“إفعلوا ما تأمركم به”! هل هناك علاقة بين ظهورات العذراء في فاطيما وعرس قانا الجليل؟
كثيراً ما نسمع “أصدقاء فاطيما المزيّفون”، يتحدّثون عن ظهورات العذراء في فاطيما على أنها نبوءة نادرة، او أقلّه تحذير إلهي.
يريدون منّا أن نتصوّر رسالة العذراء كانت أكثر من مجرّد تكرار لما أعلنته الكنيسة دائماً: اي دعوة للإرتداد وتشجيع على أعمال التكفير والتعويض عن خطايا البشرية.
صحيح أنه أينما ظهرت مريم: سواء في غوادالوبي في المكسيك، أو في فاطيما في البرتغال، أو حتى في الكتاب المقدّس، نجد أن أعمق رغبة لديها تبقى ذات الرغبة في جميع الأوقات..
إنها رغبة يمكن تلخيصها في عبارة بسيطة لكنها مانحة الحياة، قالتها في عرس قانا الجليل.
“إفعلوا ما يأمركم به”!
ومع ذلك، هناك شيء فريد بخصوص فاطيما. يتعدّى التحذير الشديد الذي أصدرته السيدة العذراء بشأن الكنيسة والتغيير إيمانها، ليتورجيتها، لاهوتها وروحها”. في الواقع، أصدرت السيدة العذراء تحذيراً مماثلاً في أكيتا، اليابان.
بالرغم من ذلك، نجد في فاطيما تكامل فريد من نوعه بين رسالة العذراء المركزية في ظهورها بالبرتغال وبين الدور الذي لعبته في عرس قانا الجليل قرب الناصرة. إنه التكامل الذي يعكس جمال الحب المتبادل بين الأم العذراء وابنها الإلهي.
في حين أن رسالة سيّدتنا العذراء كانت دائماً وفي كل مكان توجيه البشر نحو الطريق الى الرب يسوع قائلة: “إفعلوا ما يأمركم به”! في فاطيما، نكتشف أن إرادة ابنها نوعاً ما هو أن يبادلها الدور، مشيراً الى الطريق الى أمّه المباركة كما لأو أنه يقول:
“إفعلوا ما تأمركم به”!
في القسم الأول من سرّ فاطيما، أعلنت السيدة العذراء: يرغب الله بنشر التعبّد لقلبي الطاهر في العالم أجمع”.
في عام 1936 كتبت الأخت لوسيا الى مرشدها الروحي، معلمة إياه أنها سألت الرب يسوع لماذا من الضروري تكريس روسيا. كان جوابه جميلاً جداً وذو أهميّة كبيرة في نفس الوقت. قال:
“لأنني أريد أن تعترف كنيستي كلّها بالتكريس، بمثابة انتصار لقلب مريم الطاهر”.
أما لماذا هو في غاية الأهمية، فقد شرح للوسيا أن رغبته هي أن يضع التعبّد لقلب مريم الطاهر الى جانب التعبّد لقلبه الأقدس.
في قانا الجليل، أرادت السيّدة العذراء أن يتمّ الإعتراف علناً بحقيقة من يكون: ابن الله . رغبت أن تُرسي عبادته، لهذا هيّأت وأفسحت المجال أمام معجزة كبرى، ونتيجة لذلك، بحسب الإنجيلي يوحنا: هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ. (11:2)
في فاطيما نجد أن الرب يسوع يرغب في أن تُعرَف مريم بحقيقة من تكون: الوسيطة لجميع النِعم. ومشيئته هي أن يُؤسّس في العالم عبادة قلبها الطاهر، فهيّأ لمعجزة كبيرة ، ستكون نتيجتها تحوّل روسيا وزمن من السلام!
في كلتا الحالتين، مساهمة البشر ضرورية وحاسمة.
في قانا، ظهر مجد الرب أمام تلاميذه، حين فعل الخدم كما أمرهم يسوع.
في فاطيما، تلألأ مجد مريم أمام 70،00 شخص في معجزة الشمس.
ومع ذلك، هل تفعل الكنيسة والمؤمنون ما يرغب فيه الرب يسوع؟