الكنيسة المقدسة

هل تنبّأت الطوباوية آن كاثرين إيميريك عن بابوين في الفاتيكان وهل فعلاً تكلّمت عن الباباوين فرنسيس وبنديكتوس السادس عشر؟

رؤيا آن كاثرين إيميريك الحقيقية عن الباباوين

جماعات التقليديين المتطرّفين في الكنيسة وأتباع المدّعية ماريا الرحمة الإلهية – التي رفضت الكنيسة نبوءاتها والرسائل المزعومة التي تدّعي أنها تلّقتها من الثالوث الأقدس ومريم العذراء – يتمسّكون بما يدعونه “النبوءة” معتمدين على كتابات الطوباوية آن كاثرين إيميرك والتي يُفسرّونها بأنها نبوءة عن باباوين في الفاتيكان .

يدّعون بأن النبوءة تخصّ الكنيسة ما بعد المجمع الفاتيكاني الثاني والعلاقة بين البابا فرنسيس والبابا الفخري بنديكتوس السادس عشر.
لكن النصّ نفسه في كتابات الطوباوية آن إيميريك يُثبت بوضوح أن هذا الإدّعاء خاطئ وكاذب. كلمات الطوباوية ليست نبوءة بل رؤيا. وفيما يلي المقطع الكامل المتعلّق بالموضوع:

“عندئذٍ شاهدت رؤيا رائعة:
ظهرت روما فجأة في العصور الأولى، ورأيت بابا (بونيفاس الرابع)، وامبراطور لم أعرف اسمه. لم أتمكّن من العثور على طريقي في المدينة، ولا حتى الشعائر المقدّسة، لكني تعرّفت عليها بأنها كاثوليكية.

عندما شاهدت هذه الرؤيا حتى في أصغر التفاصيل، رأيت مرة أخرى البابا الحالي (بيوس السابع) وزمن الكنيسة المظلمة في روما. يبدو أنه منزل كبير وقديم يشبه قاعة المدينة مع أعمدة في الواجهة (هذا الوصف يناسب معبد ماسوني في ذلك الوقت).
ثم رأيت الصلة بين الباباوين والمعبدين. كانت الصورة مؤاتية للعصور السابقة، لأن فيها كانت الوثنية في اضمحلال، بينما ما يحدث في عصرنا فهو العكس”.

(بابا العصور الأولى هو بونيفاس الرابع والبابا في زمن الطوباوية هو بيوس السابع. والمعبدان هما الفاتيكان والمعبد الماسوني)

المصدر: Life and Revelations of Anne Catherine Emmerich Complete”, page 277 et seq“

إذاً تتعلّق الرؤيا بأزمة الكنيسة في بداية القرن التاسع عشر وقد حدّدت الطوباوية بوضوح من هما الباباوان المقصودان في الرؤيا وكما ذكرنا سابقاً هما البابا بونيفاس الرابع من 608-615 والبابا بيوس السابع 1800-1823. ولم تتحدّث عن بابوين في الفاتيكان في نفس الزمن.

أما الصلة بين الباباوبن فقد شرحتها الطوباوية بأنها تتعلّق بالوثنية أي عبادات أخرى غير عبادة الله ففي عصر الكنيسة الأول كانت الوثنية باضمحلال بينما تنتشر المسيحية أما في الزمن الذي تعيشه (قالت “عصرنا” بالتحديد) فالوثنية بدأت تنتشر وشيّدت معبداً في روما والذي قالت بخصوصه أنها شاهدت معبدين.

أما الرؤيا عن “الكنيسة والمحنة العظيمة” فهي رؤيا أخرى مختلفة لا يُذكر فيها باباوان. ومن الخطأ أن نجمع بين رؤيتين مختلفتين وأكثر من ذلك نقول أنه من التضليل أن نقتطف من رؤى مختلفة ما يحلو لنا ونجمعهما كأنهما رؤيا واحدة لتتناسب مع تفسيراتنا. والويل لمن يضلّل شعب الله.

لمجد الله

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق