أخبارمختارات عالمية

هكذا تكون الدينونة الخاصة – موقف النفس الرهيب بين يسوع والشيطان!

رؤيا الأخت ماريا نتاليا عن الدينونة الخاصة

ما هي الدينونة الخاصة ؟

الدينونة الخاصة هي المحاكمة الإلهية التي تخضع لها النفس مباشرة بعد الموت، على عكس الدينونة العامة (أو الدينونة الأخيرة) التي هي محاكمة جميع الناس في نهاية العالم.

رؤيا الأخت ماريا نتاليا عن الدينونة الخاصة

في عدة مناسبات أخذني يسوع إلى مكان معيّن حيث تقام الدينونة الخاصة. في المرة الأخيرة التي ذهبت فيها، صليت من أجل نفس خاطئة. لقد طلب مني مرشدي الكاهن أن أسأل يسوع إن كانت تلك النفس قد خلُصَت. فسمح لي يسوع أن أرى كيف حُكم على هذه النفس.
اعتقدت أنني سأرى شيئًا مذهلاً، لكنني لم أر شيئًا من هذا القبيل. يمكنني وصف هذه التجربة فقط بواسطة الصور. رأيت هذه النفس تقترب من مكان الدينونة. كان الملاك الحارس يرافقها من جهة، والشيطان من جهة أخرى. يسوع في جلاله الإلهي كان بانتظارهم، لأنه القاضي. تم إصدار الحكم بسرعة وبصمت. استطاعت النفس أن ترى في لحظة كل حياتها، ليس بعينيها، بل بعيني يسوع. ورأت البقع السوداء (خطاياها التي تلوّث النفس) الكبيرة والصغيرة.

إذا ذهبت روح شخص إلى الهلاك الأبدي، فهي لا تشعر بأي ندم على ما فعلته. يبقى يسوع هادئًا، وتنفصل عنه النفس، فيخطفها الشيطان ويجرها إلى الجحيم.
ومع ذلك، في معظم الأوقات، يمد يسوع يده، بمحبة لا توصف، ويُظهر المكان الذي يجب أن تذهب إليه النفس. يقول يسوع للنفس: “ادخلي”، فتلبس النفس وشاحًا (طرحة) مثل الذي رأيته في المطهر، أبيض أو أسود، وتذهب إلى المطهر. الروح ترافقها السيدة العذراء وملاكها الحارس، تسعى إلى مواساتها. هذه النفوس سعيدة للغاية، لأنها ترى بالفعل مكانها في السماء، حيث تنتظرها السعادة الأبدية.
السيدة العذراء ليست حاضرة في جميع مراحل الحكم، ولكن قبل النطق بالحكم، تتوسل إلى ابنها، كمحامي دفاع، تمامًا كما يفعل المحامي مع موكّله، وتدافع بشكل خاص عن تلك النفوس التي كانت مكرسة للعذراء خلال حياتها. لكن عندما تبدأ الدينونة تختفي الأمّ الإلهية. ولا يشع على الروح إلا نعمة أمّ يسوع. وفي ساعة الدينونة، تكون النفس وحيدة تمامًا أمام يسوع. وبعد الدينونة، عندما تغطى النفس بوشاح من اللون المناسب، تظهر العذراء مرة أخرى، واقفة بجوار النفس، وترافقها في طريق المطهر. تقضي العذراء معظم وقتها في المطهر، تشعّ بنعمها المعزّية والمُسعِفة.

المطهر هو مكان التطهير، ولكن أيضا مكان السعادة. إن النفوس المترقّبة هناك تنتظر بفرح لحظة الدخول إلى السعادة الأبدية. التركيز على السعادة وليس على المعاناة. لقد نسيت تقريبًا أن أقول إن الخاطئ المذكور سابقًا قد خلُص.

على ماذا يعتمد الخلاص؟

سألت يسوع ذات يوم:
– على ماذا يعتمد خلاصنا؟
فأجابني:
– الخلاص لا يعتمد على اليوم أو الأمس أو الغد، بل على اللحظة الأخيرة. ولهذا السبب يجب عليك التوبة باستمرار. لقد خلصتِ لأني أنقذتك، وليس لاستحقاقاتك. فقط درجة المجد التي تنالينها في الأبدية تعتمد على استحقاقاتك.
لذلك عليك أن تمارسي شيئين باستمرار: التوبة عن خطاياك وأن تكرّري باستمرار: “يا يسوع، في يديك أستودع روحي”.
لا ينبغي للمرء أن يخاف من الدينونة. يسوع، كالحمل الوديع، يحيط النفوس بمحبة لا توصف. إن النفس التي تشتاق إلى أن تكون نظيفة وطاهرة تصل إلى الدينونة لتتمكن من أن تتّحد بذات الحبّ الذي ستُفتَن به إلى الأبد.
ومع ذلك، الروح المتكبّرة تكره هذا الحب، وهي تتجنبه بنفسها، وهذا في حد ذاته جحيم.

لماذا خلقت الجحيم؟

ذات مرة، كنت مستندة على كتف يسوع، فسألته باكية:
– لماذا خلقت الجحيم؟
لكي يجيبني، أخذني يسوع إلى دينونة نفس خاطئة جدًا، والتي غُفِرَت لها خطاياها الكثيرة. فغضب الشيطان وصرخ:
– انتَ لستَ عادلًا! هذه الروح كانت لي طوال حياتها! لقد ارتكبت ذنوباً كثيرة. أنا ارتكبتُ ذنبًا واحدًا فخلقت لي جهنّم.
لوسيفر! – أجابه يسوع بمحبة لامتناهية -. هل طلبت مني يومًا أن أغفر لك؟
فصرخ لوسيفر:
– هذا أبدًا! هذا لن أفعله أبدًا!
ثم التفت يسوع نحوي قائلاً لي:
– لقد رأيتِ أنه لو طلب المغفرة ولو مرة واحدة لما وُجِدَتْ جهنم.
ولهذا السبب يطلب منا يسوع أن نعيش في توبة مستمرة. وعلينا أن نتأمل في كل ما عاناه من أجل خطايانا، حتى ننال الخلاص. يجب أن نحبّه مقابل محبته اللامحدودة لنا.

قال لي: “كل روح هي عالم فريد. لا يمكن لأحد أن يحلّ محل الآخر”.
يحب يسوع كل نفس حبًا خاصًا، وهذا الحب ليس نفس الحب الذي يكنّه للآخرين.

من هي الأخت ماريا نتاليا ؟

الأخت ماريا نتاليا من راهبات القديسة مريم المجدلية راهبة متصوّفة اختبرت الكثير من الرؤى والمحادثات مع الرب يسوع وأمّه كليّة القداسة مريم العذراء. في يونيو 1999 سمحت الكنيسة من خلال النائب الأسقفي العام جيسو غاريباي بنشر كتاباتها التي تضمّ تعاليم فائقة الأهمية من الرب يسوع.
“لدينا بين أيدينا كنز ذو قيمة لا تُعدّ، يمكن مقارنته بكنوز المتصوفين الكبار، مثل كتابات القديسة كاترين السيانية، القديسة جيرترود، والقديسة تريزا الطفل يسوع والقديسة مارغريت ماري ألاكوك. ونجد الرسائل والدروس والتحذيرات موجهة للجميع، وخاصة للكهنة.نحن بحاجة إلى هذا الدليل في وقت تتأرجح فيه الركائز التقليدية ويحدث ارتباك حتى بين المُكرّسين أنفسهم.

من كتاب THE VICTORIOUS QUEEN OF THE WORLD

Imprimatur
Jesús Garibay B.
General Vicar
Guadalajara, Jal. Jun. 1, 1999

مقال مرتبط
ما هي تقدمة الحياة وكيف نشارك في خلاص النفوس

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق