البابا فرنسيس لم يغيّر تعاليم الكنيسة حول زواج المثليين! كشف الحقيقة الكاملة وراء التلاعبات العديدة في تصريحه المثير للجدل!
البابا فرنسيس لم يغيّر تعاليم الكنيسة حول زواج المثليين!
أوردت العناوين الرئيسية العالمية أن البابا فرنسيس يؤيد الزيجات المدنية للمثليين. معلّقة بأن تصريح الأب الأقدس هو تحوّل كبير في تعاليم الكنيسة الكاثوليكية حول العلاقات المثلية.
ما لم يفعله البابا فرنسيس
لم يغيّر الأب الأقدس تعاليم الكنيسة حول طبيعة الزواج، ولم يقترح أن ترتيبات أخرى يمكن أن تجعل العلاقات المثلية معادلة للزواج. بل إنها تتحدث، بالأحرى، عن نهج رعوي لهذه القضايا.
إنّ الإرشاد الرسولي Amoris Laetitia يدعو إلى التعاطف مع المثليين وعائلاتهم (250). هذه الوثيقة نفسها تعلّم أيضًا أنه “”فيما يتعلق بمشاريع مساواة الزواج بتلك الاتحادات المرتبطة بأشخاص مِثليين، لا يوجد أي أساس على الاطلاق لاستيعاب او توفير أي نوع من التشابه، ولا حتى من بعيد، بين ارتباط المثليين وتدبير الله حول الزواج والعائلة”. ومن غير المقبول “ان تعاني الكنائس المحلية من ضغوط في هذا الموضوع، أو أن تشترط هيئات دولية تقديم مساعدات مالية إلى الدول الفقيرة بإدخال قوانين تسمح بـ «الزواج» بين أشخاص من نفس الجنس“ (251).
بالقول إن “الأشخاص المثليين” لهم “الحق” في أن يكونوا “داخل أسرة” أو “جزء من الاسرة” (يعتمد على الترجمة)، لا يتحدّث البابا فرنسيس عن مسائل قانونية معقّدة مثل التلقيح الاصطناعي أو التبني. بل يشير إلى العائلات الأصلية وأنه لا ينبغي طرد المثليين أو حرمانهم من حب والديهم وإخوتهم وأقاربهم. لو كان الأب الأقدس يفكر في أكثر من ذلك، لكان قاله بوضوح؛ إنه يردد هنا ما علّمه في Amoris Laetitia.
هل “صادق” البابا على الزواج المدني؟
تناول الجزء الثاني من تعليق الأب الأقدس الترتيبات القانونية للأزواج من نفس الجنس:
“ما يتعين علينا إنشاؤه هو قانون تعايش مدني؛ بهذه الطريقة يتم تغطيتهم قانونًا”.
إن قول الأب الأقدس “علينا إنشاؤه “ قد فسره البعض على أنه نوع من التفويض البابوي، لكن هذا خطأ ولا يمكن إعطاء هكذا تفويض على تعليق عابر.
كما تم توثيقه جيدًا في السيرة الذاتية للبابا فرنسيس، في عام 2010 ، بصفته رئيس أساقفة بوينس آيرس، حارب “زواج” المثليين. صرّح بوضوح بأنّ “الزواج هو فقط زواج الرجل والمرأة، ولكن الأفراد في العلاقات الأخرى (المثليين) يمكن أن يُمنحوا الحماية القانونية”.
وفي مناسبات عديدة موَثّقة، حذر الأب الأقدس من التهديدات لمؤسسة الزواج، وقال إن قبول المثليين وسط أسرتهم أو قبول اتّحاد مثلي في القانون المدني، “لا يعني الموافقة على الأفعال المثلية”.
إساءة ترجمة كلمات البابا
إنّ الترجمة الإنكليزية، والتي كانت الترجمة التي استخدمها جميع الصحفيين الناطقين باللغة الإنكليزية في تقاريرهم – ومنها تُرجمت إلى لغات عديدة – لم تكن أمينة لما قاله البابا فرنسيس في المقطع. يرجع التناقض إلى إشارة البابا فرنسيس إلى قانون “التعايش المدني” “convivencia civil”، وهو يختلف عن “الاتحاد المدني أو الزواج المدني” الذي استُخدِم في الترجمة.
في مقابلة عام 2014 مع كورييري ديلا سيرا الإيطالية، سُئل البابا فرنسيس عما إذا كانت الكنيسة يمكن أن تقبل إضفاء الشرعية على الاتحادات المدنية. رد البابا فرنسيس بالقول: “الزواج هو بين رجل وامرأة”، مميّزًا بين الزواج والاقتران المدني. وأضاف: إنّ الدول تريد تبرير الاتحادات المدنية لتنظيم أوضاع مختلفة من التعايش، مدفوعة بضرورة تنظيم الجوانب الاقتصادية بين الناس، مثل ضمان الرعاية الصحية.
كشف التلاعب
أثيرت أسئلة حول ما إذا كانت المقابلة التي تضمنت لقطات للبابا فرنسيس يقول إنه يدعم الزواج المدني كانت جزءًا من محادثة مع مخرج الفيلم الوثائقي الجديد، يفغيني أفينيفسكي، أم أنها جاءت من جزء من مقابلة أجرتها مع البابا فالنتينا ألازراكي من قناة Televisa.
أخبر السيد أفينيفسكي عدة صحفيين أن الاقتباس عن التعايش المدني جاء من مقابلة أجراها مع البابا بواسطة مترجم، على الرغم من أنه لم يحدد متى أُجريت المقابلة.
أفاد أنطونيو سبادارو، أحد أكثر مستشاري الاتصالات الموثوق بهم للبابا ومحرر المجلة اليسوعية La Civiltà Cattolica، بأن المقطع كان من مقابلة السيدة ألازراكي، صحفية مكسيكية أجرتها قبل عام.
قارن السيد McElwee من National Catholic Reporter المقاطع من المقابلتين جنبًا إلى جنب ووجد أن اقتباس البابا حول “حق المثليين في أن يكونوا جزءًا من الأسرة” تم تضمينه في الفيلم الوثائقي للسيد أفينيفسكي من المقابلة مع السيدة ألازراكي، لكن جملة البابا التي تلتها مباشرة “هذا لا يعني الموافقة على الأفعال الجنسية المثلية”، قد تم حذفه!
يبدو الإعداد في المقابلة مطابقًا للمقطع المستخدم في الفيلم الوثائقي الجديد. المشهد في كليهما مطابق تمامًا، يجلس البابا فرنسيس في غرفة في كازا سانتا مارتا على كرسي مزين بالذهب وخلف كتفه الأيمن كرسي قماشه عبارة عن نمط خلايا العسل، وميكروفون صغير في نفس المكان على ثوبه، وزاوية التصوير مطابقة في كليهما.
لذلك، لا! لم يغيّر البابا تعاليم الكنيسة، لكنه غيّر بالتأكيد اللهجة الرعوية التي تقترب بها الكنيسة من المثليين وزادها تعاطفًا مع احتياجاتهم الاجتماعية والقانونية.
المصادر:
National Catholic Register
Catholic News
America Magazine