العذراء سيدة تشكوينكيرا – معجزة اللوحة التي جدّدتها السماء وأعادت إليها بهاءها
سيدة تشكوينكيرا
سيدة تشكوينكيراهو اللقب الذي تُكرَّم فيه العذراء مريم في العديد من الأماكن في أمريكا اللاتينية، وهو مرتبط باللوحة المحفوظة في كاتدرائية المدينة.
اسم المدينة Chiquinquira تشكوينكيرايعني “مكان الضباب والمستنقعات”، وتقع المنطقة على ارتفاع يزيد عن 2000 متر فوق سطح البحر.
في عام 1555، قام رجل يدعى دون أنطونيو ببناء كنيسة صغيرة بالقرب من منزله وطلب من الراهب الدومينيكاني الأب أندروز جادراك، أن يحصل له على لوحة للسيدة العذراء. قام صائغ الفضة والرسام ألونزو نارفيز بهذا العمل. وطلب الراهب من الرسام أن تحمل السيدة العذراء مسبحة لأنها الشعار الرسمي لرهبنته.
كان القماش يتسع لصورتين أخريتين على جانبي العذراء، وتقرّر رسم القديس أنطونيوس البدواني على اليمين والقديس أندراوس الرسول على اليسار. تم إنهاء اللوحة ووضعها فوق مذبح الكنيسة الصغيرة، ولكن بما أن الكنيسة كانت من التبن والقش، فقد تلاشى الطلاء تحت تأثير الشمس والهواء والمطر.
كانت الأضرار كبيرة لدرجة أن كاهن المدينة أزالها من فوق المذبح. بعد فترة نُقلت اللوحة إلى تشكوينكيرا حيث اشترتها امرأة تقية تدعى ماربا راموس. بالرغم من أنّ اللوحة لم تُظهر سوى خيال باهت يخلو من التفاصيل في المكان الذي رُسمت فيه العذراء، إلا أن ماريا علّقّت اللوحة وكانت تكرّمها بإجلال.
معجزة تجدّد لوحة سيدة تشكوينكيرا
في أحد الأيام بينما كانت السيدة ماريا راموس تعمل سمعت فجأة بضع طرقات، كأن أحدًا يناديها. فبحثت عن المصدر وتفاجأت برؤية أنوار تنبعث من اللوحة وتجلّت أمامها المعجزة الرائعة حيث أخذت تتجدّد فجأة ألوان اللوحة التي لم تقم أي يد بشرية بعملية ترميمها. فبدأت بالصراخ: “معجزة! معجزة!”
أسرع كثير من الناس عند سماعهم صراخ المرأة وشهدوا المعجزة.
في وقت قصير، أصبح منزل المرأة المتواضعة مكانًا تعبّد كبير لسيدة تشكوينكيرا، يؤمّه حشود كبيرة من المؤمنين. واليوم أصبح اسم الشارع حيث منزل ماريا شارع المعجزة.
كانت هذه هي الأولى من سلسلة طويلة من المعجزات التي أدت إلى تعبّد شديد من جانب الشعب الكولومبي تجاه سيدة تشكوينكيرا. اليوم، هي راعية كولومبيا وفنزويلا.
تم نقل اللوحة إلى معبد صغير تم بناؤه لتكريم القديس يوحنا، إلى أن تم تشييد كنيسة أكبر سميّت كنيسة المعجزة تكريمًا لسيدة تشكوينكيرا. اكتمل بناء الكنيسة عام 1858.
في 9 يناير 1910، أجاز البابا بيوس العاشر التتويج الكنسي للوحة سيدة تشكوينكيرا في كولومبيا، ومنح الكنيسة لقب بازيليك. لكن التتويج لم يتم تنفيذه بسبب الاضطرابات السياسية السائدة في ذلك الوقت. في 9 يوليو 1919، بأمر من الكرسي الرسولي ، توجت الصورة المقدسة ببهاء في بوغوتا، وفي عام 1944 مُنحت صولجان الذهب والمجوهرات الثمينة بصفتها الملكة الأم لكولومبيا.
عذراء تشكوينكيرا هي القلب المعزّي لكولومبيا وفنزويلا والإكوادور.في 3 يوليو 1986، زار البابا يوحنا بولس الثاني البازيليك وصلى من أجل السلام في كولومبيا عند قدمي صورة مريم العذراء.
صلاة إلى سيدة تشكوينكيرا
يا سيدة تشكويكيرا، سيدة الوردية التي لا شبيه لها، أمّ الله، وسلطانة الملائكة، المحامية عن الخطأة، ملجأ وتعزية البائسين والمُتعبين، أيتها العذرء القديسة الممتلئة قدرة وصلاحًا، أعطفي علينا بنظرة حنونة، لأنك عوننا في جميع المخاطر والمصاعب التي تحاربنا. آمين