فتاة صغيرة من الصين تضحّي بحياتها من أجل إنقاذ القرابين المقدسة من الشيوعيين
قصة حقيقية رواها الطوباوي الأسقف فولتين شين
في الصين ، في اسوأ زمن الاضطهاد الشيوعي ، اي في خمسينات القرن العشرين ، وفي احدى المدارس الراعوية ، كان الاولاد يصلّون بخشوع وبينهم “لي” فتاة صغيرة من الصين ابنة العشرة اعوام . في شهر ايار تلقّت لي مناولتها الاولى وعلّمتها معلمتها الأخت اوفرازي ان تطلب المناولة اليومية من يسوع. مذ ذاك صارت لي تذهب الى المناولة يومياً . لكنها كانت تعرف ان الاشرار (الشيوعيين الذين لا إله لهم) قادرون ان يمنعوها عن تناول يسوع في القربان .
في احد الايام دخلوا الصف وقالوا للأطفال :
– “اعيدوا اليّ حالاً اصنامكم كلها”.
ارتعب الاولاد واضطروا الى تسليمهم صورهم الدينية . ثم انتزع المفوّض بحركة غاضبة المصلوب عن الحائط ورماه ارضاً واخذ يدوسه قائلاً :
– “لن تسمح الصين الجديدة بهذه الخرافات البدائية بعد الآن”.
في ذلك اليوم كان جميع سكان القرية الملاحقين من الشرطة مكدّسين في الكنيسة بأمر من المفوّض الذي أمر رجال الميليشيا بتحطيم بيت القربان صارخاً:
– “سنرى الآن اذا كان مسيحكم يعرف كيف يدافع عن نفسه. اليكم ما سأفعله بـ”حضوره الحقيقي”. انها خدع من الفاتيكان لإستغلالكم بشكل افضل”.
قال ذلك والتقط حقّ القربان ورمى القرابين كلها على الارض. فصُعق المؤمنون وتراجعوا خانقين صرخة.
بقيت الصغيرة لي مُسمّرة في مكانها، وقلبها الصغير ينزف امام القرابين المبعثرة على الأرض. ألن يأتي احد للدفاع عن يسوع؟
صرخ المفوّض:
– “والان الى الخارج، ارحلوا ! والويل للذي سيتجرّأ على العودة الى كهف الخرافات هذا”.
كان هناك شاهد يقف ويرى. انه الأب لوقا. كان اهل الرعية يخبئونه في كوّة تطل على الكنيسة وهو يتعذّب لعدم قدرته على التحرك: فاذا قام بحركة واحدة، سيتم توقيف اهل الرعية الذين اخفوه بتهمة الخيانة. فصلّى قائلاً:
“ايها الرب يسوع، ارحم نفسك، امنع هذا الانتهاك! ايها الرب يسوع !”
فجأة انفتح الباب بهدوء. انها الصغيرة لي تقترب من المذبح. قد تتسبّب في قتلها في اي لحظة .
خرّت الصغيرة وسجدت بصمت كما علّمتها الاخت اوفرازي. ثم رآها الأب لوقا تنحني على يديها وقدميها وتلتقف قربانة بلسانها. بقيت راكعة على ركبيتها وعيناها مغمضتان .ثم قامت ورحلت بهدوء كما اتت.
كان الفلاحون في داخل اكواخهم الخيزرانية لا يجرأون على التحرك مع استمرار عملية التصفية من قبل الشيوعيين.
ومع ذلك، كل صباح كانت لي تهرب لتلتقي خبز الحياة في الكنيسة، مكرّرة مشهد البارحة. تتناول قربانة بلسانها وتختفي .
كان الأب لوقا يكظم غيظه: لم لا تتناولها كلّها ؟
هو يعرف عدد القرابين، انها اثنان وثلاثون .
لكن لي لم تكن تعرف انه يمكنها التقاطها كلها . كانت الاخت اوفرازي واضحة جداً: “قربانة واحدة في اليوم تكفي ولا يجوز لمسها ، بل نتناولها باللسان!” التزمت لي بالقوانين .
ذات يوم لم يبق إلا قربانة واحدة. عند الفجر تسلّلت لي كالعادة، ركعت وصلّت قرب القربانة. فخنق الأب لوقا صرخة.
صوّب احد رجال الميليشيا الواقف عند كوّة الباب مسدّسه نحوها. لم يُسمع إلا ضربة خاطفة، تبعتها قهقهة. وسرعان ما تهاوت الطفلة.
ظنّها الأب لوقا ميتة، ولكن لا، رآها تزحف بصعوبة نحو القربانة لتلصق بها فمها.
ثم انتفضت متشّنجة، وتبع ذلك ارتخاء مفاجئ. وماتت الصغيرة لي !
في امريكا روى الطوباوي الأسقف”فولتين شين” الواعظ الشهير الذي ألهم الملايين وحصد ارتدادات لا تُحصى بمواعظه المؤثرة، ان “لا بابا ولا اي اسقف ولا حتى كاهن او راهبة هم من ألهموه بل طفلة في العاشرة وزياراتها البطولية الاثنتين والثلاثين ليسوع المطروح أرضاً!!!”