من هو القدّيس الذي دافع عن الحشمة ووبّخ الملكة فنفاه الملك؟ وماذا يقول لفتيات ونساء اليوم؟
من هو القدّيس الذي دافع عن الحشمة ووبّخ الملكة فنفاه الملك؟
إنه القدّيس يوحنا ذهبي الفم ! أما الحادثة فهكذا كانت:
أقام الملك أركاديوس تمثال من الفضة الخالصة لزوجته الملكة أفدوكسيا ووضعه في أكبر ساحات المدينة بجوار كنيسة أجيا صوفيا.. وفي حفل تنصيب التمثال اجتمع الشعب في الساحة التي تحولت لمسارح وحفلات راقصة.
دخلت الملكة في موكب مهيب وهي لابسة ملابس خليعة وغير محتشمة، فغار القديس يوحنا على الكنيسة فصاح يشجب هذه التصرّفات ووبّخ الملكة على خلاعتها.
فأثار ذلك مشاعر الملكة وبدأت تخطط لعقد مجمع من الأساقفة لاستبعاد ذهبي الفم.. وإذ سمع القدّيس بذلك لم يبال بالأمر بل على العكس وقف في عيد يوحنا المعمدان وبدأ يعظ بهذه الكلمات:
“هوذا هيروديا جديدة في وسطنا. إنها تعود فترقص في ثياب خليعة.. إنها تطلب رأس يوحنا من جديد في طبق ولكن أقول أن يوحنا فضّل أن يكون بلا رأس عن أن يكون بلا ضمير”.
أدّى ذلك إلى نفي القدّيس يوحنا وبقى في منفاه حتى توفي عام 407م.
سؤال لنبحث له عن إجابة:
إن كان القدّيس يوحنا ذهبي الفم فعل ذلك مع الملكة، ماذا يفعل لو أتى إلى بنات المسيح اليوم وهن في المناسبات والأعياد والأفراح ورأى أكثر مما فعلته الملكة أفدوكسيا.. وأسأل نفسي ماذا ينبغي أن أفعل إن رأيت ما رآه القدّيس يوحنا ذهبي الفم، هل اختلفت الأجيال أمْ أن الوصية ثابتة وقداسة الكنيسة دائمة؟ أمْ أن الحقّ فينا غير معلن كما كان في القدّيس يوحنا ذهبي الفم؟!!
ماذا يقول القدّيس يوحنا ذهبي الفم لفتيات ونساء اليوم؟
أتريدي أن تكوني جميلة؟؟
تسربلي بالصدقة، البسي العطف، توشحي بالعفة، كوني خالية من التشامخ. هذه كلها أوفر كرامة من الذهب. هذه تصير الجميلة كثيرة الجمال. وغير الجميلة جميلة. وعندما تغالين في التزيّن تكونين قد خلعتِ عنكِ حسن الجمال.
يخاطب العذارى قائلًا:
قولي لي لو أعطاك أحد ثوبًا ملكيًا فأخذتيه ولبستِ فوقه ثوب العبيد، أما يكون لك خزي يليه عذاب؟ لقد لبستِ المسيح سيد الملائكة أفترجعين إلى الأرض؟ قولي لي لماذا تتزينين؟ اعلمي إن الرجال قد يُعجبوا بالزينة الخارجية لكن إلى حين، أما ما يجذب قلوبهم بحق، فهو الزينة الداخلية بل وتجذب قلب المسيح أيضًا قائلًا ها أنت جميلة يا حبيبتي.. عيناك حمامتان (نش 1: 15).
احفظن أنفسكن كما زيّنكن أبوكن السماوي. ليظل وجهكن غير فاسد وهيئتكن بسيطة. لتكن عيونكن مستحقة أن تعاين الله. إهزمن الزينة الخارجية، لأنكن يجب أن تهزمن الجسد والعالم. فمن غير المعقول أن تهزمن الأكبر (أي الجسد والعالم) إن خسرتم للأصغر (أي الزينة الخارجية)..
فلترتفع عيونكن نحو الله والسماء وليس إلى أسفل نحو الشهوة والجسد وشهوة العيون ومحبة العالم.. تذكّروا أن الباب ضيّق. احتملن بشجاعة. تقدّمن روحيًا.. أجعلن المسيح يُكافئ فيكن.
ينصح القدّيس النساء المتزوّجات قائلًا:
ليتنا لا نهتم بالمظهر الجميل الباطل وبلا نفع. ليتنا ألا نُعَلم أزواجنا أن يعجبوا بالشكل الخارجي المجرّد.. لأنه إن كانت زينتك هي هذه فإنه يعتاد على رؤية وجهك هكذا فيُمْكِن لزانية أن تأسره بسهولة من هذا الجانب لكن أن تَعَلّم أن يُحبّ أخلاقك الصالحة وتواضعك فإنه لا يكون معدًا للضياع… إذ لا يجد في الزانية ما يجذبه إليها فهي لا تحمل هذه السمات (الأخلاق الصالحة والتواضع) بل نقيضتها.
لا تعلّمي الرجل أن يؤسر بالضحك. ولا بالملابس الخليعة لئلا تهيّئين له السم.