هل سمعتم عن ظهور السيّدة العذراء “أمّ التعزية” والزنّار الأسود العجائبي؟ إليكم قصّتها
ظهور السيّدة العذراء “أمّ التعزية” والزنّار الأسود
هل تساءلتم ما قصة هذه اللوحة وما هو الشيء الذي في يد السيّدة العذراء ومن هم الشخصان اللذان في اللوحة؟
ظهور السيّدة العذراء “أمّ التعزية”
يُحكى أنّ القدّيسة مونيكا، أنّ القدّيس أوغسطينوس، التي ترمّلت حديثًا، وكانت قلقة على مصير ابنها البعيد عن الإيمان والغارق في الملذات الدنيوية، توسّلت إلى العذراء الطوباوية وطلبت مساعدتها في ضيقها.
ظهرت لها السيّدة العذراء وهي تحمل الطفل يسوع وحلّت زنّارًا أسود كان معقودًا على وسطها وأعطته للقديسة مونيكا وطلبت منها أن ترتديه كعلامة على تعزيتها وحمايتها كما وعدت بتعزية وحماية كل شخص يرتديه.
يقول التقليد أن مونيكا كانت ترتدي الزنّار (كوريا بالإسبانية) طوال الوقت وأعطته لاحقًا لابنها بعد ارتداده. أصبح الزنّار الأسود فيما بعد جزءًا من ثوب النظام الأوغسطيني الذي لا يزال من الممكن رؤيته في جميع فروع العائلة الأوغسطينية.
في عام 1436، في بولونيا التي في إيطاليا، نشأت أخوية “أمّ التعزية” ، والتي كان أعضاؤها يرتدون هم أيضًا الزنّار الأسود. يقع المقر الرئيسي لهذه الرهبنة الآن في كنيسة القديس أوغسطينوس في روما. في كنيسة القديسة مونيكا، في عام 1765 عُلقت لوحة مادونا ديلا سينتورا (سيدة الزنّار) للفنان جيوفاني جوتاردي، والتي تُظهر العذراء وهي تعطي الزنّار لكل من أوغسطينوس ومونيكا.
في البداية، احتفلت الرهبنة الأوغسطينية بعيد “أمّ التعزية” يوم الأحد بعد عيد القديس أوغسطينوس (28 أغسطس). في عام 1914، نقله الكرسي الرسولي إلى يوم السبت بعد عيد القديس أوغسطينوس. الآن يكرّم الأوغسطينيون حول العالم “أمّ التعزية” في 4 سبتمبر.
يمكن اليوم مشاهدة نسخة عن لوحة ” سيّدة الزنّار” تقريبًا في كل دير وكنيسة تابعة للنظام الأوغسطيني. وبعضها لوحات أصلية لفنّانين عظام.
تتويج “أمّ التعزية”
نظرًا للمعجزات الكثيرة المنسوبة لشفاعة أمّ التعزية، تم تتويج سيّدة الرهبنة الأوغسطينية بشكل قانوني في يوم عيدها، 4 سبتمبر 2000 – الذي صادف عام اليوبيل العظيم.
يتم تكريم العذراء مريم كأم التعزية، لأن الله أرسل يسوع المسيح المعزي إلى العالم من خلالها. يذكرنا التعبّد لسيدة التعزية بأن هناك عزاء في خضم الحياة، حتى وسط الألم والمعاناة.
مريم هي حقًّا أمّنا، لأنها تلميذة أمينة لابنها، وقد تعلمت جيدًا دروس المحبة غير الأنانية والخدمة السخية. بصفتها أم التعزية، فهي قريبة بشكل خاص من أولئك الذين يحتاجون إلى التعزية والتشجيع والراحة.
يا أمّ التعزية – صلّي لأجلنا