الله زارني اليوم متنكّراً في هيئة مريض! طبيب يروي قصّته المؤثّرة مع عجوز مريضة بالسرطان
قرّر الله أن يزورني اليوم. جاء في جسم صغير لامرأة عجوز!
الطبيب جواو كارلوس ريسند هو أخصّائي الأورام الذي يعمل في مستشفى باريتوس للسرطان، أحد أكبر المستشفيات من نوعه في أمريكا اللاتينية، والذي يستقبل مرضى السرطان من مختلف مناطق البرازيل.
كل من زار هذه المؤسسة يعرف كيف أنّ روتين موظفيها متسارع ومنهمك، حيث أن عدد المراجعات الطبية تميل إلى أن تكون عالية جدا كل يوم. الناس الذين هم على دراية بالمستشفى يعلمون أيضا كم كبيرة المعاناة في حياة المرضى اليومية القادمين الى المؤسسة للحصول على علاج ضد السرطان.
ولكن في خضم الزحام الكبير والضجيج والمعاناة الكثيرة، أخذ الدكتور جواو كارلوس الوقت ليسرد “لقاءه” مع الله. نعم، الله زارني اليوم متنكّراً في هيئة مريض. لقد نشر النص في صفحته على الفيسبوك. الإنسانية والإيمان الذي أظهره في منشوره قد لمس قلب الإنترنت بأكمله.
في الأسبوعين الأولين فقط، حصل المنشور على أكثر من 400،000 لايك وتمت مشاركته أكثر من 100،000 مرة.
وبالنظر إلى صفحة الطبيب الشاب، يمكنك أن ترى انه يستخدم الصفحة لنشر ومشاركة إيمانه: صورة الغلاف هي صورة جميلة لقلب يسوع الأقدس. من بين الصور أيضاً، صورة العشاء الأخير.
وها هو النص كما كتبه الطبيب:
أسبوع قصير وشاق، قلبي مضطرب، وذهني في زوبعة. قرّر الله أن يزورني اليوم.
جاء في جسم صغير لامرأة عجوز، ذات وجه حفرت فيه الشمس خطوطاً، ويدين خشنتين لإنسان قام بأعمال شاقة طول حياته، ورائحة أزهار الليلك مختلطة مع رماد موقد الحطب.
تحدّثت بأسلوب بسيط وجميل. كانت تلبس أفضل ثيابها: ملوّنة ومعتنى بها، لكن عليها بقعة من الحساء الذي قدّموه لها قبل الموعد. حذاءها القماشي المخطّط لم يلائم ثوبها الملوّن بالأزهار… آه، لكنه الله ويمكنه فعل أي شيء.
عيناها كانت تتجنّب عينيّ. كيف يمكن لله أن يجعل نفسه صغيراً هكذا؟ لكني تذكّرت أنه يعرف جيداً كيف يفعل هذا.
تذكّرت أنه أصبح إنساناً، وخبزاً، وسيبقى دوماً الإله العظيم والصغير.
بدت لي مُحرجة، مضطربة من الأخبار، التي لسوء الحظ لم تكن جيدة.
كانت متعبة بسبب سفرها، ومكوثها في غرفة الانتظار، وبسبب سنين في مكافحة مرض السرطان.
أمام العظمة التي تجلّت أمامي، تصاغرت كثيراً حتى أستطيع أن ألائم نفسي في أصغر تغرة تجرّأت على الدخول منها الى تلك الحياة. مرضها تبدّل، أصبح أكثر عنفاً، وعاد لمهاجمتها من جديد.
لا بد مرة أخرى، من ذلك العلاج الذي جعلها منهكة وأثار غثيان ذلك الجسد الهشّ، الذي يزن القليل.
“لكن دكتور، لا تقل هذا”.
سقطت ملامح وجهها في حزن، وكم آلمني أن أرى الله يصبح واحد منا أمام عينيّ!
“سيدة سوكورو، لا تحزني. هذا الطبيب الذي أمامك له قلب رقيق وقد يبدأ في البكاء”.
نظرت إلي، ورأيت النور في عينيها الحكيمتين كأنها تقول: “سوف أبكي عندما أكون في البيت، حتى لا تراني”.
كم شدّدني ذلك! كيف يمكن لله أن يزورني هكذا؟ لقد أدّى ذلك لإزالة إعيائي. توجد في قلبي مساحة فقط للعاطفة.
فحصت ذلك الجسم الصغير. قلب قوي وصاخب، والرئتين تتنفس علي أنفاس الحياة.
ثم تجلّت امامي أجمل ابتسامة، تسببتُ بها عندما دغدغتها عن غير قصد وأنا أتحسّس بطنها بيدي.
فكرت في نفسي كم كنت أرغب في إزالة كل تلك الأورام الخبيثة بيديّ هاتين، وفي الوقت نفسه، كنت مغموراً بالأحاسيس، لأنه مع تلك الزيارة، أخذ الله بعيدا كل أورامي الخبيثة، التي لم تكن جسدية.
وصفة الدواء كانت الأقل أهميّة خلال هذا الموعد، ولكني أعطيتها لها على أي حال.
“سيدة سوكورو، سوف أصف لك ذات العلاج المزعج، لكن فقط من أجل محاولة السيطرة على مرضك”.
أجابتني بتواضع: “هكذا يجب أن يتم”.
في النهاية، بعد تلك اللحظات القليلة، لحظات أبدية من النعمة، نظر الله إليّ وقال:
“دكتور، قد تكون بقيّة جسمي مريض ولا يعمل جّداً، لكن قلبي كبير وجيّد”.
آه يا إلهي، يا لهذا القلب!
كنت متأثّراً ومنفعلاً، طلبت فقط معانقتها، وكنت ممتنّاً لجميع ما حدث. لكني تلقّيت المزيد.
تلقّيت صورة فوتوغرافية، وملاطفة على وجنتي، واليقين بأن الله دائما معي، ودائماً يزورني بطرق مختلفة. اليوم زارني، شفاني، ومنحني القوة على الاستمرار.
والمدهش، عندما غادرتْ هي الغرفة، قالت: “الله معك، دكتور”.
“لقد كنتُ معه، سيدة سوكورو”