مسبحة من مديوغوريه تشفي طفلة وهي جنين في بطن أمّها من مرض لا علاج له
مسبحة من مديوغوريه تشفي طفلة وهي جنين في بطن أمّها من مرض لا علاج له
لا ندعو للإيمان بأن للمسبحة طاقات سحرية، أو أنّ مثل هذه الشفاءات تحلّ بشكل منتظم. لا، فالله يسمح أحياناً بالتجربة. وإنما بفضل الصلاة، يمنح القوّة والسلام. يصبح الصليب ينبوع فرح.
شفاءات كثيرة كانت لتُمنح لو أن الأبناء يصلّون ويصومون من أجل المريض. وقد قالت مريم في ظهورها بشارع باك (ظهورات سيّدة الأيقونة العجائبية) إن لديها نِعماً لا يسعها أن تمنحها بعد، لأنّ لا أحد سألها إياها.
رون وشيري كانا يحلمان بأن يرزقا ولداً. وبعد ثمانية أعوام من زواجهما وجدت شيري نفسها حاملاً. ففرحا كثيراً بنعمة الله وانتظرا ولادة طفلهما بفارغ الصبر. أوّل صورة صوتية أظهرت أن الأمور تسير على ما يرام وعلِما أنهما ينتظران ولادة طفلة. وإنما بعد بضعة أسابيع، لم يعد الجنين يتحرّك كما يجب أن يتحرّك الأطفال في هذه المرحلة من الحمل. كشفت صورة صوتية ثانية عن مرض قلب لا علاج له. وجزم الأطبّاء بشأنه: هذا المرض سيُسبّب عمّا قليل موت طفلتهما ربما قبل الولادة.
فتملّك الأبوين حزن شديد وراحا يكثّفان الصلاة. ونصحهما الكثير من الأطبّاء والأصدقاء بالإجهاض دون انتظار موت الطفلة. إنما لا رون ولا شيري تمكّن من تقبّل فكرة خسارة هذه الحياة التي تاقا طويلاً الى احتضانها. فاقترح الأطبّاء إجراء عمليّة جراحية، فرص نجاحها تلامس الحدّ الأدنى: الواحد بالمئة. حاول الأطبّاء تحضيراً للعمليّة الخطرة نقل دم عبر الحبل السرّي، لأن الطفلة كانت تعاني من فقر دم شديد، فعمرها لا يتجاوز ثلاثة وعشرين أسبوعاً، ويمكن أن يفاجئها الموت في كل لحظة.
بعد الإجراء الشاق جسديّاً ونفسيّاً عاد رون وشيري الى المنزل محطّمي القلبين، بانتظار موعد العملّية المقرّر اجراؤها. فتذّكرت شيري آنذاك مسبحة خشبية، كانت صديقتها ليز قد حملتها اليها من مديوغوريه. ودسّتها في قعر جارور مع ما لا فائدة منه من الأشياء ونسيت أمرها. فخطر لها أن تلقي هذه المسبحة على بطنها وهي تتلو الوردية، وضغطت على المسبحة كأنها تريد أن تشعر طفلتها بها. فلأوّل مرة أخذت الطفلة بالحراك. كانت تتحرّك بشدّة فتخيّلت شيري أن الطفلة تحاول الإمساك بهذه المسبحة!
في الأيام التالية، عندما كان رون وشيري يجلسان لتلاوة المسبحة، كانت الطفلة تبرز وجودها بكافة أنواع الإنتفاضات، وألوان الحركات، في حشا أمّها. كانت مثل يوحنا المعمدان الذي ارتكض في بطن امّه عند سماعها سلام مريم.
فطالبت حينئذٍ شيري أن تجرى لها صورة صوتية جديدة. وكان رون بجانبها يصلّي، بجوار آلة التصوير. آثناء الفحص اضطرب الطبيب فجأة، ونادى أعضاء الفريق الطبّي المتواجد هناك، وأشار الى الشاشة: كل المياه الفائضة التي كانت قد عبّأت جسم الطفلة، وأوشكت أن تقودها الى الموت، قد جفّت تماماً! فلم يصدّق الأطبّاء ما يرون، ولا يوجد لديهم تفسير لهذه الظاهرة!
فنصحوا الزوجين أن يعودا الى بيتهما بكل هدوء وطمأنينة وأن يدعا الطفلة تولد بشكل طبيعي. ولم يعد هناك من حاجة لعمليّة جراحية!
وُلدت طفلتهما آن ماري بصحة جيّدة ولا يوجد أثر لمرض القلب الذي عانت منه وهي بعد جنين في بطن أمّها. واليوم بضع سنوات بعد ولادتها تنضح صحّة وفرحاً. وقد قاما والديها بجلبها معهما الى مديوغوريه وقدّما شهادة بأعجوبة شفائها. تشهد أمّها أن لدى ابنتها منذ ان بلغت العام الواحد، ميل قوي جامح الى تماثيل العذراء القديسة. فما أن ترى تمثالاً حتى تركض اليه مسرعة وتغمر العذراء بالقُبل.
اما رون وشيري فتحوّلا الى رسولين لنشر نداء العذراء. فراحا يدعوان الأقارب والمعارف الى تلاوة المسبحة وأقاما جماعة صلاة لهذا الغرض. وشعارهما “إنّ العجائب تحدث بصلاة المسبحة”!