السماء حزينة ومريم العذراء تبكي
هل من الممكن أن العذراء تبكي وهي في السماء؟ هل يوجد حزن في النعيم السماوي؟
تقول ميريانا في كتابها “قلبي سوف ينتصر” أنّ السيّدة العذراء تبكي خلال بعض الظهورات،
وكثيراً ما كانت عيناها مليئة بالدموع!
والشهود الآخرون ذكروا أنها ظهرت عدّة مرّات وعلامات الحزن بادية على وجهها بوضوح.
في حين أن معظم ظهوراتها بدت تشعّ فرحاً سماويّاً.
في ظهوراتها في لا ساليت ظهرت باكية. بكاؤها جعل الأطفال يشعرون بضيق عظيم.
في ظهورها المثبت في بوتمان، تناوبت ملامح العذراء القدّيسة. كانت أحياناً توزّع الإبتسامات الرقيقة،
وأحياناً أخرى بدت حزينة جداً وذرفت الدموع السخيّة.
قد نعتقد أن الأمّ السماوية لا يمكنها البكاء، فهي في النعيم السماوي.
لكنها تؤكّد بكاءها في العديد من ظهورتها. نعم العذراء تبكي.
لكن إن فكّرنا جيدّاً في الأمر، فإنّ أولئك الذين يعانون هم من يبكون.
مريم تحبّنا محبّة أموميّة. نحن لا نتصرّف مع الله بشكل جيّد، وكما ترغب هي.
لذلك نحن نؤذي أنفسنا وهذا ما يسبّب المعاناة لمريم، أمّ الرحمة.
لا نفكّر أن السماء ممكن أن تعاني وتحزن. لكنها تفعل، وذلك بسببنا نحن.
في عدّة رسائل ذكرت مريم العذراء حزنها وبكاءها:
“إنّ قلبي الطاهر ينزفُ وأنا أنظرُ إليكم في الخطيئة وفي العادات الخاطئة.”
“حتّى اليوم، كثيرون من أولادي لا يعرفون ابني، ولا يريدون التعرّفَ إليه.
إنّهم غيرُ مبالين. وبسبب لامبالاتهم، يتعذب قلبي بألم كبير..”
تقول السيّدة العذراء:
“لا تفقدوا الشجاعة. صلّوا وأحبّوا بعضكم البعض. واستسلموا لله الآب.
آمنوا بحبّه. وسلّموا أنفسكم لي.”
“أتوسّل إليكم! لا تدعوني أسكب دموعاً من دم بسبب الأنفس التي تضلّ في الخطيئة.”
“أنا كئيبة! أتمنّى أن تصغوا إليّ وأن تعملوا برسائلي.”
“أنا أمّ! وأشعر بألم جارح تجاه الذين ضلّوا سواء السبيل.”
تعالوا نعمل على ما تطلبه منه العذراء المباركة. تعالوا نمسح الدموع من عينيها.
تعالوا لنعزّي قلبها الكلّي الطهارة.
من منّا يستطيع احتمال مشاهدة أمّه الأرضيّة تبكي. ألا نسخّر كل طاقاتنا لنمسح الحزن عن وجهها؟
فكيف نستطيع العيش كأنّه لا يعنينا ولا تلمس قلوبنا وتمزّقها، معرفة أن أمّنا العذراء تبكي ؟
ونحن سبب بكائها؟!
إن رغبتم معرفة كيف بإمكانكم إسعادها، فقط عودوا الى رسائلها واعملوا بنصائحها وتعليماتها الأمومية!
هذا ما تعنيه العذراء القدّيسة عندما تقول “أولادي الأحبّة، عيشوا رسائلي!”