قصص القديسين

الحبّ لا تُعيقه الحواجز – ماذا كانت هديّة يسوع للقدّيسة فيرونيكا إضافة إلى وجهه المطبوع على منديلها؟

هديّة يسوع للقدّيسة فيرونيكا

هنالك امرأة في الإنجيل أدركت العلاقة بين المعاناة الشديدة والمجد، واقعان متشابكان يشهده العالم اليوم. هذه المرأة هي القدّيسة فيرونيكا التي مسحت وجه الرب يسوع في طريقه إلى الجلجلة.
بحسب رؤيا الطوباوية مارت روبين، اسمها الحقيقي كان سيرافييا. وهي ابنة عم السيّدة العذراء المباركة وبالكاد تكبرها. لقد أحبّت وعبدت يسوع، وهي التي اهتمّت بيسوع في الهيكل وأطعمته عندما فقده والداه وهي في الثانية عشرة من عمره لثلاثة أيام.

عندما سمعت الصراخ والانفعالات في الشارع تحت نوافذها، ورأت يسوع يحمل صليبه محاطًا بالجنود وهو دامي ومكلّل بالشوك، تسارعت نبضات قلبها وهرعت إلى الخارج وسط الموكب الشرير من الجنود الرومانيين القساة والفريسيين الحقودين والمتفرجين الساخرين الذين كانوا يرافقون يسوع ويشتمونه ويضربونه وهو صامت يحتضن الصليب.

فقط الله يعلم كيف تمكّنت من الاقتراب منه، بالنظر إلى أن جنود الرومان والحرّاس الآخرين مع خيولهم شكلوا حاجزًا غير قابل للاختراق. انطلقت، مع ذلك، مع العلم أنها قد تتعرض لإصابة خطيرة أو حتى الموت. لكن الحبّ لا تُعيقه الحواجز ويعرف كيف يفتح ثغرة!

كانت هناك، واقفة أمام يسوع، المشوّه، كلّه جرح واحد من قمة الرأس إلى أخمص القدم. لا يمكن التعرف عليه ولم يعد يبدو إنسانًا. وجهه المعبود مليء بالدماء والبصاق، بالكاد كان لديها الوقت لمسح وجهه بوشاحها قبل أن يطردها الجنود الرومان. ومع ذلك، عندما تشابكت عيناها مع عينَيّ يسوع، رأت في نظرته شيئًا لن تنساه أبدًا! ثم أدركت سيرافييا أن وجه يسوع قد طُبِع على وشاحها … أعجوبة لا تصدق! ذخيرة من أعظم الذخائر!

ولكن هناك ما هو أعظم من ذخيرة على قطعة قماش: أراد يسوع منحها هدية أخرى، ليكافئ بادرة المحبّة والرحمة التي أظهرت تجاهه: لقد طبع نار قلبه في نفسها حتى تتمكّن من حمل ختم حبّ المسيح داخلها. من الآن فصاعدا أصبحت سيرافيا شخصًا مختلفًا. لبقية حياتها، شعرت بنار المحبة والرحمة المشتعلة بداخلها.

لماذا هذه القصة اليوم؟

الكنيسة في عذاب. الرعاة بدون رعيّتهم، والقطيع بلا راعي، والكنائس مغلقة. لا يوجد قداديس عامة، ولا أسرار، ولا تجمعات للصلاة … ولكن، كما أخبرتنا السيّدة العذراء في العام الماضي: “الكنيسة هي ابني!” الكنيسة هي مثل سيّدها وعريسها، ها هي تتحمل العنف وتتعرض للضرب. حتى أن البعض يتركها في حالة حرجة. لكن هذا ليس وقت الهجران!! على العكس من ذلك، هذا هو الوقت الذي نذهب فيه، مثل سيرافييا، أمام يسوع وهو سجين في سلاسل لنظهر له حبّنا غير المشروط.

بعيدًا عن الأنين والشكوى، نريد أن نرحّب بالمصلوب، الذي قام من الموت، منتصرًا على الشر، والذي سيحوّل الجائحة التي تجعلنا نعاني إلى شعلة لهيب من الحبّ والمجد. بعد هذه المحنة، مهما كانت صعبة، أمامنا إنتصار قلب مريم الطاهر الذي أعده الله. من خلال عبادة ملكنا سنعجّل هذا الانتصار. في تعبّدنا ليسوع، لن تفشل نظرته الجميلة المليئة بالحنان والرحمة والحبّ، في الولوج إلى أعماق أرواحنا ، وإيصال شعلة لهيب محبّته، وشفاء نفوسنا من الفراغ والخوف.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق