مواضيع روحية

“يا إلهي، إنه حيّ ويتنفّس!” عمليّة إجهاض “فاشلة” تحوّلت الى مأساة مروعة!

في الولايات المتحدة،‏ الإجهاض هو الاجراء الجراحي الثاني الاكثر شيوعاً،‏ بعد استئصال اللوزتين.‏ فسنوياً،‏ تُجرى فيها اكثر من 1.5 مليون ، من مجموع 60 مليون عمليّة إجهاض تجرى سنويّاً في جميع أنحاء العالم

تشير التقارير والإحصائيات أن كثيراً من الأطفال (الأجنّة) يبقون على قيد الحياة بعد عملية إجهاض فاشلة، ويبلغ عددهم بضعة آلاف في السنة الواحدة. لكن معدودين هم الذين يتلّقون المساعدة الطبية لإبقائهم أحياء. في معظم الأحيان يُتركوا ليموتوا وهم يصارعون من أجل التنفّس، او من البرد والإهمال.

ينصّ القانون المتّبع في معظم الدول المتطوّرة أنّ على عيادة الإجهاض توفير المساعدة الطبّية اللازمة للأطفال الذين ينجون من الموت خلال وبعد عمليّة الإجهاض . بالرغم من ذلك لا تزال صناعة الإجهاض تُحارب هذا القانون وتُخفي المعلومات الكاملة والصحيحة. معظم هذه العيادات ليس لديها أجهزة الإنعاش الخاصّة بالأطفال ولا المعرفة والمعونة الطبية اللازمة لهم. بالنسبة لهذه العيادات والعاملين فيها الجنين ميّت منذ اللحظة الأولى لمباشرتهم بعملية الإجهاض. اي ليس لهم أي حقّ بالحياة!

في شهر شباط الأخير جرت عمليّة إجهاض في مركز الإجهاض في فينيكس أريزونا، نُشرت أحداثها قبل عدة أيام في العديد من المحطّات الإخباريّة وزعزعت الناس بتفاصيلها المروعة:

عمليّة إجهاض

“يا إلهي! الجنين المُجهض حيّ! إنه يجاهد من أجل التنفّس!
كشفت محطة أخبار فينيكس أريزونا، عن تسجيل صوتي صادم تم تسجيله في مركز الإغاثة 911 حول جنين لم يمت خلال عملية إجهاض. ذكر التقرير أن الجنين كان في الأسبوع ال 22 عندما أوقِف الحمل وتمّ إجهاضه. يؤكد التسجيل أن موظّفي العيادة رأوا أنّ الجنين حي ويتنفّس، فقامت الممرّضة بالإتصّال بمركز الإغاثة 911 لطلب المساعدة. استجاب رجال الإطفاء للمكالمة ووصلوا بسرعة الى العيادة برفقة طبيب للعمل على إنقاذ الجنين.
في المكالمة المذكورة قالت الممرّضة: “يا إلهي! الجنين المُجهض حيّ! إنه يجاهد من أجل التنفّس!… قامت الطبيبة بعملية إجهاض لكن الجنين لم يمت بل لديه مؤشّرات حيوية. إنه يتنفّس الآن! نحن بحاجة لفريق إنقاذ لمساعدته. لا يتوفّر لدينا الآلات ولا الإمكانيات لمساعدته… نحن نحاول المحافظة على استقرار الجنين بواسطة تزويده بالأوكسجين… أرجوكم أسرعوا”
سألت عاملة مركز الإغاثة: “هل تضرّر الجنين بأي شكل من الأشكال؟”
“لا، لقد تم شفطه كاملا”.

كشفت تقارير الشرطة أن ممرّضة مركز الإجهاض شاهدت الجنين المُجهض يتحرك لأكثر من 10 دقائق بعد إجهاضه. فبينما أخذته لمعرفة وزنه، قالت أنها شاهدته يتحرك ويُناضل من أجل التنفّس فصرخت “يا إلهي، الجنين يتحرّك، إنه حيّ!”

ألينور ستانلي، الطبيبة التي أجرت عمليّة إجهاض للأم التي تبلغ 27 عاماً ولديها 5 أطفال، قالت أنها اعتقدت الجنين كان بالفعل ميتاً. وأنها أعطت الأمّ قبل العملية بأيام حبوباً تساعد على الإجهاض من شأنها “إيقاف الحمل”. وأضافت أنه في يوم العملية بحثت قبل أن تبدأ عملية الإجهاض على مؤشرات حيوية كدقّات قلب الجنين فلم تجد ما يجعلها تعتقد أنه ما زال حيّاً”.

انه التحقيق الثاني الذي تخضع له العيادة نفسها. ففي عام 2013 سُرّب شريط فيديو سُجّل سرّاً، يُظهر الطبيبة لورا ميرسر ومستشارة مركز الإجهاض ليندا تقولان :”في حال فشلت عملية الإجهاض ووُلد الجنين حيّاً ويُكافح للبقاء، سنتركه ليموت”.
أثناء التحقيق مع ليندا مستشارة المركز اعترفت للمحقّق انهم لن يُقدّموا المساعدة الطبية للمولود. اضافت “أحيانا يكونون أحياء أثناء الإجهاض، نعم. لكن ليس بالضرورة انهم يخرجون كاملين. انت تعلم، غالباً لا يُستخرج الجنين على دفعة واحدة… لا يخرج كاملاً.”
عمليّة إجهاض

بعد أن قام الفريق الطبّي بإعطاء الطفل المساعدة الأولّية تم تحويله بسرعة الى أقرب مستشفى. خلال فترة قصيرة نظّمت جمعية موالية للحياة سهرة صلاة أمام المستشفى دعماً للطفل، لكنّه توفي ليلاً بعد وصوله المستشفى بساعات. الأمر الذي أحزن مئات المجتمعين امام المستشفى، فعاد الكثير منهم الى بيوتهم باكين.

لم تطلب النيابة العامة تشريح الطفل لمعرفة سبب الموت. وأغلقت الشرطة التحقيق دون تقديم اي اتهامات، بحجّة أن الجنين لا يمكن تسميته طفلاً إذ لم يكتمل نمّوه، وأن العيادة قامت بجميع الإجراءات المناسبة.

 كات سابين المديرة التنفيذية لجمعية نارال (حقّ الإختيار) فرع أريزونا، المدافعة عن حقوق المرأة وحرّيتها في الإجهاض، بالدفاع عن العيادة عبر وسائل الإعلام وقالت” “لم يفعل أحد أي خطأ…. بالتأكيد لم يفعل أحد شيئاً خاطئاً. في الواقع، قامت الطبيبة بفعل كل شيء حسب القانون”.

الاجهاض هو احدى القضايا الاكثر تفجُّرا في هذا الزمن،‏ اذ يثير مناقشات ساخطة في الحقول السياسية،‏ الاجتماعية،‏ الطبية،‏ واللاهوتية.‏‏ يتحرَّك مؤيِّدو الحياة من اجل حقوق غير المولودين.‏ ويتمسَّك بشدَّة فريق تأييد الاختيار بالأسس القانونية للحرية وحق المرأة في اتخاذ القرار.‏
لنا نحن المسيحيون يجب أن يكون الأمر واضح. بالرغم من أن كلمة إجهاض لم تُذكر في الكتاب المقدّس، إلا أن موقف الله واضح كالشمس:

يوضح الكتاب المقدس انه داخل الام ينمو انسان فريد ومستقل.‏ والحياة تبتدئ عند الاخصاب.‏ والولادة الى العالم انما تُظهر للانسان الولدَ الذي كان الله قد رآه.‏

الحياة مقدسة في عيني الله،‏ وهو يعتبر الجنين كائنا حيّا متميزا.‏

كتب الملك داود عن الله بالوحي:«‏لأنك أنت اقتنيت كليتي. نسجتني في بطن أمي… رأتني عيناك وانا جنين» (مزمور 139‏)‏ وقد ذكر الله ان الشخص يحاسَب اذا تسبَّب بموت جنين ما.‏ فقتل الجنين جريمة في نظره.‏ (خروج 22:21)

 ولإرميا قال الله:‏ «قبلما صوَّرتك في البطن عرفتك وقبلما خرجتَ من الرحم قدَّستك.‏»

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق