شهر مع أصدقائنا الأنفس المطهرية

شهر مع أصدقائنا الأنفس المطهرية – اليوم السابع عشر

شهر مع أصدقائنا الأنفس المطهرية

 اليوم السابع عشر – الله يحب أن نؤاسي الأنفس المطهرية ويرغب بذلك 

1. حبّ الله الكبير للأنفس المطهريّة

       نؤمن أنّ السيّد المسيح يحبّ حبًّا لامتناهيًّا الأنفس المطهريّة مثلّما أحبّ الأنفس التي افتداها بدمه الطاهر. كلّ نفس تقول: “لقد أحبّني وقدّم ذاته من أجلي”. ولو كان هناك مقاييس ودرجات في اللامتناهي فالله يجب أن يحبّ الأنفس المطهريّة أكثر منّا. فهي وقد التزمت بنعمته أصبحت غير قادرة على الخطأ، ولا ترفضه أبدًا فتباركه وتحبّه بحنان إلى الأبد. لا يساورَنّ الشكّ أحدًا بأنّ عينيّ السيّد المسيح الرحوم وقلبه متعلّقة بهؤلاء الشهداء القائمين في العالم الآخر، بغضّ النظر عن نسيانهم وإهمالهم نستطيع القول أنّ الربّ يسوع يتألّم لآلامهم. فهو مروّض لهذه الأنفس التي افتداها بتضحياته كأب وزوج وقائد في أعضاء جسده السرّي. آلامهم تذكّره بآلامه وحبّهم له يدعوه إلى حبّهم. يموت مجدّدًا لو استطاع من أجل أن يفتح لهم أبواب الجنّة. ولكن من أجل الحفاظ على قوّة حبّه يجب أن يكون هناك كلّ حكمة الله ورحمته الله الذي لا يقبل أيّ دنس.

       فليكن لدينا مشاعر قلب يسوع الطاهر. لنحبّ مثله أخوتنا في الكنيسة المعذّبة. لنحبّهم بحنان من أجل قداستهم وطول زمن عذاباتهم. لنحبّهم بأنفسنا، حبًّا بالله، فنشاركهم آلامهم ونمدّ لهم يدًا لنجدتهم.المطهر

      2. رغبة سيّدنا يسوع المسيح الكبيرة في عزائنا الأنفس المطهريّة

       تقف العدالة الإلهيّة عائقًا أمام السيّد المسيح في خلاص الأنفس المطهريّة لذلك فهو يحثّنا، من بيت القربان، حيث حبّه العظيم يأسره، على الصلاة من أجلهم فتنـزل عليهم بردًا وسلامًا في موطن كفّارتهم.

       قال الربّ يسوع يومًا للقدّيسة جيرترود: “كلّما حرّرتم أسيرة، أفرح كأنّكم تحرّروني من أسري، وأنا أجيد جزاءكم خيرًا”. على المذبح حيث يقدَّمُ قربانًا يحثّ الكاهن والمؤمنين على ذكر الكنيسة المعذّبة. فهو يجمع نِعَمه ونِعَم أمّه الإلهيّة والقدّيسين في كنـزٍ واحد ويطلب من المؤمنين أن يغرفوا منه ملءَ أيديهم من أجل رحمة الأنفس المطهريّة. العدالة الإلهيّة لا تساوم، ولكن من بيت القربان يناشدكم قائلاً: “أعيدوا إليّ أبنائي. أنجدوهم، بصلواتكم بالذبيحة المقدّسة، وبالغفران. قرّبوا الزمن الذي أستطيع أن أتوّجهم بالمجد، خلاله، فأفيض عليهم نعمي”.

       من أجل إثارة محبّتنا لا ينفكّ الربّ يسوع يردّد علينا ما قاله لأتباعه على الأرض: “كلّ ما تفعلون من أجل أخوتي، هؤلاء الصغار، لأجلي تفعلونه”. سيكافئنا يومًا كما لو أنّنا حرّرنا هو نفسه من الآلام.

       أيّها الأحبّاء إنّه لسبب عظيم يملأنا اندفاعًا قويًّا للقيام بهذه المهمّة الشريفة والسهلة والتنفيذ. يا له من فرح عظيم يغمرنا عندما نرضي الرغبات الحارّة لقلب يسوع المقدّس.

       تكلّم المخلّص يومًا إلى الطوباويّة “ماري لاتاست” قائلاً: “لن يمكنك القيام بما هو أحبّ إلى الله من أن تسرعي إلى نجدة النفوس المعذّبة”.

       من بين الأنفس المطهريّة هناك أنفس الكهنة الذين لا ينالون نعمة الصلاة من أجلهم بما يكفي. ونحن نعلم أنّ الأعمال الحسنة والخدمات الروحيّة التي قدّموها لنا في حياتهم كانت عظيمة من خلال الكنيسة. لقد باركوا حياتنا منذ الولادة حتّى الممات. لقد قدّموا لنا النِّعم والعزاء والدعم والإرشاد. لقد قال الربّ يسوع للطوباويّة “ماري لاتاست”: “يا ابنتي صلّي كثيرًا لأجل كهنتي. فهم لا يحصلون إلاّ على القليل. ينسى المؤمنون أنّ من واجبهم الصلاة لأجلهم. فالكهنة هم آباء السلام الذي أعطيه للمؤمنين”.

       كلّما عظم شأن الإنسان، كبرت مسؤوليّته وعظمت دينونته. لذلك هناك عدد من الكهنة الذين يمرّون في المطهر. لنصلِّ، إذن، من أجل خلاصهم فينتقلوا إلى الله ويشفعوا بنا عنده!

مثال

في رسالة إلى إحدى سيّدات المجتمع، كتب الأب “لاكوردير”* قصّة أحد المزارعين البولونيّين الذي توفّاه الله وحكمت عليه عدالة العليّ انتقاله إلى المطهر. بكتْه زوجته التقيّة، وصلّت بحرارة من أجل أن يكون في جنّات النعيم، غير أنّها لم تقتنع بأنّ صلواتها فعّالة بما يكفي لهذه المهمّة؛ فقرّرت أن تقدّم الذبيحة الإلهيّة إلى قلب يسوع الأقدس من أجل خلاص نفس زوجها. ولكنّها كانت فقيرة، لا تملك البدل المادي لتقديم الذبيحة الإلهيّة، فلجأت إلى أحد الأثرياء وكان فيلسوفًا عقلانيًّا فعرضت عليه حاجتها، أشفق عليها هذا الثري وأعطاها مرادها.

       قدّمت الأرملة عندئذٍ القدّاس عن نفس زوجها الحبيب وصلّت بحرارة كبيرة من أجل خلاصه. بعد أيّام قليلة، سمح الله لنفس المزارع أن تقابل المحسن الثري قائلة: “أشكرك من أجل الحسنة التي أعطيتها إلى زوجتي لكي تقدّم الذبيحة الإلهيّة. هذه الذبيحة خلّصتني من المطهر، وعرفانًا لجميل (محبّتك) حسنتك، جئتُ من قبل الربّ أُعلمك أنّ موتك قريب وعليك أن تتصالح معه”.

       تحوّل هذا الثري العقلاني إلى الإيمان بالله ومات مسيحيًّا مؤمنًا، بكلّ أحاسيس الإيمان المسيحيّ: الحبّ الكبير والعرفان بالجميل لقلب يسوع الأقدس.

       لنصلِّ: أيّها الربّ يسوع، الكلّي الرحمة والطيبة. يا من أحببتَ العالم فقوّمته بالإيمان ومجّدته بالنعمة، أسألك بجرح جنبك الطاهر الذي شقّه الرّمح وأنت على الصليب، خلّص الموتى المؤمنين من نار المطهر واجعلهم مستحقّين مجد قدّيسيك. يا يسوع كن عونًا لهم وادعُ أبناءك وأخوتنا إلى الحياة الأبديّة. فليستريحوا بسلام!

 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق