العِلم وظاهرة مديوغورييه – الجزء الثاني
الاسم: الدكتور ماريو بوتا ، Dr. Mario Botta, a Heart Surgeon from Milan جراح قلب من ميلان
مكان وتاريخ الاختبار: مديوغورييه ، 23-24 مارس، 1983 و8-9 ديسمبر، 1983
الإختبارات :
جاء الطبيب ماريو بوتا الى مديوغورييه يرافقه فريق من الأطباء الإيطاليين للقيام بإختبار محدد لفحص نمط قلوب الرؤاة خلال الظهور . خلال يومين في 8،9 كانون اول تابع نبض إيفان . وقام أثناء الظهور بدفع حزام المراقبة الى أعلى ذراع إيفان . بدا إيفان غير واعٍ وبقي نبضه طبيعي .
في 23،24 آذار تم إجراء تخطيط لقلب إيفان ، او ما يُعرف باسم اختبار هولتر . هذا الإختبار يسمح بالمراقبة المستمرة ورصد معدل وانتظام دقات القلب خلال الأنشطة اليومية المعتادة . ويستخدم جهاز هولتر لتحديد اضطرابات في إيقاع القلب. يتم وضع الكترودات – أقطاب كهربائية على الجزء الأمامي من الصدر مع أسلاك الكهربائية، موصولة في مسجل محمول يعمل بواسطة بطارية صغيرة. المسجل يسجل باستمرار ويخزن معدل ضربات القلب في 24 ساعة. بمجرد ازالة الجهاز يقوم طبيب بتحليل رسم إيقاع القلب . بدت النتيجة ان نبض إيفان كان طبيعياً بدأ الإختبار قبل بدء الظهور بعشر دقائق واستمر حتى نهاية القداس الذي تلى الظهور . حينئذ طلب إيفان إزالة الجهاز لأنه اراد الإنضمام الى مجموته للصلاة على جبل الصليب ، والذي كان مقرّراً قبل ان يعرف إيفان بموضوع الإختبار.
الخلاصة:
اختتم الدكتور بوتا تحليله بما يلي:
“لا يغيّر ولا يقمع الإنخطاف فيزيولوجية ووظائف الأعضاء بل تبقى طبيعية بل يتجاوز ذلك إلى حد ما ، واضعاً الرؤاة في مستوى أعلى . ولذلك، فمن المستحيل دراسة الظهورات باستخدام الأساليب العادية لتحليل وتشخيص الأعراض”.
وبسبب ذلك، استنتج الطبيب بوتا أن “الظهورات تدعو إلى الانفتاح والإيمان في العذراء التي يدّعي رؤاة ميديوغوريه انهم يشاهدونها.”
حقيقة مثيرة للاهتمام:
صرّح الأب ريننه لورنتين ان لقاءه الأول مع دكتور بوتا كان في 23 آذار اثناء الظهور حين كان يجري الإختبار . في نهاية الظهور ، وفقاً للأب لورنتين ، وقف الرؤاة وقالوا :”ابتسمت السيدة العذراء لرؤيتها إيفان وعليه الأسلاك الكهربائية . سألناها عن رأيها فأجابت “ليس ضرورياً” . كان الطبيب بوتا متمعّن للغاية في الجانب السلبي من هذا الإعلان “ليس ضرورياً” ، قلت له لا يعني هذا القول ان هناك لوم مُرفق به . ووافق الأب توميسلاف فلاسيك مع هذا التفسير . فالسيدة العذراء تكرّر بلا توقف ان الشيء الأساسي هو الصلاة . كل شيء آخر ، بما في ذلك الإختبارات والتجارب هو ثانوي .
ومع ذلك، اضطرب الدكتور بوتا من اجابة الظهور لدرجة انه أوقف التجارب التي كان مزمعاً ان يقوم بها وغادر مديوغورييه بعد الانتهاء من اختبار واحد فقط . وقال انه يشعر أن هذا الاختبار يؤكد نتائج إختباراته السريرية الأخرى .
الاسم: الدكتور فيليب مادري Dr. Phillipe Madre
مكان وتاريخ الاختبار: مديوغورييه، 23-25 أغسطس، 1983
الدكتور فيليب مادري أسّس عيادة متميّزة في كاستر. يدرس ويختبر فيها التمييز اللاهوتي والعوامل الجسدية . جاء الى مديوغورييه، في التواريخ المذكورة أعلاه، لأسباب دينية اكثر من العلمية. لكنه كان مؤهّلاً تأهيلاً عاليا لدراسة نتائج الاختبارات والتجارب التي أجريت على الرؤاة . في ذلك الوقت، كانت الشرطة الشيوعية تضايق الكثير من الأجانب الذين كانوا يأتون إلى مديوغورييه. فبعد يوم واحد فقط من وصوله اليها ،ألقي القبض على الدكتور مادري جنبا إلى جنب مع اثنين من الكهنة الذين رافقوه ، وتم ترحيلهم بعد ايام . كان لدى الدكتور مادري القليل من الوقت لمعالجة ودراسة البيانات العلمية،تمكّن أن يعطي فقط انطباعه العام على الظواهر، بناء على حدسه.
الأب لورنتين ذكر أن الدكتور مادري:”… درس دون تحفظ وضع الصحة البدنية والنفسية للرؤاة” ولاحظ تنميتهم الروحية، وخاصة في حالة ماريا”.
اختبارات أخرى
في عام 1984 جاء مراراّ من ايطاليا العديد من الأطباء والأساتذة المتخصّصين والمتمرّسين بإتّجاهات طبية مختلفة ومتنوّعة . زاروا بعض الأحيان الأسقف فرانيك وشاركوه بآرائهم بخصوص ظواهر مديوغورييه. بعضها سُجّلت وتم توثيقها بأنها حكمهم حسب استنتاجهم المهني العلمي . كانوا يعملون بشكل مستقل، ولكن النتائج التي توصلوا إليها أكدت ودعمت بعضها البعض. فيما يلي قائمة جزئية من هؤلاء الأطباء :
الاسم: الدكتورة ماريا فريدريكا ماغاتي Dr. Maria Frederica Magatti ، طبيبة إيطالية
مكان وتاريخ الاختبار: ميديوغوريه، 03-04 فبراير، 1984 و22 مارس 1984
اختبار أو الإجراء:قامت الدكتورة ماغاتي في عمل تحليل سريري لظهور كانت حاضرة مع الرؤاة اثناءه في 03-04 فبراير، 1984 في مديوغورييه. درست استجابة الرؤاة لتحفيزات مختلفة، مثل مناداتهم ، ولمسهم وقرصهم. وسُلّط مصباح كاشف سينمائي تبلغ قوّته 1000 واط على عيونهم لمعرفة إذا هناك تغيير في حجم البؤبؤ في عيونهم (بؤبؤ العين يتجاوب مع الضوء يتوسّع في الظلام ويتقلّص عند الضوء).
الاستنتاجات : وفقا للدكتورة ماغاتي
“نحن نتعامل مع انخطاف لأنه خلال الأحداث يفقد الرؤاة الإتصال مع العالم المحيط بهم. ظلوا غير حساسين لأي تحفيز: النداء ، واللمس، والقرص -دون أي رد فعل ، ولا حتى إشارة صغيرة للألم في حالة القرص. وعند تسليط ضوء 1000 واط على أعينهم بقيت دون أن يتسبب الضوء الشديد في تغيير قطر وحجم البؤبؤ . واصلت جفونهم الرمش وفقا لإيقاعها الطبيعي العفوي عند ملامسة وجوههم.
درست الدكتورة ماغاتي أيضا حركات الجسم للرؤاة اثناء الإنخطاف : رُفعت ذراع إيفان خلال الإنخطاف. وأشارت إلى أنه لم يكن هناك مقاومة ، وأن ذراعه عادت إلى وضعها الأصلي عندما تُركت ، من خلال ما يشبه حركة إرادية . عند ركوع الرؤاة، تم رفع ياكوف عن الارض وجعل ساقيه مستقيمتين دون لمس الأرض . عندما أنزِل ، عاد فورا إلى وضع الركوع ، على ما يبدو بشكل إرادي .
هناك شعبتين في الجهاز العصبي اللاإرادي . يستجيب النظام الودّي مع الضغط والجهد ، فهو يُسرّع دقات القلب، ويزيد ضغط الدم، اي بشكل عام يُهيّئ الجسم للعمل. النظام اللاوُدّي هو أكثر أهمية حين يكون الجسم في حالة راحة، لأنه يؤدي إلى إبطاء معدل ضربات القلب ، وانخفاض ضغط الدم ، ويحفّز الجهاز الهضمي . مع الرؤاة ، بقيت ضربات القلب دون تغيير ولم هناك مؤشر على العرق أو الدموع . النشاط الحركي الوحيد الذي لوحظ أنه اراديّاً كان حركة الشفتين خلال الحديث مع الظهور (العذراء).
أثبتت التجارب أن الرؤاة لم يكونوا متصلّبين الجسم ، والذي هو أحد أعراض او شروط إضطرابات عصبية معينة ، وتشمل جسم وأطراف جامدة متخشّبة ، بقاء الأطراف في نفس الوضعية عندما تُحرّك ، وفقدان السيطرة على العضلات وإبطاء وظائف الجسم . خلال الظهور لم يكن هناك تغيير ملحوظ عند الرؤاة في الجهاز العصبي اللإنباتي . هذا هو جزء من الجهاز العصبي الذي يتحكم في الوظائف لا يُسيطَر عليها إرادياً ، بما في ذلك معدل ضربات القلب ونشاط الأمعاء ، وإنتاج العرق.
من نتائج اختباراتها، شهدت الدكتورة ماغاتي ما يلي :
“… نستنتج ان نظام الجهاز العصبي للرؤاة طبيعي بشكل مطلق ، على الرغم من وقف الوعي عندهم وانقطاع إحساسهم مع العالم الخارجي”.
الاسم: الدكتورة لوسيا كابيلو Dr. Lucia Capello ، من موستار
مكان وتاريخ الاختبار: مديوغورييه، 5-6 فبراير، 1984 و23 مارس 1984
كانت الدكتورة لوسيا كابيللو حاضرة اثناء الظهورات في فبراير 5-6 و23 مارس 1984، في مديوغورييه حيث راقبت إيفان، ياكوف وماريا ثلاث مرات، وفيتسكا وإيفانكا مرة واحدة.
الاستنتاجات:
قدمت الدكتورة كابيللو العديد من الملاحظات المشابهة لتلك التي قدّمتها الدكتورة ماغاتي. على وجه الخصوص أشارت في تقريرها ما لاحظت باسم “التزامن الثلاثي”، أو بالأحرى ثلاث حركات رئيسية في وقت واحد أثناء الإنخطاف:
1. يسقط الرؤاة على ركبهم في نفس الوقت، أصواتهم تصبح غير مسموعة بينما تستمر شفاههم بالنطق.
2. أصوات الرؤاة تصبح مسموعة في نفس الوقت، عند الكلمة الثالثة من الصلاة الربّية، أول كلمتين يتلونها وهم في الظهور . ليس هناك أي دليل من شأنه أن يؤدي إلى استنتاج مفاده أن الرؤاة نسّقوا التوقيت ولا يمكن أن يكون هناك تفسيرا أنه حدث لأسباب طبيعية.
3. عيون ورؤوس الرؤاة ترتفع في نهاية الظهور في تزامن واحد كامل ؛ كلمة ‘ode’ التي معناها ‘لقد ذهبت”، التي يقولها واحد أو عدد من الرؤاة ، لا يمكن أن تؤخذ على أنها إشارة. في بعض الأحيان لا تُلفظ على الإطلاق. واحياناً أخرى هي واضحة وتُلفظ في وقت واحد من قِبل عدد من الرؤاة .
من بين التزامنات الثلاثة ، فالأول ، وفقا للأب لورنيتن، ربما يمكن أن يعزى إلى أسباب طبيعية، على الرغم من أن هذا لا يعني أنه كذلك، ولكن الثانية والثالثة ليس لها اي تفسير طبيعي. ما يلاحظ، إذن، يدل على أن هناك شيئا لا يتمكن من رؤيته إليه سوى الرؤاة ولا يمكن مشاهدته من قبل الحاضرين أثناء الظهور .