هل تعلم أن أساقفة الغرب والشرق وقّعوا على وثيقة توحّد بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية فما السبب وراء فشل الإتّفاقية؟
الوحدة بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية
حدث ذلك سنة 1439 في المجمع الفلورنتيني المسكوني السابع عشر. كُتبت الوثيقة باللغتين اللاتينية واليونانية وتبتدئ باسم البابا أوجنيوس الرابع الذي دعا إلى المجمع وبجانب توقيع كل أسقف صليب صغير وفي الدائرة الوسطى توقيع البابا.
في المجمع الفلورنتيتي تم الإتّفاق بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية على القضايا الدينية التالية:
1- إنّ انبثاق الروح القدس هو من الآب والابن معًا.
2- يوجد المطهر
3- يجوز في القدّاس استعمال الخبز فطيرًا كان أم خميرًا.
4- قداسة البابا هو رئيس الكنيسة جمعاء.
ففي 22 يناير سنة 1439 وصل فلورنسا قداسة البابا أوجينيوس الرابع يتبعه عدد كبير من الكرادلة والأساقفة والعلماء. ثم في 12 شباط جاء غبطة بطريرك القسطنطينية يوسف مع مفوّضي بطاركة أنطاكية والإسكندرية وأورشليم ورهط من رؤساء الكهنة والرهبان والأشراف ينيف عددهم على 2000 نسمة. ثم بعد ثلاثة أيام حضر أيضًا يوحنا السابع إمبراطور الشرق. وقد حضر هؤلاء كلهم من مدينة فيرارا الإيطالية، حيث التأم المجمع ثم انتقل إلى فلورنسا.
لما تم الإتّفاق، وقّع الحاضرون في 6 يوليو سنة 1439 على وثيقة الوحدة بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية وكان مطلعها: “لتفرح السموات وتبتهج الأرض، لأن الشرق والغرب اتّحدا معًا على حجر الزاوية الذي هو المسيح يسوع”.
ولكن هذا الاتّفاق سرعان ما زال، لأنه ظهر بعد ذلك أنّ مطاوعة اساقفة الروم وأشرافهم إنما كانت نتيجة ضغط الامبراطور عليهم، أملًا منه أن ينال من الغربيين، بهد الاتّحاد معهم، مساعدة وإمدادات لرد هجمات الأتراك على القسطنطينية قاعدة مملكته.
فلما رجع الوفد إلى البلاد الشرقية رفض الإكليروس أن يقبل بنود وثيقة الوحدة. فقام بطاركة أنطاكية والإسكندرية، وأورشليم ونبذوا الاتّحاد واستنكروا عمل وكلائهم غي مجمع فلورنسا وسحبوا توقيعهم.
بعد خمس سنوات رجع الامبراطور نفسه إلى الإنفصال قبيل موته. وحاصر بعد ذلك الأتراك القسطنطينية ودخلوها واستولوا عليها سنة 1453 وجعلوها قاعدة لسلطتهم وقضوا نهائيًا على المملكة الرومانية الشرقية.