ليِّن ما كان صلباً،
أضرم ما كان بارداً، دبّر ما كان حائداً.

أعط مؤمنيك المتكلين عليك المواهب السبع،
امنحهم ثواب الفضيلة،
هب لهم غاية الخلاص،
أعطهم السرور الأبدي. آمين

السلام عليكِ يا نجمة البحر

السلام عليكِ يا نجمة البحر، يا أمّ الله الرؤوفة الدائمة البتوليّة، يا بابَ السماء السعيد. إقبلي هذا الكلام كما قبلتِه من فم الملاك جبرائيل، مُنّي علينا بالسلام، كسّري قيود الخبثاء، أنيري عقول الخطأة، أبعدي عنّا الشرور التي تدركنا من جميع الجهات. أمطري علينا الخيرات، أظهري ذاتكِ بأنّك أمٌّ لنا، وتوسّطي بيننا وبين ابنكِ الذي تجسّد من أجلنا.

يا عذراء لا مثيل لها، يا عذراء العذارى، خلّصينا من خطايانا لنكون وديعين وطاهرين. ولتكن بواسطتكِ، حياتنا نقيّة، وطريقنا بدون خطر. لكي نتمتّع بالفرح السماوي بمشاهدة ابنك يسوع. المجد والإكرام لله الآب، وليسوع المسيح مخلّصنا وللروح القدس. آمين.

نشيد مريم

تعظم نفسي الربّ وتبتهج روحي بالله مخلصي،
لأنه نظر إلى تواضع أمته
فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال،
لأن القدير صنع بي العظائم واسمه قدوس
ورحمته إلى أجيال وأجيال للذين يتقونه،

صنع عزًا بساعده وشتت المتكبّرين بأفكار قلوبِهم،
حطّ المتكبرين عن الكراسي، ورفع المتواضعين،
أشبع الجياع خيرًا والأغنياء أرسلهم فارغين،
عضد إسرائيل فتاه فذكر رحمته،
كما كلّم أباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد.

المجد للآب والابن والروح القدس،
كما كان في البدء والآن، وكل أوان، وإلى دهر الداهرين. آمين.

صلاة التكريس لليوم السادس

يا قلب مريم، الذي خفق فيه قلبُ الله، لقد اعطيتِ يوسف تمام تطويب القلوب النقية، هو الذي بفضل قلبك وبفضل حشاكِ وبفضل يديك تمكن من رؤية الله ولمسه فغمره بالقُبل. كما تمكن من اقتبال أرقّ الحب البشري والإلهي على يديه.

يا مريم، يا من كان قلبها الطاهر يرى الآب الأزلي، لقد وصلتِ يوسف نعمة الأبوة الحقيقية وأعطيته ابنًا ليمارسها.

فيا عروس يوسف ويا أمّ الله، انني أكرّس لكِ قلبي وجميع أهوائه، وأكرّس لكِ جميع عواطفي البشرية والروحية لكيما تؤلّهي كل هذه الأهواء والعواطف وانت تُقاسميني جميع الامتيازات الناجمة عن حملِكِ البريء من الدنس.


التكريس الكامل ليسوع من خلال مريم

 →  السابق       البداية       التالي  ← 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق