تأملات

يسوع الإنسان الإله الذي احتلّت شخصيّته مركز تاريخ البشرية

يسوع الإنسان الإله

في أضيق ظروف العيش وُلد، لكن الفضاء من فوقه عطرته هلّلويات جُند السماء.
كان مهده مذوداً للبهائم، لكن من فوقه كان نجم لامع يهدي خطوات المجوس من المشرق ليسجدوا له.
كان مولده على خلاف قوانين الحياة، وكان موته على خلاف قوانين الموت.
وحياته وتعليمه كان فيها معجزة الدهور أغلقت على التفكير والتفسير.يسوع الإنسان الإله لم يكن يملك حقول قمح، ولا مصايد أسماك لكنه أستطاع أن يرتب مائدة لخمسة ألاف ولأربعة ألاف أكلوا خبزاُ وسمكاُ وفضل عنهم ما يملا القفف والسلال.

لم يمشي في حياته على بساط وردي جميل يليق بكرامة قدميه، لكنه مشى يوماُ على مياه البحر فحملته طائعة كما حملت تلميذه أيضًا بناء على كلمة خرجت من شفتيه.

كان صليبه أفدح الجرائم جميعاً لكن من جانب الله لم يكن ثمن أقل من ألآمه الكفارية يمكن أن يضع لنا الفداء.
وقبيل أن مات بكى عليه الاوفياء، لكن الشمس اتّشحت بظلمة كثيفة السواد.
ومع أن الناس لم يرتعدوا من أجل خطاياهم. لكن الأرض تزلزلت تحتهم من هول ما حدث وكل الطبيعة احترمته عرفاناً. إلا العصاة والخطاة فقد رفضوه نكراناً.

خطية أو شبه خطية لم تمسسه ولم يكن ممكناً أن يرى جسده فساداً.
لمدة ثلاث سنين، تكلم كارزاً، ولم يكتب فيها كتاباً، ولم يبنى هيكلاً ولم يترك مالاً يورث، لكنه بعد قرابة ألفي عام لم يزل الشخصية التي تحتل مركز تاريخ البشرية، ولم يزل موضع الكرازة الممتد عبر القرون. ولم يزل المحور الذي حوله تدور عظائم المتغيرات وحوادث الدهور. ولم يزل صوت كلمته هو الباعث والبعث الجديد في حياة الملايين.

هل كان هذا أبن مريم مجرد إنسان؟ مجرد إنسان بين الناس، وهو الذي طبق صيته ألآفاق مئات من السنين؟ هل كان دم الجلجثة مجرد دم بشري، وهو الذي جرى لفداء الخطاة، فصنع العجب في الأفراد والجماعات والشعوب حكاماً ومحكومين، كل هذه القرون؟ وهل يستطيع إنسان عاقل أن يسكت أو يكتم العجب وهو يقول “ربي والهي؟!”

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق