أخباردراسة وتحقيق

فليكُن محروماً ! أمور على المؤمن أن يعرفها !

  البابا فرنسيسفليكُن محروماً !!!!

لسنا نكتب بهدف إخافة أحد مع أن العبارة يجب أن تُخيفنا …

ما نرغب به هو أن نوضّح بعض الأمور للإخوة الذين يرون أنفسهم ذوي صلاحية وحقّ بإصدار “فتاوى” ضدّ تعاليم البابا والكنيسة. ففي الفترة الأخيرة ينشر البعض من الذين يعتبرون أنفسهم أبناء الكنيسة المقدّسة تفسيرات واجتهادات قد تكون شخصيّة أو لربّما هي ما تُعلَّم في السّرّ وأحيانًا علانيّة من قبل بعض الكهنة.

فمنذ أن اعتلى البابا فرنسيس السّدّة البابويّة والشعب المسيحيّ، أجَل المسيحيّ،  يضطهده ! في كلّ عظة يُلقيها ترتفع الأصوات معترضة بحجّة أنّه يريد أن يُلغي أو يجدّد أو يُعدّل في التعاليم الكنسيّة.

منذ لحظة انتخابه نشروا له صورًا قائلين إنّه ماسونيّ، وبأنّ كلّ حركة في يديه أو جسمه هي حركة ماسونيّة!

نشروا رسائل وزعموا أنّها من السيّد المسيح يقول فيها إنّ فرنسيس هو النبيّ الكذّاب! (المسيح الدّجّال!).

نشروا رسائل زعموا أنّها من السيّدة العذراء تقول إنّ البابا هو مزيّف وبندكتوس ال16 ما زال البابا الشرعيّ! والكثير من المسيحيّين يتمسّكون بأنّ البابويّة هي لمدى الحياة ولا يمكن للبابا أن يتنحّى عن الكرسيّ الرسولي. لكن الأغلب يجهل أنّ “القانون الكنسيّ للكنيسة الكاثوليكية” تطرّق إلى إمكانية تخلّي بابا عن منصبه:

” ق. 44 البند 2 – إذا حدث أن تخلّى الحبر الـرومانيّ عن منصبه، يلزم لصحّة التخلّي أن يتمّ بحرّيّة ويُعلَن عنه كما يجب…”

أذاعوا كذبًا وافتراءً أنّه ينوي إصدار تعليم جديد يسمح للمطلّقين بالتناول!

كتبوا بوسائل الإعلام المختلفة أنّه يؤيد المثليين ويرضى بزواجهم!

ادّعوا أنّه قال: ” لا وجود لجهنم “، وأنّ الشيطان أسطورة، والحقيقة أنّه قال عكس ذلك عدة مرات عديدة: “علينا أن نتنبّه دائمًا من خداع الشيطان”.

“الشيطان حاضر في أولى صفحات الكتاب المقدّس وينتهي الكتاب المقدس بانتصار الربّ على الشيطان”.

واتّهموه أنّه يؤيد رسامة نساء كهنة، وذلك أيضًا كذب. فقد قال: ” أنا ابن الكنيسة والكنيسة تعترض على ذلك “.

افتروا عليه أنّه قال قصة آدم وحواء هي خرافة وكل الأديان صحيحة.

قالوا أيضًا أنّه يُرحّب في الكنيسة بمؤيدي الإجهاض والموت الرحيم وغيرهم ممن يرفضون التعاليم الكنسية.

زعموا أنّه يعمل على تغيير الوصايا العشر وأنه سيُلغي الوصية السادسة (لا تزنِ) ويضيف وصيّتين جديدتين (لصالح المطلّقين والمثليين).

أشاعوا أنّه أمر بانعقاد المجمع المسكوني الفاتيكانيّ الثالث، أمر سخيف فلا يوجد مجمع مسكوني ثالث!! لم ينعقد ولم يكن هناك تدارس ولا مناقشات ولا قرارات حول مستقبل الكنيسة كما زعموا !

كل ما ذُكر حتّى الآن هو أكاذيب وأقاويل عارية عن الصحة. أما الحقيقة فهي واضحة كالشمس. فقط انظروا كيف يتصرّف لا تصدّقوا أقوال غير مثبتة. ألم يقل المسيح: ” من ثمارهم تعرفونهم “. كيف نحكم على البابا حسب أفعال لم تحدث بل  “يُخطّط لها” ونتجاهل ما تشاهده أعيننا  . فإن كنتم ممن يهمّهم أمر الكنيسة، ندعوكم قبل أن تنشروا أيّ اتّهام بحقّ خليفة القديس بطرس ونائب المسيح إلى مراعاة أمرين والتّعامل معهما بمسؤوليّة وجدّيّة:

1- البحث قبل تصديق أيّ خبر، فكلّنا نعلم ونؤمن بأنّ من يحارب الكنيسة ليس لحمًا ودمًا، بل إبليس بذاته وهو كما قال عنه الرّبّ يسوع المسيح: “كذّاب وأبو الكذّابين” (يوحنا 44:8) أبو الكذّابين بمعنى أنّه هو من يخترع الكذب! ألا يكفي أن تُحارَب الكنيسة من الخارج؟ هل ندع إبليس ينجح في خطّته بمحاربتها أيضًا من الداخل ؟!

2- على من يجرؤ وينشر كلامًا ضدّ البابا بصورة مباشرة أو غير مباشرة، عليه أن يعلم بأنّه يخاطر بأن يُلقَى عليه الحرمان الكنسيّ، أي أن يكون محرومًا. فالعصمة البابويّة هي عقيدة تُلزِم الكاثوليكيّ مثل باقي العقائد وهذه بعض القوانين الكنسية تخصّ الموضوع :

القانون الكنسيّ ينصّ على أنّ “مَن أنكر إحدى الحقائق التي يجب الإيمان بها كإلهية وكاثوليكية، أو شكّك فيها، أو جحد بالإيمان المسيحي برمّته، وأُنذِر على وجه شرعيّ ولم يرتدع، يُعاقب بالحرم الكبير كهرطوقيّ أو جاحد .

من قرارات مجمع القسطنطينية الرابع (المسكوني الثامن): 5 تشرين الأول 869 – 28 شباط 870 :

662- فمن يُبد من الجسارة ما يجعله يوجّه كتابة أو بلا كتابة شتائم إلى كرسيّ بطرس، أول الرسل، فليكن محرومًا.

663- ومن كان له أيّ سلطان زمنيّ، أو قدرة وحاول أن يطرد من الكرسيّ الرسوليّ البابا المذكور آنفًا، أو واحدًا من البطاركة الآخرين، فليكن محرومًا.

قانون الكنيسة الكاثوليكية:

ق.15 البند 1 – إنّ ما يعلنه رعاة الكنيسة، ممثّلو المسيح، بصفتهم معلّمي الإيمان، أو ما يقرّرونه، بصفتهم رؤساء الكنيسة، يجب على المؤمنين أن يتلقّوه بروح الطاعة المسيحيّة، مدركين مسؤوليّتهم الشخصية.

إنّها حرب ضدّ الكنيسة، ومن المؤلم جدًّا أن نرى أخوة يصدّقون أكاذيب وتلفيقات وينشرونها بانعدام مسؤوليّة كامل تجاه كنيسة المسيح وقوانينها، ليخرجوا عن طوع الكنيسة ويصبحوا شركاء في مشروع بلبلة أبناء الكنيسة وتضليلهم بدلًا من أن يقدّموا شهادات حقيقيّة ومعتمدة تعزّز من إيمان أخوتهم المسيحيّين وتشجّعهم على الالتفاف حول كنائسهم.

هنالك صفحات على شبكات التواصل الاجتماعية تدّعي انها كاتوليكية ، هي من تنشر هذه الاكاذيب . وبذلك هي تروّج أنظمة روحية متطرفة ومتزمّتة مشدّدين على الحرف لا الروح . وقد نجحوا في خداع بعض صغار النفوس طور القلوب الطبية والتي تغار على كنيسة الرب . لذا وجب منا التنويه الى قرّائنا الكرام ليتمكنوا من تمييز هذه المواقع والصفحات التي تجرح وتهدم وتضلّل بدلاً من نشر الحقيقة والعمل بضمير حي وليس حسب أحاسيس ورؤاة وتصوّرات خيالية وشخصية لأفراد يعملون في تلك المواقع بدون الكشف عن هويتهم الحقيقية !

“لقد هلك شعبي من عدم المعرفة” (هوشع 4: 10)

البابا فرنسيس فعلًا يترأّس ثورة في الكنيسة لكنّها ليست ثورة ضدّ تعاليم الكنيسة وإيمانها، بل ثورة تنفض الغبار عن جسد المسيح وشعبه. ثورة تُعيد الحياة لكنائس شبه مهجورة في البشر والحجر.

إنّه فرنسيس ! الذي يدعوه المسيح على مثال الأسّيزي: “فرنسيس ، رمّم كنيستي”!

 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. سﻻم اامسيح،
    الموضوع الذي ناقشتموه هو في بالغ اﻻهمية ولكن كنت انتظر منكم نشر المواقع التي تشوه صورة الحبر الروماني البابا فرنسيس ليتسنى للجميع اﻻطﻻع عليها وتنبيه الجميع ما يفعله اعداء الكنيسة.
    اتمنى نشر المواقع اذا كان لديكم كل الوقائع.
    مع محبتنا لكم

  2. بما انكم تطرقتم الى عدم الوثوق بمصداقية المواقع الالكترونية، كيف يمكننا معرفة المواقع المعترف بها من قبل الكنيسة، ابتداء من موقعكم؟
    وان كنتم لا تستطيعون نشر لائحة المواقع المضللة اليس من الاجدى نشر بعض المواقع الموثوق فيها؟

    1. غاية المقال ليست إدانة مواقع وأشخاص بل فقط التحذير من الوقوع في تعاليم مخالفة للكنيسة .
      يمكنك التعرّف على هذه التعاليم اذا كان المقال يحتوي على اعتراض او تمرّد على أقوال البابا او انها تنشر اخبار كاذبة عنه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق